ملامح الأهلي فى ظل قيادة كارتيرون

تعاقد النادي الأهلي مطلع الموسم الحالي مع المدير الفني الفرنسي باتريس كارتيرون خلفًا للمدرب السابق حسام البدري، ورحل البدري بعد أن حقق بطولتي الدوري و بطولة كأس مصر وبطولة السوبر المصري، ووصل لنهائي دوري أبطال أفريقيا.
وجاء كارتيرون ليبدأ مع المارد الأحمر حقبة جديدة، نحو الألقاب، وقاد الفرنسي الأهلي إلى ربع نهائي بطولة أفريقيا، علاوة على قيادة الأهلي إلى تحقيق ثلاث انتصارات في أول 5 جولات والتعادل في مباراتين أمام الإسماعيلي والإنتاج الحربي، وسجل الأهلي 6 أهداف واستقبل هدف وحيد، ليحظى بشرف كونه أقوى دفاع في البطولة حتى الآن.
و بعد مرور 5 جولات من بطولة الدوري العام المصري نستعرض أبرز الملامح الفنية لأهلي باتريس كارتيرون :
يعتمد كارتيرون بشكل رئيسي في هجوم الأهلي على الكرات الطولية تجاه وليد أزارو ووليد سليمان أو إسلام محارب، أيهما يلعب في مركز الجناح الأيمن، وتكررت هذه اللعبة في مرات كثيرة، كذلك يعتمد كارتيرون على الأطراف بشكل رئيسي سواء الأطراف الهجومية أو الدفاعية لمساندة خط الهجوم .
علي معلول أحد أسلحة كارتيرون
يعد علي معلول أحد أبرز أسلحة كارتيرون التي يعتمد عليها حيث يترك له حرية الإنطلاق الهجومي مستغلا سرعته و نزعته الهجومية، ويكفي أن تعرف أن علي معلول شارك في نصف عدد أهداف الاهلي في بطولة الدوري هذا الموسم حيث شارك في تسجيل 3 من أصل 6 اهداف.
حاول كارتيرون إعطاء حرية كاملة لعلي معلول، بأنه دفع به في مركز الوسط الأيسر، ومن خلفه أيمن أشرف كظهير أيسر، لكن هذه الخطة لم تؤت بثمارها أمام حرس الحدود وظهرت هذه الجبهة غير ناجحة، حتى أن كارتيرون قام بإخراج أيمن أشرف قبل مرور ساعة من عمر لقاء حرس الحدود و دفع بناصر ماهر بدلًا منه.
سياسية التدوير التي يتبعها كارتيرون
يبدو أن كارتيرون من مدرسة اتباع سياسة التدوير في تشكيل الفريق بشكل متكرر إن رأى أن هذا ضروري، فنجد إنه عندما وجد مؤمن ذكريا مستواه سئ بعد أحدى مباريات الفريق في أفريقيا، وأيضًا بعد مباراة المارد الأحمر في الدوري أمام الإسماعيلي فقام بإستبعاده.
و كذلك أيضا بعدما بدأ بالدفع في مباراة الإسماعيلي بمروان محسن كبديل و ترك صلاح محسن على دكة الاحتياط ، قام في مباراة المصري بالدفع بصلاح محسن كبديل و ترك مروان محسن بدون أن يشارك حتى انتهز صلاح محسن فرصة المشاركة امام دجلة و أحرز هدف الفوز.
كوليبالي والانسجام السريع مع المارد الأحمر
يبدو أيضًا أن كارتيرون لا يخشى المغامرة حيث إنه قام بشراء المدافع ساليف كوليبالي من مازيمبي، وسرعان ما دفع به في المباريات بشكل أساسي، وقد نجح كوليبالي في الظهور بصورة جيدة مع الأهلي دفاعيًا، بالإضافة إلى استغلاله في الكرات الثابتة.
حيث يعتمد كارتيرون على ارسال الكرات الطويلة الثابتة على رأس كوليبالي، والذي بدوره أما يصوبها نحو المرمي أو حتى يحولها برأسه لاحد زملائه، وهو ما تكرر كثيرًا في مباراة الإنتاج الحربي.
ما يعيب كارتيرون مع الأهلي حتى الآن
يُعاب على كارتيرون مع الأهلي أن المدير الفني الفرنسي لا يبتكر أساليب اختراق من العمق وأغلب هجومه يكون عبر الأطراف أو الكرات الطولية للمهاجم وليد أزارو، وهذا ليس كافيًا لفريق بحجم النادي الاهلي و ليس من العقل أن هذه الطريقة ستجدي نفعًا في كل المباريات خاصة اللقاءات الإفريقية.
الأهلي تمكن من إحراز 6 أهداف حتى الآن في بطولة الدوري منها 3 أهداف عبر الأطراف، وهدف من كرة طولية أمام الإسماعيلي، وهدف واحد من العمق أمام المصري، ويتبقى هدف صلاح محسن في مرمى حرس الحدود، وهنا يظهر فقر الأهلي وعدم قدرته على التسجيل من العمق في أول 5 مباريات من الدوري هذا الموسم .
وأكثر ما يعد نقطة ضعف في فريق الأهلي هو عمق وسط الملعب، حيث أن لاعبي الوسط المدافع لا يوفروا الحماية الكاملة لخط الدفاع، وقد لعب كارتيرون بكل الأسماء المتاحة حيث لعب بحسام عاشور، السولية، هشام محمد، اكرم توفيق في هذا المركز فقط في 5 مباريات و لم يجد كارتيرون ضالته في هذا المركز .
ويعتمد كارتيرون على الدفاع في نصف ملعبه و يترك الحرية للمنافس حتى الثلث الأوسط من الملعب بدون ضغط، وهذا قد يكون مقبولا في بعض المباريات الإفريقية، وحتى في مباراة صعبة في الدوري المصري.
ولكن الاعتماد دائما على هذه الطريقة سيء ولا يفيد فريق الأهلي خاصة أنه لديه الإمكانيات للضغط المباشر على الخصم، وارباكه في ظل عدم وجود امكانيات هائلة للمنافسين في مصر، ولك في ظل هذه الطريقة بعض الفرق ستقوم بإرباك حسابات الأهلي وذلك مثلما حدث في مباراة الإنتاج الحربي عندما سيطر الفريق العسكري تمامًا على وسط الملعب، وفي الحالات القليلة التي ضغط فيها لاعبوا الأهلي استخلصوا الكرة بدون صعوبة.
الأهلي يفتقر إلى المهارات الفردية مع كارتيرون
الأهلي فقير على مستوى المهارات الفردية و قد يجد كارتيرون ضالته في أحمد الشيخ في ظل غياب وليد سليمان في بعض المباريات ، فقد اعتمد كارتيرون في المباراة الأخيرة أمام الإنتاج الحربي على إسلام محارب كلاعب وسط مدافع بجانب هشام محمد في أخر نصف ساعة من اللقاء، وهو ما قد يكون مؤشرًا للاعتماد عليه في هذا الدور مثلما كان يفعل حسام البدري مع عبد الله السعيد .
الأهلي يفتقد لدور صانع الألعاب في طريقة لعب كارتيرون، وذلك لن يفيد ناصر ماهر حيث أنه لايتعرض لاختبارات كثيرة بالتالي لن يتطور أدائه كلاعب شاب بشكل سريع و سيعاني لبعض الوقت.
في المجمل لم يصل أهلي كارتيرون للمستوى المأمول من جماهيره حتى الآن، ولكن يجب اعطاء كارتيرون بعض الوقت للحكم النهائي عليه و لكن هذه نظرة عامة على ما وصل اليه الأهلي مع باتريس كارتيرون حتى الآن.
موضوعات ذات صلة
أحمد فتحي ينتظم في مران الأهلي
كارتيرون: ”دوري أفريقيا” بطولة مهمة ذات طابع خاص