«خبراء»: التعليم لن تستطيع الانتهاء من كآفة الاستعدادات قبل العام الجديد

حقائب، وكراسات وأقلام ملآت أرفف المحلات في مبادرة "كلنا واحد" والتي بدأت، أمس السبت، لعرض المستلزمات الدراسية بأسعار مخفضة للمواطنين، الذي بدأوا في شرائها استعدادًا للعام الدراسي الجديد، والذي سيبدأ في 22 من شهر سبتمبر الجاري، بما يحمله من نظام التعليم الجديد، والذي يقف المواطنون في ترقب كبير له.

وبالرغم من بدء الدراسة بعد حوالي ثلاثة أسابيع من الآن، إلا أن وزارة التربية والتعليم، والتعليم الفني لم تنتهي حتى الآن من الانتهاء من استعداداتها، فلم ينتهي توصيل الانترنت إلى جميع المدارس في البلاد، وعدم الانتهاء من تدريب المعملين، أو حتى تحقيق مطالبهم.

توصيل الإنترنت لجميع المدارس في البلاد

أوضحت الدكتورة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم والبحث العملي بمجلس النواب أن الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هو المسئول عن هذا الأمر، مشيرة إلى أنه تم توصيل الانترنت إلى 2224 مدرسة من مجموع المدارس الموجودة في جميع أنحاء الجمهورية، منوهة إلى أن هناك بعض المدارس المتبقية والتي تحتاج فقط إلى تركيب الخلايا الضوئية بها، والتي سيتم استخدامها في الانترنت الداخلي بها.

وتابعت أن أي معوقات سيتم حلها خلال العام الأول، مشيرة إلى أن توصيل الانترنت للمدارس سيتم الانتهاء منه قبل بدء العام الدراسي المقبل 2018/2019، حيث أن الوزارة تعمل بشكل سريع وجاد للانتهاء من توصيل الانترنت في الموعد المحدد.

ومن جانبه، الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي إن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، لن تستطيع الانتهاء من تطوير البنية التحتية للمدارس قبل بدء العام الدراسي الجديد، والذي من المقرر أن يبدأ في 22 من شهر سبتمبر الحالي، وسيتم خلاله تطبيق النظام التعليمي الجديد.

وأضاف الخبير التربوي في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم»، أن النظام التعليمي الجديد ليس له معالم واضحة من وجهة نظره، مشيرًا إلى أن الشيء الوحيد الجديد في التعليم هو استخدام الطلاب للتابلت، الذي لن يندمج في العملية التعليمية، وليس جزء أصيل منها، ولا يوجد عليه مقرارات تساعد الطلاب في فهم المواد في النظام التعليمي الجديد.

ونوه إلى أن الكهرباء في المدارس يجب أن يتم تغييرها بالكامل حتى يستطيع الطلاب استخدام "فيش" كثيره لشحن التابلات التي بحوذتهم في المدرسة، مما يستدعي أن يتم التنسيق يسن وزارتي التعليم والكهرباء.

ووافقه في هذا الأمر، قال الدكتور طارق نور الدين، معاون وزير التعليم الأسبق، إن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لن تستطيع الانتهاء من البنية التكنولوجية والانترنت قبل بدء العام الدراسي الجديد، والذي من المقرر أن يبدأ في 22 من شهر سبتمبر الجاري، وسيتم فيه تطبيق نظام التعليم الجديد.

وحول إمكانية الانتهاء من توصيل الانترنت إلى المدراس قبل بدء العام الدراسي الجديد، لفت الدكتور كمال إلى أنه يجب الانتباه إلى قوة الانترنت الذي يتم توصيله إلى المدارس، حتى يستطيع جميع الطلاب استخدامه والاستفاده من الانترنت المتاح في المدرسة.

وأضاف معاون وزير التعليم الأسبق في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أن الوزارة لن تستطيع الانتهاء من البنية التكنولوجية للمدراس حتى العام القادم، وذلك لاحتياجها إلى مبالغ كبيرة، منوهًأ إلى أن مصر يوجد بها حوالي 2226 مدرسة ثانوية.

الانتهاء من تدريب المعلمين قبل بدء العام الدراسي الجديد

أوضحت الدكتورة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم والبحث العملي بمجلس النواب، أن هناك جدول زمني لتدريب معلمي رياض الأطفال في المرحلتين الدراسيتين KG1  و KG2 ، والصف الأول الابتدائي، بالإضافة إلى الصف الأول الثانوي، حيث بدأ تدريب المعلمي المجموعة الأولى منذ فترة، بينما بدأ تدريب معلمي الصف الثانوي على نظام التعليم الجديد الأمس السبت.

وأضافت في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أن هناك نوعين من التدريبات للمعلمين، منوهًة إلى ان النوع الأول هو التدريب الأساسي، والذي يظل لفترة قصيرة، وسينتهي 22 من شهر سبتمبر الجاري، بينما يتمثل النوع الثاني في تدريب طوال العام للمعلمين، حيث سيكون العام الأول لتطبيق نظام التعليم الجديد سنة تجريبية، حتى يتم تدريب المعلمين على أي أمور تستحدث خلال العام.

بينما أوضح الدكتور كمال مغيث أنه بالرغم من مسابقة وزارة التربية والتعليم للزمن، إلا أنه لتغيير طريقة المعلمين التي تعتمد على الكتاب الورقي، وتحفيظ الطلاب المنهج الدراسي، إلى منهج قائم على فكرة المادة التعليمية المتسعة، وبلا حدود، ونظام التعليم الذي يسمح بوجود وجهات نظر مختلفة، يجب أن يتم تدريب المعلمين لفترات طويلة، وتقييم هذا التدريب، بالإضافة إلى عمل تجارب حية وواقعية على ما تعلمه المدرس في هذه التدريبات، ولذلك فإن الوزارة لن تستطيع الانتهاء من تدريب المعلمين قبل بدء العام الدراسي الجديد.

وأشار الدكتور طارق نور الدين، أن المشكلة لا تتمثل في حقيقة تدريب المعلمين على أرض الواقع، ولكن تتمثل في نتيجة هذا التدريب، وإمكانية قياس نتائجه على المعلمين، مشيرًا إلى أنه لهذا السبب أعلنت الوزارة أن العام الدراسي المقبل 2018/2019 سيكون تجريبيًا، فهي لن تستطيع أن تفرغ من تجهيز المدارس، وتدريب المعلمين قبل بدء الدراسة.

تحقيق مطالب المعلمين قبل بدء العام الدراسي الجديد

وأوضحت النائبة ماجدة نصر عضو لجنة التعليم أنها يتم الآن دراستها، ولكن الوزارة لم تعلن عن تحقيق أي شيء من هذه المطالب قبل بدء العام الدراسي الجديد، ولكن هناك بعض البدائل التي يمكن من خلالها أن يحسن المعلم من دخله، والتي منها بنك الأسئلة للثانوية العامة، والتي سيشترك فيها جميع المعلمين على مستوى الجمهورية لوضع الأسئلة وتسليمها للوزارة في مقابل مبلغ مادي.

ونوه الدكتور كمال مغيث الخبير التربوي، أنه لن يتم تحقيق هذه المطالب، وذلك من الناحية المادية، أما بالنسبة للمطالب البيروقراطية والتي تتمثل في النقل من المدريات لمدريات أخرى يمكن أن تحققها الوزارة.

ومن جانبه أوضح الدكتور طارق نور الدين أنه بالنسبة للمطالب المادية، ساوءً كانت في زيادة المرتبات أو الحوافز، فالوزارة لا يد لها في تحقيق هذا المطلب، حيث أن وزارة المالة هي التي لها القرار، منوهًأ إلى أنه طالما تم اعتماد الميزانية للعام المالي الجديد في شهر أغسطس الماضي، فإن أي حديث عن أي زيادات سيكون مستحيل، ولذلك فإن أي مطالب مادية ستم تحقيقها ستكون قبل الميزانية الجديدة في شهر مايو القادم، وأي حديث غير هذا فهو بعيد عن الواقع تمامًا.

أما بالنسبة للمطالب الإدارية الأخرى، فهي من الممكن تحقيقها في أي وقت سواء كان هذا قبل بدء الدراسة أم بعدها، وذلك لأن الأمر في يد الوزارة ولن يحتاج غير إصدار قرار لتنفيذه.