«صياد الفرص».. رجل يتآمر مع اللصوص على زوجته: «اغتصبوكي»

لم ترتكب أي ذنب بل كانت هى الضحية التي كُتب عليها أن تدفع الثمن، وأن تعاقب على جرم لم تقترفه ولم يكن لها فيه يد، وأن ينتهي بها المطاف أمام المحاكم تطالب بحقوقها كما حددها الشرع بعد أن هجرها زوجها وأجبرها على التنازل عن حقوقها كافة، مقابل أن يطلقها ولا يتركها هكذا مثل «البيت الوقف»، كما أخبرها.
يبدو أن تلك الأفكار المجتمعية المتعفنة لم تنته وما زالت المرأة تعامل وكأنها مجرد «عورة»، لا يحق لها أن تمارس حياتها كأي إنسان على هذه المجرة، وعليها إذا ما تعرضت لفاجعة أن توأد أو تقتل أو تنفى وتعامل كالرقيق من قبل بعض الذين ما زالوا يحملون في عقولهم عفن المعتقدات الخاطئة وأفعالهم تقول «نعم حكم الجاهلية نبتغي».
المأساة كما ترويها «أمال»، تلك الزوجة العشرينية بدأت حينما تعرضت لواقعة سرقة بعدما أوقعها حظها العثرة في يد سائق «سيارة أجرة» لص استغل ظلام الطريق ونزول جميع الركاب من «الميكروباص»، وهاتف صديق له لمقابلته ثم انحرفا بالسيارة وقاموا بتهديد الضحية بسلاح أبيض وسرقا مصوغاتها، ثم ألقوا بها في الطريق العام وفرا هاربين.
وتقول الضحية: سرقت أثناء وجودي «بسيارة أجرة»، وألقى بي اللصوص بالطريق وبعدها استغثت بأحد المارة والذي أعطاني هاتفه فاتصلت بوالدي ليحضر لي، وبعد ربع ساعة حضر مسرعًا للاطمئنان علي.
وأضافت: أبي كان في طريقه لي وفي هذه الأثناء، اتصل ب زوجي ليخبره بأنني تعرضت للسرقة من قبل سائق سيارة ميكروباص، إلا أنه تفاجأ به يرفض أن يحضر معه.
لتستكمل: وبعدما توجهت مع والدي لقسم الشرطة وحررت محضر بالواقعة وأدليت بمواصفات المصوغات التي سرقت مني وعدت مع والدي لبيت الزوجية ثم غادر هو وصعدت لشقتي، فما ان رأني زوجي حتى استشاط غضبًا وبدأ في السباب والشتم موجها الاتهام لي بأنني تعرضت للاغتصاب من قبل اللصوص، وأنني أخفي عليه الحقيقة وأدعي بأن ذهبي سرق مني فقط.
وتستطرد الضحية: أصابتني دهشة من رد فعله، كنت أتوقع أنه سيحنو علي ويهون علي مصيبتي وما أصابني، ولكنه لم يكلف نفسه بالاطمئنان علي، وما زاد حزني وآلمي أنني لم أرى في وجهه أي مظاهر للقلق علي أو للاكتراث بأمري، أنه حتى لم يعطني فرصة للحديث معه والدفاع عن نفسي، كان الشك يسيطر عليه بشكل غير معقول.
وتضيف «آمال»: شعرت بصدمة كبيرة، تمنيت لو كنت قُتلت من قسوة معاملته لي وشدته علي، جعلني أشك في نفسي، كدت أن أًجن، فقد هجرني وصار لا يتحدث معي ولا يدخل البيت إلا نادرًا، الشك أعمى قلبه فلم يعد يشعر بي وببكائي ليلًا نهارًا، صارت نظراته توبخني وتسبني قبل لسانه، احتكاره لي كاد أن يدفعني للانتحار.
وتتابع الزوجة: أصبحت في بيته كالسجينة، بدأ الجيران والأقارب يظنون بي الظنون، نظراتهم همساتهم كلما مررت كانت تذبحني وتشعرني بأنني أخطأت ويجب أن أُنبذ لعظم ذنبي، حتى لزمت البيت وما عدت آخرج منه.
وتضيف: في نهاية المطاف طردني زوجي من البيت فقمت بالذهاب لبيت والدي، مستكملة: «وعندما يأس الوسطاء في إقناعه بالصلح، أخبرهم أنه يريد تطليقي بشرط أن أتنازل عن جميع حقوقي من «قائمة منقولات» ومؤخر صداق، وعندما رفض «أبي» التفريط في حقي شرعًا كان جوابه سأتزوج بغيرها وفي شقتها، وسأتركها هكذا «كالبيت الوقف وإللي عندكوا إعملوه»، مشيرة إلى أنها قامت بتوكيل محامي للدفاع عنها ورفع دعوى طلاق لتتمكن فيها من الحصول على مستحقاتها منه».