«أزمة التنسيق» تشعل الخلاف بين وزارة التعليم والخبراء التربويين

بالرغم من المصاعب والعقبات التي واجهت طلاب الثانوية هذا العام، والتي تمثلت في خروج الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، على مدار العام الدراسي الماضي بتصريحات عن نظام التعليم الجديد والذي لم يعلم عنه المواطنين شيئًا مما أثار الخوف والقلق في نفوس أولياء أمورهم، النابع من القلق على مستقبل أطفالهم من نظام جديد غير معلوم الملامح ولم يطبق من قبل على غيرهم.
ولكن وبالرغم من هذا، نجح الطلاب في اجتياز هذه المرحلة بنتائج أذهلت الجميع، حيث وصلت نسبة الحاصلين على مجموع من 95%، إلى أقل من 100%، إلى 13.53% من الطلاب ، أما بالنسبة للطلاب الحاصلين على نسبة أكبر من 75% فوصلت نسبتهم إلى 76.12% من إجمالي عدد الطلاب، ولكن ومع ارتفاع نسب النجاح بشكل كبير أدى هذا إلى ظهور مشكلة في تنسيق الجامعات، الأمر الذي جعل وزارة التعليم العالي في وضع صعب.
ومن ناحيته، أوضح الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن حصول طلاب الثانوية العامة هذا العام على درجات عالية، وصلت نسبتهم إلى 23% للطلاب الحاصلين على 95%، و85% من الطلاب الحاصلين على أكثر من 75%، مما أدى إلى رفع درجات القبول بالكليات.
وأكد وزير التعليم العالي خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «العاشرة مساءً» الذى يقدمه الإعلامى وائل الإبراشى عبر فضائية «دريم» أن هذا الأمر غي منطقي، مشيرًا إلى أن هذه النتائج جاءت بسبب اعتماد الطلاب على الحفظ والتلقين والدروس الخصوصية والملزمات.
وأضاف الدكتورعبد الغفار أن هذه المشكلة سيتم معالجتها في نظام التعليم الجديد، والذي سيعمل على قياس المهارات المختلفة للطلاب.
فيما أشاد أحمد خيري، المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، بنظام التعليم الجديد، والذي سيتم تطبيقه العام الدراسي المقبل، منوهًا بأن هذا النظام سيجعل نظام التعليم في مصر يتساوى مع مثيله في كل من اليابان وأوروبا وأمريكا.
وأضاف المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم في تصريحات لقناة «الحياة»، مساء أمس الأحد، أن منظومة التعليم في مصر ستشهد نهضة في غضون 14 عامًا، لافتًا إلى أن اولياء الأمور سيلاحظون هيلاحظوا الفرق خلال سنتين عندما يشاهدوا أطفالهم في مرحلة الرياض يقرأوا ويكتبوا وبيتكلموا باللغة الإنجليزية بطلاقة.
بدوره، قال مصطفى كمال الدين، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي في مجلس النواب، إن نظام الامتحانات الجديد يقيس المعلومات التي يدرسها الطالب في كل المواد، مشيرًا إلى أن حصول نسبة كبيرة من الطلاب على درجات عالية في الامتحانات هذا العام لن تمثل أي مشكلة.
وأضاف في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أن مشكلة الدروس الخصوصية توجد حتى في الدول المتقدمة مثل اليابان والصين، مشيرًا إلى أن منعها نهائيًا هو أمر مستحيل.
وتابع حديثه موضحًا أنه ليس معلومًا إلى الآن هل سيتم تطبيق نظام التعليم الجديد أم لا، وهل سيفشل هذا النظام أم لا، لافتًا إلى أنه من الممكن أن يكون هناك اجتماع للقدرات للدخول إلى الكليات بدلا من إرغام الطلاب على دخول كليات بعينها نتيجة الدرجات التي حصلوا عليها في الامتحان.
وهاجم النائب تصريحات الإعلامي أحمد خيري، المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، والتي قال فيها إن نظام التعليم في مصر سيتساوى خلال السنوات المقبلة مع نظيره في الدول المتقدمة، مشيرًا إلى أنه وحتى الآن لم يقدم وزير التعليم للجنة خطة الوزارة في النظام الجديد، مشيرًا إلى أن هذه التصريحات عبارة عن حلم، ولم يكن عليه الادلاء بها في هذا الوقت.
وخالفه في الرأي الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي، حيث أوضح أن ارتفاع نسب درجات الطلاب هذا العام سيسبب كارثه، حيث أن الجامعات لن تستكيع استقبال الطلاب الحاصلين على الدرجات المنخفضة، مشيرًا إلى أن هذه بدوره سيرفع من تنسيق معاهد الخدمة الاجتماعية فتصل إلى 90% او 89%.
وأضاف الخبير التربوي في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أنه في أي نظام تعليم محترم سيحصل الطالب النابغة فقط على هذه النسب، مشيرًا إلى أنه حتى الجامعات الخاصة ملتزمة بنسبة معينة من المجموع، ولكنه ومع ارتفاع درجات الطلاب في الامتحانات، سيلجأ الطلاب إلى الجامعات الخاصة، الأمر الذي سينتج عنه ارتفاع الطلب على الجامعات الخاصة، والتي ستعمد بدورها إلى رفع نسبة التنسيق بها، بالإضافة إلى رفع مصروفاتها.
وتابع قائلًا إن كل هذا بالإضافة إلى نظام البوكليت، أصبح نظام الامتحانات ليس له علاقة بقياس بدرجة فهم الطالب أو قدراته أو مهاراته، مما أدى إلى حصول العديد من الطلاب على الدرجات النهائية في المواد بسبب اعتماد الامتحانات على الحفظ فقط.
وأكد أنه ليس هناك أي نظام تعليم جديد، وأن كل ما قاله الوزير هو عبارة عن تصريحات لا تمت للواقع بصلة، مشيرًا إلى أن هذه المشكلة ستظل حتى يتم تعديل نظام التعليم في مصر كما كان عليه في القرن الماضي، حيث كانت الامتحانات تقيس قدرات الطلاب ومعلوماتهم بشكلٍ حقيقي.