«أزمة المتفوقين» تضع البرلمان والخبراء في مواجهة «التعليم»

كانت هذه المدارس هي الأمل الذي انتظرته مصر طويلًا للنهوض بنظام التعليم بها، ومع فتح باب التقدم لها تهافت عليها أولياء الأمور لتسجيل أبنائهم الطلاب بها، أملا في أن يحصلوا على نظام تعليم متفوق يتيح لهم الحصول على منح للدراسة بالخارج، والنهوض بهم في مختلف نواحي الحياة.
وقد أثبت هذا النظام نجاحه، ولكن في السنوات الأخيرة بدأت تظهر مشكلات هذا النظام، والتي حرص أولياء الأمور على نشرها في كل مكان أملا في إنقاذ مستقبل أبنائهم من الضياع.
طلاب مدارس المتفوقين الراسبين يستنجدون بالرئيس
ولم يختلف هذا العام عن الأعوام السابقة، فبعد أن اجتهد الطلاب في الدراسة طوال العام، وفي عمل المشاريع البحثية، فوجئ الطلاب وأولياء الأمور برسوب نسبة كبيرة منهم في الامتحانات هذا العام، وذلك بالرغم من تحصيل الطالب لمجموع تخطى نسبة 80% من المجموع الكلي، حيث أن نسبة الرسوب وصلت هذا العام إلى ٤٤% بعدد ٦٢ راسبًا وحالات الدور الثاني وحددها ١٧٩ طالب دور ثانى من دفعة أصلها ٦١٦ طالب، أي أن نسبة النجاح وصلت إلى 56% من إجمالي عدد الطلاب الملتحقين بهذه المدارس.
هذه النسبة التي دفعت طلاب هذه المدارس إلى التقدم بطلبات استغاثة للرئيس عبد الفتاح السيسي، والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، متسائلين فيها عن سبب حصولهم على هذه النسب المنخفضة، وهل السبب في ذلك هو اعتزام الوزارة إلغاء هذه المدارس، أم أن فشل إدارتها قد زاد وخرج عن سيطرتة الوزارة، حاثين المسؤولين على البحث عن السبب الحقيقي في انخفاض نسبة النجاح هذا العام إلى هذه النسبة.
ماجدة نصر: نسبة النجاح في مدارس المتفوقين ليست طبيعية
وبالنسبة للجنة التعليم في مجلس النواب، فقد أخذت جانب الطلاب في هذه الأزمة، فقالت الدكتورة ماجدة نصر، عضو اللجنة إن نسبة نجاح المدارس السيتم ليست جيدة وليست في المعدلات الطبيعية، متساءلة عن السبب في هذه النسبة، ومدى صعوبة الامتحانات والأسئلة، ولذلك يجب دراسة الموضوع.
وأضافت عضو لجنة التعليم في مجلس النواب في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أن نسب النجاح في هذه المدارس ليس بالضرورة أن عالية، بحيث تكون من 60 إلى 70%.
وتعليقًا على ما ذكره أولياء الأمور من وجود أخطاء في الامتحانات، أكدت الدكتورة ماجدة نصر، أنه في حاله وجود أخطاء فعلًا في الامتحانات فإنه سيتم التقدم بطلب إحاطة للدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني ، مشيرة إلى ان وجود خطأ في الامتحانات شيء عظيم لأنه سيؤثر على مستوى الطلاب.
وأوضحت أنه في حالة إثبات فشل الطالب في نظام مدارس المتفوقين يجب أن يتم إيجاد حل لهذا الأمر بالمدرسة، لأن هذا سيؤثر بالسلب على نفسية الطلاب.
خبير تربوي: مأساة حقيقية
ومن جانبه قال الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي إنه يقف مع أولياء أمور طلاب مدارس المتقوفين «SETM»، في تحميلهم وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، المسئولية كاملة على انخفاض نسبة نجاح الطلاب هذا العام في الامتحانات، لأنها تتبع الوزارة.
وأضاف الخبير التربوي، في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم»، أن ما حدث هذا العام هو مأساة حقيقية، فهذه المدارس كانت الأمل في أن تكون طوق النجاة لنظام التعليم في مصر، وأن تقدم نموذج يحتذى به لنظام التعليم، ولكن أن ينتهي بها الحال لهذا الوضع لهو مأساة حقيقية.
وتابع الدكتور مغبيث حديثه موضحًا أنه منذ بداية السنة الدراسية الماضية، كان هناك العديد من المشاكل التي أوضحها كل من أولياء الأمور والمعلمون في المناهج، ونظام التعليم، والمواد، وطرق التدريس.
وأوضح أنه لا يمكن معرفة مدى نجاح هذا النظام، إلا بعد القيام ببحث دقيق، يتم خلاله وضع أسئلة واضحة ومحددة، ثم يتم دراسة أحوال هذا النظام خلال الأربع سنوات الماضية لمعرفة المشكليات التي تواجه النظام، ثم إجراء العديد من المقابلات مع أولياء الأمور والمعلمين والطلاب.