«ميليشيات الشباب بالصومال».. بوابة جديدة لتهديد أمن مصر

سنوات متعاقبة، تتزايد معها حدة المؤامرات التي تتعرض لها مصر، مما يهدد أمنها القومي، سواء من جهة ليبيا غربًا أو عن طريق البحر الأحمر، حيث ميليشيا الحوثي باليمن، بالإضافة إلى الميليشيات الموجودة بالصومال والمعروفة باسم «ميليشيا الشباب الجهادي» التي ربما تمثل هي الأخرى تهديدًا جديدًا لمصر من جهة الجنوب، مما يهدد أمنها على المستوى الحدودي لها.
حركة الشباب الإسلامية أو حزب الشباب أو حركة الشباب المجاهدين أو الشباب الجهادي أو الشباب الإسلامي هي حركة إسلام سياسي قتالية صومالية تنشط في الصومال، تتبع فكريًا تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أيمن الظواهري.
وحول هذا الإطار، قال اللواء حاتم باشات عضو لجنة الشؤون الإفريقية بمجلس النواب، إنه لا شك أن ميليشيات الجهادين الشباب المتواجدين في الصومال، تشكل خطورة على مصر، لافتًا إلى أن الهدف هو سيطرة الجماعات الإرهابية من جميع الجهات سواء من ليبيا غربًا أو من مالي أو تشاد ونيجيريا.
وأضاف باشات، خلال تصريحات خاصة لـ «بلدنا اليوم» أن هذا المخطط عالمي ومقصود ويهدف إلى اسقاط الدولة المصرية.
وأشار إلى أنه من المتوقع أن يكون هناك تنسيق دولي لهذا الشأن، بحيث سيكون هناك تبادل معلومات بين الدول وبعضها لمواجهة تلك الميليشيات التي تهدد الأمن المصري وكذلك لابد وأن يكون هناك تجفيف لمصادر تمويل الإرهاب لمنع تلك الميليشيات من أي هجمات مُحتملة.
اللواء حسام سويلم الخبير الإستراتيجي، يرى أن ميلشيا الشباب التابعة لتنظيم القاعدة والمدعومة من النظام الإيراني تهدف للسيطرة على الصومال وبالتالي السيطرة على البحر الأحمر ومحاولة فرض السيطرة على مصر من جهة الجنوب.
وأضاف سويلم، في تصريحات خاصة لـ «بلدنا اليوم» أن هناك آليات غير معلنة لتأمين حدود مصر الجنوبية، بالتعاون مع السعودية والسودان وليبيا لمواجهة الميلشيات التي تهدد أمن واستقرار مصر.
من جانبه، قال بهاء الدين عياد الباحث في العلاقات الدولية، إن تصاعد أنشطة حركة «الشباب» المدمرة للأمن والاستقرار في الصومال، وإثارة الفراغ الأمني في منطقة شرق إفريقيا، والقرن الإفريقي، تمثل تهديدًا للملاحة الدولية، وهو ما يتبعه بكل تأكيد تهديد المصالح الحيوية لمصر في تلك المنطقة، سواء المرتبطة بالملاحة في قناة السويس أو حتى المتعلقة بتداعيات الفوضى على تلك المنطقة التي تعد معبرًا أساسيا للتجارة والهجرة غير المشروعة القادمة نحو شمال افريقيا ومصر.
وأشار إلى الاهتمام الدولي بهذه المنطقة يتخطى مصر، لأنها تعج بقواعد عسكرية، وسفن حربية لحماية حركة التجارة العالمية، مؤكدًا أهمية استمرار التعاون المصري مع تلك القوى الموجودة في المنطقة.
وشدد عياد على إدراك القيادة المصرية لأهمية تأمين تلك المنطقة، ومواجهة أية تهديدات بحرية محتملة من الحدود الغربية، وهو ما دفع القيادة المصرية لتدشين الأسطول الجنوبي العام الماضي، وزيادة التنسيق مع دول البحر الاحمر لضمان تشكيل إطار اقليمي للتعاون بين دوله.