درب شكمبة.. عصام الشويخي يعيد إحياء ذاكرة المسرح المصري في عرض جديد بالساحة
يضع المخرج عصام الشويخي اللمسات الأخيرة على العرض المسرحي الجديد «درب شكمبة»، أحد إنتاجات فرقة الساحة التابعة للبيت الفني للمسرح، استعدادًا لعرضه خلال الفترة المقبلة، ويأتي العمل كتحية فنية لتاريخ المسرح المصري، حيث يسعى الشويخي إلى تقديم تجربة مسرحية تجمع بين المتعة البصرية والتوثيق الفني، في إطار تفاعلي يربط الجمهور بجذور المسرح ويعيد طرح أسئلته الكبرى حول الهوية والذاكرة الثقافية.
رحلة بصرية وحكائية من يعقوب صنوع إلى المسرح المعاصر بروح تفاعلية مع الجمهور
يعتمد عرض «درب شكمبة» على استعراض بانورامي لمسيرة المسرح المصري منذ ثلاثينيات القرن الماضي وحتى يومنا هذا، متتبعا البدايات الأولى مع رائد المسرح يعقوب صنوع، مرورا بمحطات مهمة في تاريخ الفرق المسرحية، ويقدم العمل لوحات فنية مستوحاة من فنون خيال الظل والمحبظاتية، باعتبارها من اللبنات الأولى التي شكلت الوعي المسرحي لدى الجمهور المصري، قبل أن تتطور أشكال العرض وتتعدد مدارسه.
حكي المسرح من الرواد إلى الفرق الكبرى
يتناول العرض بأسلوب حكائي ممتع بدايات فرق المسرح، بدءا من يعقوب صنوع، ثم مارون النقاش، وأبو خليل القباني، وصلًا إلى فرق جورج أبيض والمسرح الكوميدي، ويقدم العمل هذه الرحلة التاريخية من خلال مشاهد ولوحات متتابعة، تمزج بين السرد والأداء الحركي والغنائي، بما يعكس تطور أدوات المسرح وتغير خطابه عبر العقود.
يشارك في بطولة العرض نخبة من الفنانين، من بينهم زين نصار، وائل عوني، نادية الشويخ، عماد حمدي، حسام سيد، ملك حمدي، ريم طارق، إلى جانب عدد كبير من أعضاء فرقة مسرح الساحة،ويتولى تصميم الديكور المهندس عمرو حسن، بينما يضع الإضاءة عز حلمي، في إطار بصري يدعم فكرة العرض ويخدم تنقلاته الزمنية، النص من تأليف الدكتور حسن مصيلحي، الذي اعتمد على رؤية تجمع بين التوثيق الفني والطرح المسرحي المعاصر.
يعرف المخرج عصام الشويخي، مدير فرقة الساحة، باهتمامه الدائم بالعروض التفاعلية التي تكسر الحاجز بين الخشبة والجمهور، ويؤكد من خلال «درب شكمبة» حرصه على تقديم مسرح يحمل رسالة تعليمية وثقافية، تستهدف تعريف الأجيال الجديدة بتاريخهم الفني، وإعادة ربطهم بجذورهم المسرحية بأسلوب معاصر.
يمثل عرض «درب شكمبة» محاولة جادة لاستعادة الذاكرة المسرحية المصرية، ليس بوصفها ماضيا منتهيا، بل كتراث حي قادر على الحوار مع الحاضر، ومن خلال رؤية عصام الشويخي، يفتح العرض دربا جديدًا يعيد للمسرح دوره التنويري ويؤكد أن الخشبة لا تزال قادرة على الحكي والتأثير.