بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

إله العجوة الكروي يقضي على أحلام اللعيبة وأبرزهم ”حفني وجمعه”

بلدنا اليوم
كتب : ندى شعبان

حقًا أنه زمان "إله العجوة الكروي" نصنع الإله ونلقبه ونبدأ في تمجيده حتى يري اللاعب أن الكرة في كل مكان تبحث عنه، يقف متمردًا على الكرة يرفع رأسه ويرى أنه وصل لأعلي ما يمكن أن يصل له، لتبدأ المرحلة الأولى من صنع الإله، نجد لاعب صغير السن ربما يملك موهبة كبيرة، يركض بسرعة الصاروخ، وعندما تثبت الكرة تحت قدميه لديه القدرة في تصويبها تجاه المرمي، ليأتي الوقت ليصطدم بحلقة الحصول علي لقب فكان له نصيب منها عندما لقب بـ"ميسي مصر".

 

 وعند الإمعان في النظر، تجد لاعب لا يتجاوز الثانية عشر من عمره، وحصد تلك اللقب ماذا سيكون هناك لديه حتى يتمكن من تقديمه بعد ذلك، فالكرة لا تبتسم للمتكبر عليها ومن يري نفسه أصبح يفوق كل شيء ومن تلك النقطة تحديدًا التي تؤدي إلي فشل أغلب اللاعبين بعدما أصبحت"الألقاب تهلك أصحابها" ومن ثم يتم "تقطيعه" ولومه علي الفشل الذي لم يكن هو المتسبب الأوحد به، هكذا تدار حلقة إطلاق الألقاب علي اللاعبين.

 

وعند الحديث عن "شبح التشبيه" وسحرها في كيفية الإطاحة ارضا باللاعبين يجب أن نتذكر الدور المساوي لها وهو الإعلام المصري، الذي أصبح يقف في وضع الاستعداد متمسكا بـ"مسدس" يترقب ما يفعله كل لاعب، حتى يستعد لإطلاق أسهمه صوبه، ولا شك أنه نجح في تنفيذ المراد علي أكمل وجه، فهنا عزيزي القارئ تجد كل ما تريد، تجد لاعب يسجل هدف يبدء الإعلام بالتمجيد له والتعظيم من شأنه، ولا يهمه نتائج تلك التمجيد، لأن كل ما يبحث عنه هو الظهور داخل كادر السباق في الحديث عن اللاعب ذو الموهبة الفظة، ليصبح لدينا لاعبين تحت ميكرسكوب الألقاب وأسهم الإعلام.

 

"جريزمان الفراعنة، شبيه السعيد، هازارد الأهلي، ميسي الزمالك، خليفة ابو تريكة " جمعيها ألقاب أهلكت حامليها، ويرجع السبب في ذلك إلي ثقل الحمل علي بعضهم، وربما الوصول إلي نشوة الأنتصار التي تشبع الذات لديهم بالإكتفاء بعد نيل شرف اللقب، فجميعهم ألقاب لم ينجو أصحابها ولم يستطيعوا الفرار من "شبح التشبيه".

 

"شبيه السعيد.. خليفة تريكة":

علاقة تمرد جمعت الثنائي، صالح جمعة ورمضان صبحي، تحت لواء الشغب والأحتراف، ربما يحتاج لاعب كرة القدم إلي الثقة في الذات، حتى يتقدم ولا يخشي المدافعين، أو يقف صلب صامد أمام المهاجمين، ولكن عند تحويل تلك الثقة إلي غرور هنا في تلك المرحلة التي جمعت الثنائي، وعلي الرغم من إمكانياتهم التي اشاد بها جميع المحللين، إلا أن الألقاب التي اقتنصوها جعلتهم يشبهون "إله العجوة" كلما تقدموا أكلوا من ذاتهم، ولم ينجحوا في أن يكون تلك اللقب هو الحافز الأكبر لمواصله مشوارهم نحو اثبات الأحقية بالحصول علي اللقب، فبدأت تتراجع اقدامهم إلي الخلف.

 

و بعد محاولات كثيرة من شغب صالح جمعة حتى أنه فقد السيطرة علي ذاته وكتب نهايته بها خارج جدران القلعة الحمراء، للعفيجي، الذي صدق اللقب سريعا وعلي الرغم من أنه من اللاعبين القلة الذين يشبهون طريقة ودور تريكة في الملعب، لكن لم يستطع أن يحافظ علي تلك اللقب وتمرد علي ذاته رغبة في الأحتراف ولم ينجح في التعبير عن نفسه في الدوري الإنجليزي.

 

جريزمان الفراعنة:

لاعب سريع و مهاري، ينقض علي الكرة ويسجلها في المرمي، لم يمضِ وقت طويل حتي أصبح صلاح محسن، حديث الساعة في الإعلام وتقاتلت عليه أنديه عالمية وقطبي الكرة المصرية، و تعددت الألقاب"جاريزمان العرب، أغلي صفقة في الدوري"، فالسرعة والمهارة وحدها لا تكفي للأستمرارية، ولم ينجح محسن حتى الان في أثبات عكس ذلك، بعدما أصبح كل ما يشغله حصد الألقاب دون أي تقدم او فائدة.

 

ميسي الزمالك:

ليس دائما ما تكون الألقاب في محلها الصحيح، والمهارة والحرفنة داخل المستطيل الأخضر ليس دليل علي ولادة ميسي جديد، فإذا تشابه أيمن حفني في الصفات التي يتحلي بها ميسي مثل الهدوء داخل الملعب، أو المراوغة لمنافسيه في المباريات والتي تكون بمثابة الصداع في رأس المدافعين، فهذا لا يعاني أن يصبح حفني "ميسي الزمالك"، نظرا للجانب الأخر من المشهد عند الحديث عن لاعب ذو إصابات متكررة بأنه شبيه أفضل لاعب في العالم، ليس فقط تحميل اللاعب عبء أكبر منه في الوقت الحالي ولكن بعد ذلك ماذا ينتظر الجماهير أن يقدم اللاعب داخل الملعب.

 

 

هازارد الأهلي:

تعددت الألقاب والمسمي واحد، ناصر ماهر، الذي تحول من المغضوب عليه في النادي الأهلي لعنصر اساسي في تشكيل الفريق، لتنهال علية المسميات من"هازارد الأهلي، شبيه متعب" ولكن يحاول ماهر الأبتعاد عن كل ما يمكن أن يقف عقبة أمامه بعدما ابتسم له الحظ داخل جدران القلعة الحمراء، ووقف الحظ داعمًا للاعب  مؤكدًا علي أن  كارتيرون كان من الممكن أن يكلف النادي أهم مفاتيح لعب الفريق في الوقت الحالي، في ظل استبعاد الفرنسي للاعب في بداية قيادته للفريق.

 

وبعد تلك الألقاب جميعها، سيبقي تريكة أسطورة لن تتكرر ولم ينجح خليفته علي تكرارها، وميسي موهبة تلدها الملاعب كل مئة عام مرة وتعدد إصابات حفني تمنعه من ذلك، مُتعب الحراس هداف لن يأتي مثله وباعتزاله تكون الدقيقة 90 قد أعتزلت، ولا بد ان نلفت النظر لك عزيزي القارئ أن الإعلام المصري هو السبب الرئيسي في ظهور وبزوغ نجم لاعب بعينه، فعندما نجد معلق مباراة أو مقدم برامج مُصر على تألق لاعب فيظهر اللاعب وكأنه "الفلتة"، ونجد أيضًا وقت الهدم والأنتقادات الحادة وكل هذا لمصالح شخصية سواء هدم لاعب أو بناء موهبة جديدة. 

 

وعلي الرغم من كل ذلك فأن تلك الألقاب في بعض الأوقات قد تصدُق ويصبحوا خلفاء لمن بعدهم، ولكن هل سيكون ناصر ماهر بمثابة حلقة أخرى تنضم لتلك الدائرة أم سيكون بداية جديدة لجيل يعرف أهمية التشبيه وكيفية الأستفادة من أخطاء من سبقوهم.

 

تم نسخ الرابط