”المعدن الأصفر”..هل وجد ”ساويرس” من الذهب ملاذًا آمنًا لاستثماراته؟

بالتزامن مع الظروف الاقتصادية المتقلبة، التي يمر بها العالم أجمع وبالأخص في الشرق الأوسط، الذي تدهور وضعه الاقتصادي بسب الحروب والأعمال التخريبية، فقد طرأت تنبؤات بقدوم أزمات خطيرة ومحدقة بالعالم، منذرةً بأن يتزايد الوضع الاقتصادي سوءًا، كما أن هناك تهديد للأسواق العالمية بشكل عام بسبب أن أسواق الأسهم باتت تحظى بقيمه مبالغ فيها، وفقًا للتصريحات التي أدلى بها رجل الأعمال والملياردير المصري نجيب ساويرس، قائلًا إنه حول نصف ثروته إلى الذهب، ومن المعروف أن ثروته تبلغ نحو 5.7 مليار دولار أمريكي.
وبعد الجدل الذي أثاره، عقب تلك التصريحات، عاد "ساويرس" بعدها بعدة أسابيع، ونشر على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تغريدةً، قال فيها إنه لم يقصد أنه اشترى بتصف ثروته الذهب، بل أن استثماراته منه وصلت لنصف استثماراته الكلية.
ولا يخفى على أحد أن "ساويرس" يعلم مدى تأثير تلك التصريحات في أسواق المال، وبالفعل شهدت البورصة خلال ذلك الأسبوع تقلبات عديدة، وهو ما يطرح التساؤلات اذا ما كان "ساويرس" يستهدف إثارة البلبلة لتحقيق أغراض شخصية معينة، وإذا ما كانت تلك الخطوة تكررت عبر أفراد من دول أخرى، هذا ما سنستعرضه في السطور القادمة.
وفي هذا السياق يشير خبراء أسواق المال، إلى أن تصريحات ساويرس، أثرت على البورصة تأثيرًا سلبياً، وقد تراجعت أسهمه خلال التعاملات، مضيفين بأن تصريحاته ربما تكون مقصودة وهذا احتمال وارد وكبير حتى يتأثر السوق وتصل الأسهم إلى مستويات متراجعة ويقوم هو بشرائها.
كما أضافوا، أن فشل صفقة بيع "جلوبال تيليكوم" لشركة فيون الهولندية، من أبرز أسباب تلك التصريحات، لافتين إلى أن جزء من السيولة النقدية سينتقل من أسواق الأسهم العالمية إلى أسواق الذهب قريبًا، موضحين أن "ساويرس" يمتلك منجمًا للتنقيب عن الذهب في إحدى الدول الإفريقية.
من جانبه قال الخبير الاقتصادي الدكتور أسامة عبدالخالق، إنه لا داعي للتخوف، ففي الفترة الحالية الوضع الاقتصادي في مصر يواجه حالة من الاستقرار في اسوق المال والعقارات والاستثمارات، كما أن هناك تغييرات اقتصادية كبيرة بمصر، نتج عنها عملية استقطاب المستثمرين وتنشيط سوق المال، مؤكدًا أن هناك انخفاض ملحوظ في نسبة البطالة وزيادة الأيدي العاملة، مضيفًا أن مصر في هذه الفترة أولت اهتماما ملحوظًا بالتصدير، مما سيزيد من أمن وضعها الاقتصادي.
بدوره، يرى الخبير الاقتصادي الدكتور هاني عادل، أن إيران قد اتخذت خطوة مماثلة عندما حولت الاحتياطي المالي لها إلى ذهب بعد تراجع أسعر النفط بنحو 60%، وقد حذر الخبير الاقتصادي، من خطورة اتباع دول أخرى الخطوة التي قامت بها إيران، مرجحًا أن "ساويرس" قد يكون لحق بها هو الآخر، وهذا الأمر سيؤدي إلى طريقين كلاهما سيضاعف الأزمة الاقتصادية العامة، مضيفًا أن الاستثمار في الذهب أو شراء لمنجم للذهب، تحكمه تشريعات وقوانين بمصر كما أنه من المتوقع أنه استثمر خارج البلاد.
وقال الخبير الاقتصادي إن الابتعاد عن الانتاج والتصدير وتسريح العمالة والنفور من الاستثمار، سيؤثر بالسلب على المنطقة، فستزيد البطالة وترتفع معدلات الفقر، واذا اتبعت الدول الأخرى أو رجال الأعمال هذه الخطوة، فستزيد انتاجية الذهب ويقل سعره بشكل كبير جدًا، مما سيؤثر على اقتصاديات الدول بشكل سلبي وتنخفض قيمة الاحتياطي المالي لها.
انتقالًا إلى الدكتور وصفي أمين، رئيس شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية في القاهرة، فقد عقب قائلًا إن "ساويرس" لم يخطو خطوة حقيقية للاستثمار في الذهب، بسبب بعض العواقب التي تواجهه في القوانين والتشريعات المصرية موضحًا أننا لا نزال في انتظار تعديل قانون المناجم الذي كشف عنه البرلمان المصري، مختتمًا بأن "ساويرس" بالفعل يستثمر في مجال الذهب بإحدى الدول الإفريقية، ولكنه يرفض الإفصاح عنها، ووسط الأزمة الاقتصادية العالمية التي نعانيها، فقد رفعت بعض الدول ذات الاقتصاديات الكبيرة احتياطها من الذهب مقابل الدولار.