هل يخلق ترامب تحالفًا جديدًا مع ألد اعدائه ؟ بعد عرقلة تحالفه مع الاتحاد الأوروبي
تواجه الولايات المتحدة الأمريكية، في الوقت الحالي، عداء كبير، مع أغلب دول العالم، نتيجة السياسة المعادية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتوترت الأجواء بين واشنطن والاتحاد الأوروبي، إلى الحد الذي جعل ترامب يبدأ في التعاون مع عدوه الأول «روسيا» بجانب الصين، لفتح أفاقا تجارية جديدة، فيما بينهم.
شعبية ترامب
يحظى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشعبية منخفضة داخل الاتحاد الأوروبي، فإن معدلات رفض ترامب في القارة العجوز تتجاوز 83 في المئة في ألمانيا، و81 في المئة في فرنسا و80 في المئة في إسبانيا و75 في المئة في بريطانيا و59 في المئة في إيطاليا.
ويؤكد الكاتب أليكس لانتير، بحسب مقاله بموقع وورلد سوشاليست، إنه وبعد أقل من أسبوعين من تنصيب دونالد ترامب رئيساً لأمريكا، تحطمت السلطة السياسية في أوروبا من جراء أفعال الحكومة الأمريكية الجديدة حيث أن الاحتجاجات ضد حظر السفر الذي شرعه ترامب مؤخراً انتشرت دولياً وسط نشوب الصراعات بين واشنطن والاتحاد الأوروبي على التجارة والسياسة العسكرية، ولا يسعنا هنا القول إلا أن نتائج الانتخابات الأمريكية الأخيرة قد تغرق أوروبا في أزمة غير مسبوقة.
تعريفات جمركية
نجح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تعكير جو قمة مجموعة السبع المجتمعة في فانكوفر الكندية، 1يونيو الجاري، بإعلانه قرار فرض رسوم جمركية على استيراد الصلب والألمنيوم من الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك، والتي دخلت حيز التنفيذ الجمعة، ما يدفع الاقتصاد العالمي إلى شفير حرب تجارية. وأبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الأمريكي ليل الخميس بأن قراره "غير شرعي" و"خطأ".
ودخلت هذه الرسوم الإضافية، والتي تبلغ 25 بالمئة على الفولاذ و10 بالمئة على الألمنيوم، حيز التنفيذ رسميا الجمعة، ما أثار استنكار واستياء حلفاء واشنطن. فقد أبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الأمريكي دونالد ترامب بأن قراره "غير شرعي" و"خطأ".
ودعا رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، أمس، الاتحاد الأوروبي إلى الاستعداد لأسوأ سيناريوهات مع الولايات المتحدة في ظل رئاسة دونالد ترامب.
التعاون مع الصين
حاليا تسعى أمريكا، للعودة إلى اتفاقية التجارة التي خسرتها أمام الصين، عبر المحيط الهادئ التي انسحبت منها فور تولي دونالد ترامب سدة الحكم بالبيت الأبيض.
وتعد اتفاقية "الشراكة عبر المحيط الهادئ" إحدى أكثر الاتفاقيات التجارية الحرة طموحا وأعلن عن تلك الاتفاقية لتكون بمثابة طريق يمكن من خلاله إحراز نمو مستقبلي للدول التي ستنضم إلى تلك المعاهدة.
وأكد بيان صادر عن البيت الأبيض، في مايو، من أجل حل عجز التوازن التجاري بين البلدين، إنه "هناك حالة من التوافق حول اتخاذ خطوات فعالة للتقليل بشكل كبير من العجز التجاري الأمريكي مع الصين"، وأضاف أنه "من أجل تلبية احتياجات المستهلكين الصينيين المتنامية… سوف تزيد الصين بشكل كبير من مشترياتها من البضائع والخدمات الأمريكية بما يساعد على دعم النمو والتوظيف في الولايات المتحدة".
التعاون مع روسيا
أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اليوم الخميس 28 يونيو/حزيران، إن إمكانية التوصل إلى تفاهم مع روسيا والصين شيء جيد.
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأربعاء، إنّ "العلاقات بين موسكو وواشنطن ليست في أحسن أحوالها نتيجة للصراع السياسي داخل الولايات المتحدة".
وجاء كلام بوتين خلال استقباله مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي جون بولتون، في موسكو، لعقد، محادثات في موسكو تمهيداً لعقد لقاء بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين، في هلسنكي منتصف يوليوالمقبل.
وقال بولتون خلال المؤتمر الصحفي : "إذا نظرنا إلى المجالات المحتملة للتعاون، فيعتقد الرئيس ترامب والرئيس بوتين على حد سواء، ضرورة مناقشة المسائل العامة، لأن علاقاتنا الثنائية تؤثر على الاستقرار في العالم أجمع".
وأعرب بولتون عن أمله بأن يبحث الرئيسان ما وصفه بـ "التدخل الروسي" في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وأضاف أن ترامب قد يبحث مع بوتين مسألة عودة روسيا إلى مجموعة السبع الكبار، مشيرا إلى أن هذه المسألة لم تناقش خلال مباحثاته مع بوتين اليوم.
وأكد بولتون: "نحن لا نتوقع أي نتائج محددة لأنه لم تكن هناك قمة رسمية بين رئيسي دولتينا منذ فترة طويلة"، لكنه لم يستبعد التوصل إلى اتفاقات محددة، مشيرا إلى أن هناك كثيرا من المسائل الملحة".