بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

خاص| صانع أطول فانوس رمضان ترك الوظيفة من أجل الفن

بلدنا اليوم

في أحد شوارع الصعيد بمحافظة أسيوط، يقف فانوس رمضان عملاق بارتفاع 6 أمتار، ليلفت أنظار المارة ويثير دهشتهم، خلفه قصة كفاح لشاب آمن بموهبته وقرر أن يسلك طريق الفن رغم صعوبته. إنه صابر، صاحب اختراع أطول فانوس رمضان في مصر، الذي حوّل شغفه بفن «الآرت كرافت» إلى رسالة وإبداع يبهج قلوب المصريين مع حلول الشهر الكريم.
أنهى صابر دراسته الجامعية بأسيوط والتحق بوظيفة حكومية مرموقة في إحدى الشركات، وكان من وجهة نظر الجميع قد وصل إلى بر الأمان الوظيفي، إلا أن داخله كان يحمل حلمًا مختلفًا. يقول صابر: «استقلت لأني حسيت إنه مش مكاني، وإني مش هقدر أبدع في الوظيفة قد إبداعي في فن الآرت كرافت ويضيف أن قرار الاستقالة لم يكن سهلًا، خاصة مع اعتراض الأهل والأصدقاء الذين رأوا أن ترك وظيفة مستقرة مغامرة غير محسوبة.
نشأ صابر محبًا للفن والأشغال اليدوية منذ طفولته، وكان دائم البحث عن أفكار جديدة وغير تقليدية، حتى قرر تنفيذ حلمه الأكبر بصناعة فانوس رمضان هو الأطول من نوعه في مصر، بطول 6 أمتار، مستخدمًا خامات بسيطة وجهدًا يدويًا خالصًا استغرق أسابيع من العمل المتواصل.
ويؤكد صابر أن الهدف لم يكن مجرد تسجيل رقم قياسي، بل إحياء روح رمضان ونشر البهجة، قائلًا الفانوس رمز للفرحة، وحبيت أقدم حاجة مختلفة تخلي الناس تبتسم وتحس بروح الشهر الكريم». وبالفعل، تحول الفانوس العملاق إلى مزار للأهالي والأطفال، والتقط الجميع الصور التذكارية بجواره.
واجه صابر تحديات عديدة، أبرزها نقص الإمكانيات والدعم، لكنه اعتمد على نفسه وإيمانه بموهبته، مشيرًا إلى أن الفن الحقيقي يولد من المعاناة. ويحلم في المستقبل بتأسيس ورشة كبيرة لتعليم الشباب فنون الآرت كرافت، وتطوير صناعة الفوانيس اليدوية لتنافس في المعارض المحلية والدولية.
قصة صابر نموذج ملهم لشباب اختاروا طريق الشغف بدلًا من الروتين، وأثبتوا أن الإبداع قادر على صناعة النجاح، وأن قرارًا صعبًا قد يقود إلى إنجاز غير مسبوق، مثل فانوس رمضان أصبح حديث الجميع وأيقونة رمضانية تضيء سماء مصر.

تم نسخ الرابط