خاص| جمال صيام: الفائض الإنتاجي هو المحرك الحقيقي لصادرات الموالح وليس على حساب المستهلك المحلي
قال الدكتور جمال صيام أستاذ الاقتصاد الزراعي، في تصريحات خاصة ل "بلدنا اليوم" أن ارتفاع صادرات مصر من الموالح خلال الموسم الجاري يعود بشكل رئيسي إلى وفرة الإنتاج، نتيجة التوسع في المساحات المزروعة وتطوير أساليب الزراعة الحديثة، مؤكدا أن هذا الفائض الكبير هو العامل الحاسم في زيادة التصدير، وليس على حساب السوق المحلي كما يعتقد البعض، مشيرًا إلى أن الأسواق الداخلية لا تواجه أي نقص في المعروض.
وأشار "صيام" إلى أن مسألة التصدير لا تقتصر على إخراج كميات ضخمة من الإنتاج، بل تتطلب إدارة دقيقة تستند إلى اختيار الوجهات الأكثر قيمة، ليس حجم ما يصدر، وإنما تحديد الأسواق التي تمنح أسعارًا أعلى، بما يضمن زيادة الأرباح وتعزيز قدرة القطاع الزراعي على تمويل تطويره الذاتي.
وبين أن التركيز على الأسواق ذات العائد المرتفع يسهم في تحسين مستوى الدخل القومي، ويرفع من قدرة المزارعين والمصدرين على مواصلة الاستثمار في تحسين جودة الإنتاج، سواء في مراحل الزراعة أو ما بعد الحصاد.
ولفت إلى أن تصدير الموالح لم يعد قائمًا على العشوائية أو التقديرات التقليدية، بل يعتمد على قراءة دقيقة لاتجاهات الطلب العالمي، ودراسة المنافسين، وتوقيت الدخول للأسواق الخارجية بما يحقق أفضل عائد ممكن للمنتج المصري.
وأكد أن السياسة المتبعة حاليًا تسعى إلى تحقيق توازن حقيقي بين تلبية احتياجات السوق المحلي والحفاظ على مكانة مصر التصديرية، عبر إدارة الفوائض بكفاءة، وتوجيهها للأسواق الأكثر جدوى اقتصادية.
واختتم الدكتور جمال صيام تصريحه بالتأكيد على أن قطاع الموالح يمثل أحد الأعمدة المهمة للصادرات الزراعية المصرية، وأن استثمار الفائض في أسواق ذات قيمة مرتفعة يرفع من تنافسية المنتج المصري ويعزز موقعه على خريطة التجارة العالمية، مع ضمان استقرار السوق الداخلي في الوقت نفسه.