«تحسبهم جميعًا وقلوبهم شتى» .. «الشرق» ساحة خيانة من باعوا وطنهم

لم يترددوا ثانية في خيانة شعبهم وبلدهم، وجعلوا أولى اهتماماتهم أن ينشروا في ربوعها الفوضى والخراب، مستخدمين في ذلك جميع أساليب الخسة والخداع والكذب، آملين أن تقع دول العالم في شباكهم فيقاطعون مصر وينتهي مستقبلها، وتكون مثل الكثير من الدول، التي وقعت ضحية لويلات الحروب الداخلية، فانتشر فيها الخراب والدمار.ولتحقيق هذا المسعى بدأوا في استخدام الأسلحة والمفجرات على أرض مصر، رغبة منهم في سفك دماء شعبها الأبي المسالم، فخرج أبناء الوطن الشرفاء بالملايين في جميع شوارع المحروسة ليلفظوا الخونة من بينهم، فما كان منهم إلا أن خرجوا على القنوات الفضائية من البلاد التي هربوا إليها لنشر الأكاذيب والمعلومات المضللة عن النظام المصري محاولين تحريض الشباب المصري ضد وطنه ولكن هيهات أن يستمع إليهم إلا أنصارهم، الذين أصبحوا شرذمة قليلة يجوبون الأزقة في الخفاء خشية الإيقاع بهم من قبل المواطنين أو السلطات المصرية، التي عقدت العزم على حماية الوطن وشعبه من أي عدو غادر. "بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُون" وهذه الآية الكريمة تصف الوضع القائم بين أفراد تلك الجماعة الإرهابية، الذين انتشرت بينهم مشاعر العداوة والبغضاء، فانقلبوا على بعضهم البعض، باذلين أقصى ما لديهم لفضح الأسرار السوداء الخفية التي يعلموها عن بعضهم، "فمن خان مرة.. يخون ألف مرة".وفي "قناة الشرق"، والتي ضمت عددا من أعضاء الجماعة المحظورة، دبت الفرقة بين العاملين فيها من جهة، وأيمن نور مالك القناة، ورئيس مجلس إدارتها من جهة أخرى منذ العام لماضي، عندما انتشرت أخبار عن الغضب الذي شاع بين العاملين؛ فخرجوا للمطالبة بحقوقهم واستحقاقاتهم التي لم يتقاضوها، أو لقلة المبالغ التي يتقاضونها مقابل ما ينشروه من اخبار وتحريضات ضد بلادهم.وخلال الأسابيع الماضية، بدأت هذه الأزمة في الاحتدام مرة أخرى، لتأخذ منحنى متصاعد، أدى في النهاية إلى فصل نحو 15 فردًا من المعدين والمذيعين بالقناة، وإحالة آخرين إلى التحقيق لتضامنهم مع زملائهم، المهدور حقوقهم، وذلك بعد تأكيد مالك القناة انه على أعتاب اصدار قناة جديدة، الأمر الذي أثار غضب العاملين بالقناة، واتهموه بأنه يستحوذ على مصادر التمويل المخصصة للقناة.وبين أحد العاملين بالقناة، ويدعى محمد طلبة رضوان، مقدم البرنامج الصباحي تفاصيل احتدام هذه الأزمة مرة أخرى وارتفاع وتيرتها من خلال صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، مشيرًا إلى أن بعض العاملين في القناة قرروا الدخول في اعتصام؛ للمطالبة بالحصول على مستحقاتهم داخل القناة، الأمر الذي أثار غضب أيمن نور مالك القناة، الذي وصفه رضوان أنه كاذب، ورفض تنفيذ مطالبهم، مشيرًا إلى انه لم يكتف بهذا بل دفع بحراسه لمنع العاملين من الدخول إلى مقر الشركة ، واستدعى لهم الشرطة التركية للقبض عليهم.وكان هذا التصريح هو الشرارة التي انتظرها العاملون للخروج للإعلان عن معاناتهم تحت ظلم أيمن نور، فخرج العاملون الواحد تلو الاخر للتأكيد على أنهم يتم معاملتهم بطريقة سيئة، مشيرًا إلى دفع نور ببلطجية لضرب المعتصمين الذين كانوا بداخل مقر القناة، والاستيلاء على هواتفهم، بالإضافة إلى حصولهم على مرتبات ضعيفة للغاية، لا تكاد تكفي لسد حاجتهم، في الوقت الذي ينعم فيه رئيس مجلس إدارة القناة بمعيشة رغدة.فيما أكد آخر ويدعى طارق قاسم، أن الشرطة التركية أبدت تعجبها من استدعائه لهم للقبض على أبناء شعبه، مضيفًا أنه بالنسبة للسكرتيرة الخاصة به فقد فقامت بسبهم بألفاظ متدنية، ليتحول المشهد داخل مقر القناة، إلى ساحة لتراشق الاتهامات والسباب بين الطرفين، بطريقة تثير انتقاد الناظر إليهم، ولكنه لا يثير الدهشة فهذه الأزمات لم يكن من المستبعد حدوثها بين أعضاء خانوا بلادهم، فخانهم أنصارهم.