شتاء 2026 تحت المجهر.. نوات متتابعة وتقلبات جوية مؤثرة
مع اقتراب فصل الشتاء لعام 2026، تتجه أنظار المواطنين في مختلف محافظات الجمهورية إلى توقعات الطقس، في ظل ما تشهده البلاد سنويًا من نوات شتوية متفاوتة الشدة، خاصة في المناطق الساحلية، ويزداد الاهتمام بهذه الظواهر الجوية لما لها من تأثير مباشر على تفاصيل الحياة اليومية، بداية من حركة السير وانتهاءً بالأنشطة الاقتصادية والزراعية.
وتُعد محافظة الإسكندرية واحدة من أكثر المناطق تأثرًا بالنوات الشتوية، نظرًا لموقعها الجغرافي المطل على البحر المتوسط، وهو ما يجعلها عرضة لتقلبات جوية متكررة تتراوح بين سقوط أمطار خفيفة وأخرى غزيرة، قد تصل في بعض الأحيان إلى حد العواصف المصحوبة برياح قوية.
لماذا تحظى النوات باهتمام واسع؟
النوات ليست مجرد حالة من عدم الاستقرار الجوي، بل تمثل عنصرًا مؤثرًا في نمط الحياة خلال فصل الشتاء. فمع كل نوة، تتغير حركة الشوارع، وتتأثر وسائل النقل، وقد تتوقف بعض الأنشطة البحرية والصيد، إضافة إلى تأثيرها على صحة المواطنين، خاصة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
كما تلعب النوات دورًا مهمًا في رفع معدلات الأمطار السنوية، وهو ما ينعكس إيجابيًا على الزراعة والمخزون المائي، رغم ما قد تسببه في بعض الأحيان من خسائر نتيجة تجمع المياه أو سوء الأحوال الجوية.
النوات الشتوية.. ظاهرة متكررة بخصائص متباينة
تتسم النوات الشتوية بتنوع خصائصها من حيث مدة الاستمرار، واتجاه الرياح المصاحبة لها، وشدة الأمطار الناتجة عنها. فبعض النوات تستمر ليومين أو ثلاثة فقط، بينما تمتد نوات أخرى لأكثر من أسبوع، وتكون مصحوبة برياح نشطة وانخفاض ملحوظ في درجات الحرارة.
وتنتج هذه النوات عن تغيرات في أنظمة الضغط الجوي، إلى جانب الكتل الهوائية القادمة من البحر المتوسط، وهو ما يفسر تركز تأثيرها الأكبر على المدن الساحلية مقارنة بالمناطق الداخلية.
دور الأرصاد الجوية في المتابعة والتنبؤ
تواصل الهيئة العامة للأرصاد الجوية مراقبة الأحوال الجوية على مدار الساعة، من خلال محطات الرصد المنتشرة في مختلف أنحاء البلاد، وتقوم الهيئة بإصدار بيانات وتحذيرات دورية تتعلق بمواعيد النوات المتوقعة، وشدة تأثيرها، واتجاهات الرياح، وارتفاع الأمواج في البحار.
وتسهم هذه البيانات في مساعدة المواطنين والجهات المعنية على الاستعداد المسبق، سواء من خلال اتخاذ تدابير السلامة أو تعديل خطط العمل والأنشطة اليومية وفقًا لحالة الطقس.
الإسكندرية في قلب التأثير
بحكم طبيعتها الساحلية، تتأثر الإسكندرية بشكل مباشر بالرياح الشمالية والغربية، والتي تكون محملة بالرطوبة، ما يؤدي إلى زيادة فرص سقوط الأمطار خلال فصل الشتاء، ومع تكرار النوات، تشهد بعض المناطق تجمعًا لمياه الأمطار، ما يتطلب جاهزية مستمرة من الجهات التنفيذية للتعامل مع أي طوارئ محتملة.
ويحرص سكان المدينة على متابعة جداول النوات بشكل دوري، لما لذلك من دور في تنظيم الحياة اليومية وتجنب المخاطر الناتجة عن سوء الأحوال الجوية.
حالة الطقس خلال الفترة الحالية
وفقًا لتقارير الأرصاد، يسود طقس شديد البرودة خلال ساعات الليل والصباح الباكر على أغلب أنحاء البلاد، بينما تميل الأجواء إلى الاعتدال نسبيًا خلال ساعات النهار. كما تظهر الشبورة المائية في الصباح على عدد من الطرق، خاصة القريبة من المسطحات المائية، وقد تؤدي إلى انخفاض مستوى الرؤية الأفقية.
وتشير التوقعات أيضًا إلى نشاط متقطع للرياح على بعض المناطق، ما يزيد الإحساس ببرودة الطقس، مع فرص لسقوط أمطار خفيفة على السواحل الشمالية.
إرشادات مهمة للمواطنين
في ظل التقلبات الجوية المتوقعة، تنصح الجهات المختصة المواطنين بمتابعة النشرات الجوية الرسمية بشكل مستمر، خاصة قبل السفر أو ممارسة الأنشطة البحرية، كما يُوصى قائدو المركبات بتوخي الحذر أثناء القيادة في فترات الشبورة أو الأمطار، والالتزام بالسرعات المحددة.
كما يُفضل تأمين المنازل، خاصة في المناطق المعرضة لسقوط أمطار غزيرة أو رياح قوية، مع تجنب التواجد في أماكن تجمع المياه، أما الصيادون ومرتادو البحر، فيُنصحون بعدم النزول إلى البحر خلال فترات اضطراب الملاحة، حفاظًا على سلامتهم.