بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

2025 عام الشراكة الإفريقية.. مصر تقود التنمية المستدامة في القارة

الرئيس السيسى
الرئيس السيسى

شهد عام 2025 تقدما ملحوظا في السياسة الخارجية المصرية تجاه القارة الإفريقية، عاكسا توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتعزيز العمق الإفريقي لمصر كركيزة أساسية للأمن القومي والدور الإقليمي.

 

لم يكن العام الماضي مجرد محطة زمنية عابرة، بل حلقة في مسار استراتيجي متواصل انطلق عقب ثورة 30 يونيو، حيث أعادت مصر تموضعها في قارتها الأم على أسس ثابتة ورؤية واضحة، وتحركت السياسة الخارجية المصرية بروح المبادرة والشراكة، رسخت التعاون المتكافئ وعززت الحضور المصري في عمق القارة.

 

آمنت القيادة المصرية بأن إفريقيا ليست خيارا دبلوماسيا، بل ركيزة أساسية في معادلة الأمن القومي والدور الإقليمي لمصر.

 

وخلال العام الذي يغادرنا بعد أيام قلائل، ترجمت توجيهات القيادة السياسية إلى مسارات فعلية، حضرت فيها القاهرة بوزنها السياسي وخبرتها المؤسسية في ملفات السلم والأمن، ودعم استقرار الدول الوطنية، وتعزيز أطر العمل القاري، بالتوازي مع دفع أجندات التنمية، وبناء القدرات ونقل الخبرات.


تجسيد السياسة الخارجية الإفريقية المتماسكة

 

وتجلت خلال عام 2025، ملامح سياسة خارجية إفريقية متماسكة، تقودها الدولة بكامل مؤسساتها، وترتكز على توجيه سياسي راسخ، وأدوات دبلوماسية مرنة، وخطاب يوازن بين احترام خصوصية القارة وقراءة تحولات النظام الدولي.

 

تضع الدولة المصرية على رأس أولوياتها الدفاع عن حق القارة الإفريقية في التنمية، وهو ما أولاه الرئيس السيسي للسياسة الخارجية المصرية تجاه القارة منذ عام 2014، ومنذ ثورة 30 يونيو، اتخذت الدولة خطوات ثابتة لتعزيز دورها الريادي في إفريقيا، صاغ خلالها الرئيس السيسي رؤية متكاملة لضمان إعادة تمركز مصر في قارتها، وترتكز هذه الرؤية على ترسيخ التعاون مع الدول الإفريقية الشقيقة على مختلف الأصعدة، مستفيدة من إمكانات مصر وعلاقاتها الدولية لتحقيق التنمية المنشودة للقارة بأسرها.


الانطلاقة الإفريقية للرئيس السيسي

 

منذ توليه رئاسة مصر في 2014، حرص الرئيس السيسي على أن تكون أولى جولاته الخارجية في قلب القارة الإفريقية، حيث زار الجزائر وشارك في القمة الإفريقية بمالابو، ومنذ ذلك الحين، حافظ الرئيس السيسي على تواصل وتنسيق مستمر مع القيادات الإفريقية حيال مختلف القضايا القارية والدولية.

 

أهمية التنمية في إفريقيا

 

يؤكد الرئيس السيسي، في العديد من المناسبات أهمية تحقيق التنمية في ربوع القارة لتلبية تطلعات شعوبها، وتنطلق الرؤية المصرية من إدراك عميق بأن التنمية ركيزة أساسية للأمن والسلم وبناء الدول الوطنية، وليست مجرد خيار اقتصادي.

 

الرؤية المصرية للتنمية

 

تركز الرؤية المصرية، على تحقيق التنمية المستدامة في إفريقيا، من خلال تعزيز التعاون والتكامل الإقليمي، ودعم بناء القدرات، وتوفير التمويل اللازم لمشروعات التنمية، وتؤمن مصر بأن التنمية هي السبيل لتحقيق الاستقرار والسلم في القارة، وتحقيق تطلعات شعوبها.


تعزيز التجارة والاستثمارات في إفريقيا

 

تولي الرؤية المصرية اهتماما خاصا بتعزيز التجارة البينية الإفريقية، باعتبارها مفتاحا رئيسيا لتحقيق التكامل الاقتصادي القاري، كما تسعى مصر إلى تعزيز التعاون في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي، إدراكا لدور الاقتصاد الرقمي في إعادة تشكيل فرص التنمية بالقارة.

 

دعم الاستثمارات المصرية في إفريقيا

 

لترجمة هذه الرؤية إلى واقع ملموس، تحرص مصر على توظيف مختلف أدوات التعاون المتاحة، وفي مقدمتها تشجيع الشركات المصرية على توسيع استثماراتها وشراكاتها في الدول الإفريقية، وفي هذا الإطار، أطلقت مصر وكالة لضمان الصادرات والاستثمارات في إفريقيا، دعما لتوسيع نطاق الحضور الاقتصادي المصري بالقارة.

 

نتائج التعاون المصري الإفريقي

 

تجاوز إجمالي الاستثمارات المصرية في إفريقيا حاجز 12 مليار دولار، فيما تخطى حجم التبادل التجاري مع الدول الإفريقية 10 مليارات دولار، بما يعكس تنامي الثقة في الدور الاقتصادي المصري.

الاستثمار في الإنسان الإفريقي

 

تولي مصر أهمية كبيرة لدعم برامج بناء القدرات والتنمية البشرية في إفريقيا، إيمانا منها بأن الاستثمار في الإنسان هو الأساس الحقيقي لأي نهضة مستدامة، وفي هذا الإطار نفذت الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية أكثر من 700 برنامج تدريبي في مجالات متنوعة، صممت وفقا لأولويات واحتياجات الدول الإفريقية الشقيقة.

تعزيز العلاقات المصرية الإفريقية

 

تحظى العلاقات مع إفريقيا بأهمية خاصة في السياسة الخارجية المصرية، حيث يشدد وزير الخارجية الدكتور بدر عبدالعاطي على أهمية تعزيز العلاقات مع دول القارة لما تمثله من عمق استراتيجي للأمن القومي المصري.

مصر في قلب إفريقيا

 

جعل الاهتمام بالقارة الإفريقية على رأس أولويات السياسة الخارجية المصرية أكثر الأقاليم التي زارها وزير الخارجية منذ توليه منصبه، فقد زار الدكتور عبدالعاطي أكثر من 25 دولة إفريقية خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية، فضلا عن اللقاءات المتعددة مع نظرائه الأفارقة.

 

سياسة خارجية مصرية إفريقية ناضجة

 

يتجلى في نهاية عام 2025 ملامح سياسة خارجية مصرية إفريقية ناضجة، يقودها توجيه قيادة سياسية حريصة، وتنفذها دبلوماسية عميقة الخبرة، تتقدم مصر بثبات نحو مسار استراتيجي طويل الأمد، رسخت فيه حضورها الإفريقي، وأرست مبادئ الشراكة والتكامل.

 

مستقبل التعاون المصري الإفريقي

 

تواصل مصر مسيرتها بعزم وإرادة سياسية راسخة وأدوات دبلوماسية عتيدة لتعزيز السلام والتنمية وبناء القدرات، مؤكدة أن حضورها في إفريقيا هو جزء أصيل من هويتها ودورها المستمر مع قارتها الأم.

تم نسخ الرابط