العقوبات الاقتصادية على روسيا والصين تقلب الطاولة على أمريكا

باتت ملامح حرب اقتصادية باردة تلوح في الأفق بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وكذلك بينها وبين روسيا.
فالأولى على خلفية القرارات التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على المنتجات الصينية، بالإضافة إلى 50 مليار دولار من الرسوم التي أعلن عن فرضها على واردات صينية إلى الولايات المتحدة، أما الثانية فبسبب قرار «ترامب» بفرض رسومًا بنسبة 25% على واردات الصلب وبنسبة 10% على واردات الألومنيوم من روسيا.
مخاوف من اندلاع حرب تجارية
وتسود المخاوف من اندلاع حرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين، بعد أن كشف دونالد ترامب عن عقوبات ضد بكين بعد اتهامها بسرقة الملكية الفكرية للشركات الأمريكية، في حين أكدت بكين أنها ستتخذ جميع الإجراءات الضرورية للدفاع عن مصالحها.
البداية مع الصين
كانت بداية الحرب الاقتصادية الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، حينما أعلنت الولايات المتحدة في بداية هذا العام عن نيتها فرض رسوم وضرائب قيمتها 25% على واردات الفولاذ و 10% على الألمونيوم، وأن تتضمن الرسوم الفولاذ والألمونيوم القادم من الصين.
وردت الصين وقتها بفرض رسوم على سلع أمريكية بقيمة 3 مليارات دولار، بينها لحم الخنزير والنبيذ، وأعلنت إن الخطوة جاءت لحماية مصالحها وتعويض الخسائر الناتجة عن الرسوم الأمريكية.
ومن جانبه دعا رئيس الوزراء الصيني «لي كه تشيانج» الولايات المتحدة إلى تجنب الانفعال والتعامل مع مسائل التجارة بعقلانية، وقال لي «نأمل أن يظل الجانبان ملتزمين بالعقلانية وعدم التصرف تحت تأثير العاطفة، وتجنب حرب تجارية».
روسيا والتهديدات الأمريكية
ومع فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رسومًا بنسبة 25% على واردات الصلب وبنسبة 10% على واردات الألومنيوم القادمة من روسيا، فقد أعلن وزير التنمية الاقتصادية الروسي مكسيم أوريشكين عن عزم بلاده فرض رسوم جمركية على بعض الواردات الأمريكية، وذلك ردًا على رسوم واردات الصلب والألومنيوم التي فرضتها واشنطن مؤخرًا.
وأكد الوزير الروسي أن الرسوم ستطال الواردات الأمريكية التي لها نظائر في روسيا، مؤكدًا أن بلاده تستخدم حقوقها الممنوحة في إطار منظمة التجارة العالمية.
الثالوث المرعب لأمريكا
ومع القرارات الأمريكية الاقتصادية التي فرضتها على كل من الصين وروسيا، إلا أنه من المؤكد أن هناك قلق داخل الإدارة الأمريكية من ردود الأفعال المضادة من تلك القوى العظمى، خاصةً مع اللقاء الذي جمع زعيم كوريا الشمالية والرئيس الصيني، والتي من المؤكد ستثير قلاقل أمريكا نظرًا لحجم التبادل التجاري والمصالح المشتركة بين البلدين، فضلًا عن التهديدات الروسية ضد أمريكا ليمثل الثالوث الدولي «روسيا والصين وكوريا الشمالية» تحالف وتهديد صارخ للإدارة الأمريكية.