آخرها منح ثقة الحكومة.. «غياب النواب» يضع «عبد العال» في موقف محرج

مازال العمل الصبايني يمارس تحت قبة البرلمان من قبل بعض النواب، بسبب غيابهم المستمر عن الجلسات العامة للبرلمان، والذي يلقى بظلاله على تأخر إصدار بعض القوانين ومناقشتها، ولكن الغريب فى الموقف أنه بالرغم من استخدام الدكتور علي عبد العال، والذي يتعبر بمثابه الأب الشرعي لهم، معهم بعض من الأساليب والتحذيرات التي من المفترض أن تجعلهم يتراجعون والكف عن ممارسة تلك الأفعال، خاصة وأن دورهم الوحيد هى سن وخروج القوانين لتخفيف العبء عن المواطن البسيط وحياتهم.
ولكن ماحدث منذ ان جلسوا على تلك المقاعد، غير ذلك تمامًا وكأنهم يعلنون بشكل صريح عدم احترامهم لمثل تلك الأماكن، مما جعل الدكتور علي عبد العال، رئيس البرلمان، الذي دائما ما اشتكى في أكثر من مناسبة من غيابهم وعن ضيقه من الغائبين قائلا: «هاعلق أسماءهم في الأماكن العامة بدوائرهم، وهنذيع أسماءهم في نشرة التاسعة، مافيش عقوبة أكتر من كده»، وبالرغم من ذلك إلا أنهم لم يرجعون عن ذلك بل تكررت مرة أخري، مما جعله يعلن عن جائزة لأكثر نواب المحافظات التي تحضر جلسة البرلمان، وكانه يتعامل مع تلاميذ فى الفصول لتقصيرهم فى الذهاب إلي المدارس.
وبالرغم من التهديدات والتحذيرات التي تجددت مرارًا وتكرارًا من «عبد العال» على مدار إنعقاد الدول الأول والثاني والتي طالت الثالث، إلا أنه لم ينجح في الحد من هذه الظاهرة التي تزعج كافة الطوائف بالمجتمع، بل ربما تضعف صورة النواب في أعين أهالي دوائرهم، حينما يجدونه يتعامل معهم كطلاب يحتاجون للتوجيه في أبسط الأمور المكلفين بها.
ولذلك فلم تكن جلسة اليوم والغد، المناسبة الوحيدة التي اشتكى فيها، فقد تأجل التصويت أكثر من مرة على عدد من مشروعات القوانين لعدم اكتمال النصاب القانوني منها خلال دور الانعقاد الحالي كما حدث في جلسة الاثنين 20 نوفمبر الماضي، بتأجيل التصويت على 6 مشروعات قوانين، من بينها تعديل قانون المواريث وتعديل قانون محاكم الأسرة، وقانون المنظمات القانونية والقانون الخاص بنائب الوزير، وقانون الطائرات المحركة لا سلكيا، وقانون الهيئات الشبابية، وفي 5 ديسمبر الماضي وافق البرلمان عليهم أخيرا بعد اكتمال النصاب القانوني.
في 9 مايو من العام الماضي تأجل التصويت على قانون العلاوة الخاصة خلال دور الانعقاد الثاني، بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني الذي يتطلب موافقة ثلثي مجلس النواب.
ولكن من الممكن أن نلتمس لهم العذر لانهم لم يدركون حجم المسئولية الذين يتقلدهو، والتي تضع «عبد العال» فى موقف محرجًا، حيث يضطر إلى إرجاء التصويت النهائى على القوانين، ولكن عندما يصل الأمر إلي تاجيل منح الثقة للحكومة الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، لاداء عمله بشكل رسمي، وبعد ان حضر كافة الوزارء، إلي القاعة وترك كافة الاجتماعات والانشغالات الرسمية، وبعد كل ذلك تم تأجيل الجلسة إلي يوم الثلاثاء بعد غد لحضورهم.