الانتخابات التركية بين الدم والهزل في عهد «أردوغان»

تستعد تركيا إلى إجراء انتخاباتها الرئاسية والبرلمانية في 24 يونيو الجاري، ومن المتوقع أن تشهد هذه الانتخابات منافسة شرسة بين 6 من المرشحين بينهم الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان الذي يسعى لأن يقود البلاد لولاية أخرى بكل شراسة.
دماء قبل الانتخابات التركية
وشهدت البلاد قبيل الانتخابات مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 8 آخرين في جنوبي تركيا بعد نشوب أعمال عنف خلال الحملات الانتخابية التي تشهدها تركيا قبيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية الشهر الجاري.
فيما نقل نحو 8 أشخاص لتلقي العلاج في المستشفى كما ألقت الشرطة القبض على 10 آخرين على الأقل بحسب مصادر أمنية تركية.
ويأتي ذلك جراء عملية مسلحة على أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بقضاء سروج التابع لولاية أورفا جنوب شرق البلاد، ودار نقاشاً بين النائب عن حزب العدالة والتنمية إبراهيم خليل يلدز وأحد الحرفيين في منطقة سروج خلال قيامه بجولة في إطار الحملة الانتخابية حيث تحول هذا النقاش إلى شجار استخدم فيه الأسلحة النارية والسكاكين والعصي ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 8 آخرين.
دعايا انتخابية من داخل السجن لأول مرة
ولأول مرة يظهر أحد مرشحي المعارضة التركية للانتخابات الرئاسية وهو صلاح الدين دميرطاش الموقوف حاليا داخل السجن – يظهر - على شاشات التلفزيون لأول مرة منذ أكثر من عام ونصف العام.
وكان التليفزيون التركي قد نشر بالأمس كلمة مصورة لمرشح حزب "الشعوب الديمقراطي" صلاح الدين دميرطاش، إلى ناخبيه من داخل السجن، وهي ظاهرة تعتبر الأولى من نوعها.
انتخابات بين الدم والهزل
وعلى خلفية مقتل 3 أشخاص وإصابة آخرين قبيل الانتخابات التركية كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد وجه رسالة حادة للشعب التركي ومطالبته بإعادة إنتخابه رئيسا لتركيا أو مواجهة سيناريوهات دموية في تاريخ تركيا بحسب قوله، وبالتالي فإنه يبدوا وأن الانتخابات التركية بدأت تسال فيها الدماء بحسب تهديدات "أردوغان" للشعب التركي.
على جانب آخر تنظر المعارضة في تركيا إلى الانتخابات المقبلة على أنها مسرحية هزلية، نظرا لأن الرئيس التركي عجل بها قبل موعدها المقرر قبل عام ونصف من موعدها المعروف في نوفمبر 2019.
وترى المعارضة أن التراجع في الاقتصاد التركي الذي انعكس سلبا على سعر الليرة ومعدل التضخم، جعل الرئيس رجب طيب أردوغان يفاجئ الأوساط السياسية بإعلانه عن إجراء انتخابات مبكرة رئاسية وتشريعية في 24 يونيو المقبل أي قبل عام ونصف من موعدها المقرر الأمر الذي يجعل من الانتخابات التركية القادمة هزلية ومسرحية لا طعم لها.
ويرى باحثون سياسيون أتراك، أن التبكير بإجراء الانتخابات ليس إلا "حيلة" من الرئيس "أردوغان" من أجل المحافظة على منصبه، قبل تراجع أكثر لشعبيته مع تدهور سعر الليرة واستنزاف الأموال بعمليات عسكرية تتسع في سوريا، وسط أجواء من القمع السياسي على خلفية قضايا الأكراد ومزاعم الارتباط بالانقلاب العسكري الفاشل العام قبل الماضي.