بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

عودة الحرب الباردة.. مقتل الجاسوس الروسي يُشعل النار في أوروبا

بلدنا اليوم
كتب : مي وجدي

بالرغم من انتهاء الحرب الباردة بين أمركا والاتحاد السوفيتي منذ تسعينات القرن الماضي، إلا أنه وبعد تفاقم أزمة تسمم الجاسوس الروسي في بريطانيا، يقف العالم مترقبًا عودة هذه الحرب مرة أخرى، ولكن على صعيد أعم، فهذه المرة ستدخل دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا ضد روسيا.الأزمة: وترجع بداية هذه الأزمة عندما عُثر على الجاسوس الروسي المزدوج سيرجي سكريبال بمدينة سالزبوري، الذي عمل جاسوسًا لصالح بريطانيا وزودها بأسماء العديد من عملاء الاستخبارات الروس، وابنته مسمومين بغاز للأعصاب.فخرج المسئولون البريطانيين عقب ذلك بتصريحات معادية تؤكد تورط روسيا في هذه العملية، متوعدين بفرض عقوبات عليها في حال فشلت في تقديم ما يثبت عكس ذلك، خلال الفترة التي اعطتها لها.وجاء الرد الروسي ساخرًا من هذه التصريحات تارة، والتنديد باتهامها بالتورط في الأمر تارة أخرى.بريطانيا تنفذ وعيدهاوبعد رفض روسيا تقديم أية أعذار، بدأت بريطانيا في تنفيذ وعيدها، وكانت أولى العقوبات التي بدأت بريطانيا تنفيذها ضد روسيا، هو طرد الحكومة البريطانية 23 دبلوماسيا روسيًا، اتهمتهم تيريزا ماي، رئيسة الوزراء البريطانية بأنهم عملاء سريين، منوهة أن أمامهم مهلة أسبوع واحد لمغادرة الأراضي البريطانية.وكانت الخطوة التي تليها، هي إعلان ماي أن أفراد العائلة الملكية البريطانية، والوزراء لن يحضروا كأس العالم 2018 في روسيا.ولم يقتصر الأمر على الدبلوماسيين فقط، بل قامت بريطانيا بطرد عازفة القيثارة الروسية نينا ميشينكو، بعد اتهامها بالتجسس لصالح روسيا.روسيا ترد بالمثلوجاء رد روسيا سريعًا على طرد الدبلوماسيين من بريطانيا، فصرحت السفارة الروسية بلندن أن هذه الخطوة تعد عمل عدائي غير مقبول وغير مبرر وقرار قصير النظر، مشيرة إلى أن القيادة السياسية البريطانية تتحمل مسؤولية تدهور العلاقات الروسية البريطانية، بالإضافة إلى استدعاء وزارة الخارجية الروسية للسفير البريطاني في موسكو، وإعلانها عن عزمها طرد 23 دبلوماسيا بريطانيا.ولم تتوقف موسكو عن هذا الحد، بل أعلنت عن سحبها لترخيص ريطانيا بفتح قنصلية عامة في سان بطرسبورغ، وتعليق عمل المركز الثقافي البريطاني في البلاد. المجلس الأوروبي يتدخل في الأزمةولم يقتصر الأمر على توتر العلاقات الروسية البريطانية فقط، بل امتد الأمر إلى الاتحاد الأوربي بأكلمه، الذي وقف مع بريطانيا في هذه الأزمة، فأكد المجلس الأوروبي لقادة الاتحاد أن روسيا لم تقدم تفسيرًا بديلًا معقولًا، منوهًا أنه يتضامن مع بريطانيا بشكل مطلق، فيما وصفه أنه "تحدي خطير لأمننا المشترك"، واستدعى الاتحاد سفيره في موسكو لإجراء مشاورات.ومن جانبها أكدت ماي أن هذا الاعتداء هو ضمن نمط من العدوان الروسي ضد أوروبا.أمريكا تنضم إلى الدول النعادية لروسياوانضمت الولايات المتحدة اليوم إلى قائمة الدول التي تقف ضد روسيا في أزمة تسمم سكريبال، فخرجت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، هيذر ناويرت لتوضح أن بلادها تدرس خيارات مختلفة للرد على الإجراءات الروسية الرهيبة فى المملكة المتحدة، مضيفة أن أمريكا تحمل روسيا مسؤولية انتهاكها الواضح للقواعد والاتفاقيات الدولية.واستدركت ناويرات أنه لا توجد أى إجراءات يمكن أن تقدمها وزارة الخارجية، مشيرة إلى أنه عندما يتخذون الإجراءات سيعلنون عن ذلك.فرنسا وألمانيا و لاتفيا يتخذون إجراءات ضد روسياوبدأت الدول الأوروبية الواحدة تلوى الأخرى في بدء اتخاذ الإجرءات ضد روسيا، وكانت أولى هذه الدول هي لاتفيا، والتي أعلنت وزارة خارجيتها أنها تعتزم طرد "دبلوماسى أو أكثر" من السفارة الروسية فى ريجا متورطين فى نشاطات تجسس.وجاءت في المرتبة الثانية كل من ألمانيا وفرنسا، وذلك بعد إعلان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن اتخاذ اجراءات إضافية ضد روسيا خلال الأيام المقبلة بشأن هجوم بغاز الأعصاب على جاسوس روسي سابق في بريطانيا.ومن جانبه أكد ماكرون أن هذا الهجوم غير المسبوق على أمن وسيادة دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يتطلب رد فعل، منوهًا إلى أنه سيتم الإعلان عن الإجراءات بطريقة منسقة ومتناسبة.وفي ظل هذا التصاعد السريع لوتيرة الخلاف بين دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا من جانب، وروسيا من الجانب الآخر، ينظر البعض إلى أن هذا يعيد العلاقات إلى ما كانت عليه في القرن الماضي، واشتعال حرب باردة بين الغرب وأوروبا.

تم نسخ الرابط