بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

خاص| القرى المنتجة بأسيوط حياة كريمة تحول الريف المصري إلى مراكز للإنتاج والحرف التراثية

بلدنا اليوم

 
نجحت المبادرة الرئاسية حياة كريمة في إحداث نقلة نوعية داخل قرى محافظة أسيوط، ليس فقط على مستوى البنية التحتية والخدمات، بل امتد أثرها ليشمل دعم الاقتصاد الريفي وتحويل عدد كبير من القرى إلى قرى منتجة تعتمد على الحرف اليدوية والتراثية كمصدر دخل مستدام للأسر، وفي مقدمتها صناعة الكليم والسجاد اليدوي والتطريز.
وتعد قرى مركز ساحل سليم، إلى جانب قرى عرب الكلابات التابعة لمركز الفتح، وقرى أبوتيج من أبرز النماذج التي شهدت طفرة واضحة في مجال الحرف اليدوية، حيث انتشرت مشاغل السجاد والكليم داخل المنازل والجمعيات الأهلية، مستفيدة من الدعم الفني والتدريبي الذي وفرته المبادرة، ما ساهم في تمكين المرأة الريفية وتوفير فرص عمل حقيقية دون الحاجة إلى الهجرة أو ترك القرية.
وتقول سناء جابر، إحدى العاملات في مجال التطريز اليدوي بقرى ساحل سليم، إن حياة كريمة أعادت إحياء مهنة كانت مهددة بالاندثار، موضحة أن المبادرة وفرت تدريبات وأدوات ساعدت السيدات على تطوير المنتج وتحسين جودته، وأضافت بقينا نشتغل من بيوتنا ونساعد في دخل الأسرة، والأهم إن شغلنا بقى مطلوب في المعارض
ومن جانبها، أكدت منال موسى، من قرى عرب الكلابات، أن صناعة الكليم والسجاد اليدوي أصبحت مصدر رزق رئيسيًا لكثير من الأسر، مشيرة إلى أن العمل في هذه الحرف يتناسب مع طبيعة الريف، خاصة للمرأة، وأضافت الست تقدر تشتغل وهي وسط أولادها، والحرفة دي ورثناها عن أمهاتنا وجداتنا
وفي هذا السياق، أوضحت زينب هاشم محمد المشرفة على مشغل السجاد اليدوي بإحدى الجمعيات أن ما يميز الحرف اليدوية هو مرونتها، حيث لا تحتاج إلى الالتزام بمواعيد عمل أو الذهاب إلى مقر محدد، بل يتم الإنتاج من داخل المنازل، وهو ما يفسر انتشارها الواسع في الريف الأسيوطي واستمرارها عبر الأجيال. وأضافت أن هذه الحرف تمثل جزءًا أصيلًا من التراث المصري، وسر بقائها هو ارتباطها بالهوية الريفية.
لكن زينب أشارت في الوقت نفسه إلى أبرز التحديات التي تواجه العاملين في هذا المجال، قائلة المشكلة الحقيقية هي التسويق، فغالبًا نضطر لبيع المنتجات لتجار بأسعار زهيدة، ثم نفاجأ ببيعها في المعارض الخارجية بأسعار مرتفعة وطالبت بتوفير مقر حكومي أو جهة رسمية تتولى تسويق المنتجات وعرضها بأسعار عادلة تضمن حقوق المنتجين.
وتسعى الدولة، من خلال «حياة كريمة»، إلى تحويل هذه القرى المنتجة إلى مراكز قادرة على التصدير للأسواق الخارجية، بما يعزز الاقتصاد المحلي ويحافظ على الحرف التراثية من الاندثار، ويجعل من الريف المصري شريكًا أساسيًا في عملية التنمية الشاملة.
وتبقى تجربة القرى المنتجة بأسيوط نموذجًا حيًا لقدرة المبادرات التنموية على إحياء التراث وخلق فرص عمل، وتحويل الريف من مناطق طاردة إلى مجتمعات منتجة نابضة بالحياة.

تم نسخ الرابط