«30 يونيو».. ثورة كشفت عن الوجه الحقيقي لجماعة أضاعت الوطن من أجل الكرسي

كانت ثورة الثلاثين من يونيو بمثابة الضوء الذي أنار وكشف الوجه الحقيقي لجماعة خدعت البسطاء من الشعب لمدة 80 عامًا، كانت تلعب على وتر حساس استفادت من ورائه تعاطف المصريين، وهو الظلم والاضطهاد، الذي طالها من قبل السلطات السابقة، والذي تبيّن فيما بعد خداعهم وتضليلهم بأن هذا الأمر كغيره من الأمور المضلة غيرها والتي نشروها على مدار سنوات عديدة حتى كشفتها ثورة الثلاثين من يونيو.
خمس سنوات مرت على الثورة التي كانت رمزًا للتحول في شوارع المحروسة، الملايين خرجوا للإطاحة بجماعة اتخذت من وطنهم سبوبة فنفضت عن الشارع المصري غبار فاشية استغلوا اسم الدين، وتحكموا في الشعب بإسم كرسي الحكم، وخدعوا وكذبوا بإسم الدعوة، فكانت شعاراتهم تُنادي بأنّهم قدموا يحملون الخير لمصر، لكن في عام واحد كشف أنّ هؤلاء لم يحملوا خيرًا ولكنّهم جاءوا لأجل السلطة والمال فقط حتى ولو كان ذلك على رقاب الشعب ، بدليل أنّها لم تكن هي من تحكم ولكن فخليفتهم أردوغان هو كان الحاكم الرئيسي لهذا الوطن.
أيضا عملت تلك الجماعة الإرهابية على سفك دماء أبناء الوطن من الجيش والشرطة، ففجرت الكنائس وأحرقت المساجد، واستهدفت رجال الجيش والشرطة، ونشرت الفوضى في ربوع الأبناء، فكان الكرسي لديها أهم من الوطن حتى ولو ضاع فما داموا على العرش فلا يهم أحد.
30 يونيو ٢٠١٣، لم تكن سوى «قرار جماعى شعبي» لتصحيح مسار ما حدث فى أعقاب ٢٥ يناير ٢٠١١، وتحديداً لاسترداد ما اختطفته جماعة «الإخوان الإرهابية» التى كان وصولها للسلطة كارثياً ليس للمصريين وحدهم، ولكن للمنطقة العربية ككل، لذا وقف الشعب ومن خلفه جيشه وشرطته للإطاحة بجماعة إرهابية حاولت الحفاظ على الكرسي بقوة السلاح، وإنقاذ الوطن من سيناريوهات مظلمة فى حال استمرار جماعة الإخوان فى السلطة، وغيَّر مصير منطقة الشرق الأوسط من السيناريو الأسود الذى كاد من الممكن أن يطالها، وبتوجيه أجهزة مخابرات غربية، وجدت فى الجماعة وتنظيمها الإرهابى مع منظمات التمويل الأجنبى أدوات مدفوعة الثمن لتمرير المخطط الإجرامي.
وبالتالى كان إسقاط هذه الجماعة - المفرخة الرئيسية للإرهاب وحاضنة ميليشياته فى العالم- انتشالاً سريعاً لمصر، ومعها المنطقة، من مخططات الفوضى والميليشيات وإعادتها إلى منطق الدولة بكل معانيها وسيادتها ومحاور قوتها بترسيخ مؤسساتها التقليدية، وإبراز وعى شعبها.
بعد خروج الملايين من الشعب للشوارع، لم تقتنع الجماعة ولا قادتها بأنّ ما حدث كان ثورة شعبية، شاركت فيها جميع طوائف الشعب، فوقفوا أمامهم بالسلاح، وخرج قادتهم يهددون بأنّ الخراج سيحل على الوطن لو استمرّ هؤلاء في ثورتهم ضد خليفتهم المزعوم، ولكن فالإصرار كان حليف الثائرين، رفضوا الانصياع لأوامرهم واستمروا في المعركة صامدين في أرض الميدان، ولم تجد الجماعة أماامها إلّا أن تحاول وقفهم بنفس السيناريو وهو الاعتصام، فحرقت وقتلت وعاثت في الأرض فسادًا وما زالت تحاول إلى الآن، ولكن لم يهاب المصريين هذا الأمر وخرج الملايين إلى الشوارع حتى جاءت اللحظة الحاسمة في الثالث من يوليو وتم إعلان رحيل الجماعة التي وصفت بالإرهابية فيما بعد عن حكم مصر.
وما زالت إلّا الآن برغم مرور 5 سنوات، ما زالوا يحاولن تشويه صورة الجيش والشرطة باضطهادهم وتعذيبهم، ولكن فحقيقتهم قد باتت واضحة أمام الجميع الآن، ولم تعد تلك السيناريوهات تؤتي ثمارها.