بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

بابا الفاتيكان يشهد التأمل الثالث لزمن المجئ

البابا لاون يشهد
البابا لاون يشهد التأمل الثالث للمجئ الثاني

شهد صباح اليوم، قداسة البابا لاون الرابع عشر، التأمل الثالث لزمن المجيء، حيث قدّم واعظ القصر الرسولي، الأب روبرتو بازوليني، التأمل الثالث بعنوان "شموليّة الخلاص: رجاءٌ بلا شروط"، وذلك بقاعة بولس السادس، بحضور أعضاء الكوريا الرومانية.

وجاء التأمل دعوة واضحة للكنيسة، كي تعزّز روح اللقاء، وتنفتح بشجاعة على البحث، والسير، اقتداءً بمسيرة المجوس نحو نور الميلاد.

وفي مستهل حديثه، أكد الأب بازوليني أن التحدي الذي يطرحه الميلاد، واليوبيل معًا يتمثل في استقبال يسوع المسيح كنورٍ نقبله، وننشره، ونقدمه للعالم، مشددًا على أن هذا النور ليس فكرة مجرّدة، بل حضور حيّ قادر على إنارة تعقيدات الخبرة الإنسانية كافة، موضحًا أن النور الحقيقي لا يلغي تساؤلات الإنسان، أو رغباته، بل ينقّيها، ويهديها نحو معنى أعمق وأشمل.

وتوقف واعظ القصر الرسولي عند رفض العالم لهذا النور، مذكّرًا بأن الناس أحبوا الظلمة أكثر من النور، ومشيرًا إلى أن العقبة الحقيقية لا تكمن في النور ذاته، بل في مدى استعداد الإنسان لقبوله، إذ إنه نور متطلب، يكشف الزيف، ويعرّي التناقضات، ويدعو إلى الصدق الداخلي، مؤكدًا أن قبول نور التجسد لا يتطلب الكمال المسبق، بل البدء بصنع الحق في حياتنا، والظهور أمام الله بصدق، لأن ما يهمه هو صدق القلب، لا الصلاح الظاهري.

وانطلاقًا من ذلك، دعا الأب بازوليني الكنيسة إلى مسيرة صدق أعمق، لا تقوم على استعراض الطهر، أو تقديم خطاب مثالي، بل على الشهادة الحية لجماعة تعيش في نور المسيح رغم هشاشتها، ونواقصها. فالعالم، بحسب قوله، لا ينتظر كنيسة بلا شقوق، بل جماعة لا تخشى أن تظهر حقيقتها، وتعيش الإنجيل بصدق.

وضرب واعظ القصر الرسولي مثالًا بالمجوس، الذين تجرأوا على السير خلف نجم واهن، مؤكدًا أن مسيرتهم تكشف أن لقاء الله يتطلب حركة، وبحثًا، وخروجًا من الذات، محذّرًا في المقابل من خطر الجمود، الذي قد يهدد حتى العاملين في قلب الحياة الكنسية، عندما تتحول الألفة مع الأدوار، والهياكل إلى عائق يمنع رؤية العلامات الجديدة لحضور الله في العالم.

وأشار الأب بازوليني إلى شخصية هيرودس، وكتبة أورشليم، الذين عرفوا مكان ولادة المسيح لكنهم لم يتحركوا نحوه، محذرًا من خطر معرفة الإيمان نظريًا دون ترجمة ذلك إلى مسيرة والتزام، مؤكدًا أن الخطوة الأولى للقاء الله هي النهوض، أي الخروج من مناطق الأمان، والضمانات الشخصية، يليها السجود بتواضع أمام سر الله، كما فعل المجوس.

وفي ختام تأمله، شدد واعظ القصر الرسولي على أن سر التجسد يكشف قيمة كل حياة بشرية، لأن الله اختار أن يسكن في جسد الإنسان.

ومن هنا، فإن رسالة الكنيسة لا تقوم على فرض الإيمان، بل على تهيئة سبل اللقاء، ومساعدة كل إنسان على اكتشاف النور، والكرامة، والمواهب المزروعة فيه، مختتمًا بالتأكيد على أن نور الميلاد الحقيقي يضيء كل إنسان، ويدعو الجميع إلى بلوغ ملء معناهم، ودعوتهم في المسيح.

تم نسخ الرابط