بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

دموع الفراق تتساقط على رصيف القطار

بلدنا اليوم
كتب : محمود صلاح

مابين رصيفين أحدهما للسفر والأخر للعودة، قضبان حادة يمر عليها القطار المزدحم، فئات مختلفة ما بين الأغنياء والفقراء.. طلاب جالسون وينتظرون قدوم القطار المتجه إلى بلدهم.. سيدة مريضة تجلس على حافة الرصيف واضعة بين ساقيها كيسًا ممتلئ بالعلاج الذى تداوي به المرض، كل ما سبق ليس مشهدًا حدث في أحد الأفلام المصرية، أو سطور منقوشة في روايات أدبية، بل هو وصفًا دقيقًا لمجموعات متفرقة بمحطة قطار رمسيس.فمن بين هذه المجموعات رجل ثلاثيني يفترش الأرض في وسط الطريق، وعيناه تنهمر بالدموع ويعلو صوته بالبكاء، بينما يصتف حوله مجموعة تواسيه بالكلمات التي تطيب القلب فتزيد العيون بكاءً، فلم يتوقع، «شحاته بيومي»، أنه في يوم من الأيام سيفقد أولادة الأثنين في وقت واحد.يزداد عدد المسافرين على الرصيف من وقت لآخر، يجتمعون حوله وهو يروي مشكلته بعينان دامعتان ووجهًا سيطرت عليه علامات الحزن قائلًا: لقد فقدت أولادي الاثنين صباح اليوم، هنا بداخل محطة رمسيس، فهما طفلان لا يتخطى عمرهم سن البلوغ، الأول «سيد شحاتة» البالغ من العمر 12 عامًا -وفي لحظة تغير حاله وارتفع صوته بالصياح- يحكي مشهدًا كان يفعلها ذلك الطفل، صاحب الطلة الجميلة والوجه المشرقة، كان دائمًا لا يتركني في كل صباح إلا بعد أن يقبلني على جبيني.وفي هذه اللحظات الميريرة بدأت الدموع تتساقط من الواقفين حوله والمستمعين له، وهو يتحدث عن ولده الثاني، «محمد شحاته»، صاحب الـ10 سنوات، الذي تعود منذ صغره، أن يكون من العشرة الأوئل على دفعته، كلمات كثيرة تحزن القلب، ودموع الفراق تروي الرصيف، وعلى مرمى البصر يعلو مزمار القطار، المتجه إلى بلده، وتزداد الحيرة لدى الرجل المسكين، ما بين الذهاب إلى بيته، و الجلوس هنا حتى يلتقي بأبنائه، وخطر بباله زوجته المنتظره على رصيف قطار بلدته، تشتاق إلى لقاء أبنائها الصغار، وزوجها التي لم تراهم منذ شهور.

تم نسخ الرابط