«أحكام حبس بلا تنفيذ»: شركة سفريات تبيع الوهم للشباب بكفر الشيخ.. ما القصة؟
ناشد عدد من الشباب، مساء اليوم الثلاثاء، الأجهزة الأمنية بمحافظة كفر الشيخ، وعلى رأسها اللواء إيهاب عطية مدير أمن كفر الشيخ، واللواء محمد فوزي مدير المباحث الجنائية، سرعة القبض على القائمين على إحدى شركات السفريات بالمحافظة، والمتهمين – بحسب أقوال الضحايا وأحكام قضائية صادرة – ببيع الوهم للشباب من خلال عقود عمل وتأشيرات سفر مزورة، والاستيلاء على مبالغ مالية كبيرة.
«إسلام»: دفعت 116 ألف جنيه.. والتأشيرة غير موجودة
قال إسلام، أحد الضحايا، إنه سمع عن إحدى الشركات التي تدّعي تسفير الشباب إلى الخارج، فتوجه إلى مقرها بكفر الشيخ، وتم الاتفاق على شراء عقد عمل بدولة الإمارات مقابل مبلغ مالي قدره 116 ألف جنيه.
وأضاف أنه بعد سداد المبلغ، أكد له مسؤولو الشركة أنه سيسافر خلال أيام قليلة، وأنه سيكون على عمل محدد وسكن خاص، مع إنهاء الإقامة فور الوصول، واستقبال مندوب من الشركة له بالمطار لإنهاء الإجراءات.
وأوضح إسلام أنه لم يتسلم العقد إلا بعد مرور 3 أشهر، وتم منحه تذكرة سفر، إلا أنه عند الاستعلام عنها فوجئ بأنها مجرد حجز مبدئي تم إلغاؤه، كما اكتشف أن التأشيرة غير مسجلة على النظام.
وتابع: «عندما عدت إلى مقر الشركة وجدته مغلقًا، واكتشفت هروب القائمين عليها، فقمت بتحرير محضر، وصدر ضدهم حكم بالحبس لمدة سنتين».
أم أحد الضحايا: احتجزونا واعتدوا علينا
وقالت والدة أحد الشباب إنها دفعت مبلغ 110 آلاف جنيه منذ عام 2023 لسفر نجلها للخارج، إلا أن أصحاب الشركة ظلوا يماطلون في تسليم عقد العمل.
وأضافت: «عندما طالبت باسترداد المبلغ، قاموا باحتجازي أنا ووالده داخل المكتب، وتعدوا علينا بالسب والضرب، واضطررنا لعقد جلسات عرفية إلى أن تم تسليم عقد وسافر ابني».
وأشارت إلى أن نجلها فوجئ بعد سفره بظروف عمل مخالفة تمامًا لما تم الاتفاق عليه، وعندما حاولت الشكوى، قام مسؤولو الشركة بالإبلاغ عنه في الإمارات، ما تسبب في عمل تعميم هروب ضده، ومنعه من العمل، قائلة: «أنا عايزة حقي وحق ابني بعد ما بهدلوه ومرمطوه».
محمد مصطفى: التأشيرة «مضروبة»
وقال محمد مصطفى، ميكانيكي سيارات، إنه دفع 80 ألف جنيه خلال أسبوعين، ولديه ما يثبت أقواله من فيديوهات وتسجيلات صوتية، إلا أن الشركة استمرت في التسويف.
وأضاف: «استلمت تأشيرة، لكن بعد الاستعلام عنها في السفارة والقنصلية، والتوجه إلى جوازات العباسية، اكتشفت أنها مزورة، وأن الشركة المذكورة في العقد وهمية وغير موجودة من الأساس».
وأكد أنه حصل على حكم قضائي بالحبس 3 سنوات ضد القائمين على الشركة، مطالبًا بتنفيذ الحكم واسترداد أمواله.
«أحمد زكريا»: عقد مفبرك وديون
وقال أحمد زكريا إنه دفع 50 ألف جنيه مقابل السفر إلى الإمارات، ومع تكرار مطالبته بالعقد، فوجئ بإغلاق مقر الشركة، ثم إبلاغه بتغيير العنوان.
وأضاف: «ذهبت للمقر الجديد، وتسلمت عقدًا، لكن بعد مراجعته اكتشفت أنه مفبرك ومُعد على الكمبيوتر دون أي أساس قانوني».
وأشار إلى أنه استدان المبلغ، ويعاني من ديون، مطالبًا الجهات المعنية بالتدخل لاسترداد حقه.
«عمر»: إعلان على مواقع التواصل
وقال عمر، من محافظة الجيزة، إنه شاهد إعلانًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي في شهر سبتمبر الماضي، عن شركة لتسفير الشباب مقابل 30 ألف جنيه.
وأضاف أنه حضر إلى مقر الشركة ودفع 15 ألف جنيه مقدمًا، وتسلم إيصالًا، على أن يتم دفع باقي المبلغ عند استلام العقد، إلا أنه فوجئ بعد أيام بإغلاق المقر، وانقطاع هواتف الشركة، مطالبًا باسترداد أمواله.
مناشدة بتنفيذ الأحكام
وناشد جميع الضحايا الأجهزة الأمنية بمحافظة كفر الشيخ سرعة القبض على القائمين على هذه الشركة، وتنفيذ الأحكام القضائية الصادرة ضدهم، مؤكدين أن هذه الأحكام واجبة النفاذ، وأن استمرار هروب المتهمين يضاعف معاناة الشباب ويهدد مستقبلهم.
رد الشركة
وحاولت الجريدة التواصل مع مسؤولي الشركة للرد على ما ورد من اتهامات، إلا أن هواتفهم مغلقة، كما تبين غلق مقر الشركة، وعدم التوصل إليهم حتى الآن.



