في ذكرى اغتيال « مندريسي».. أوهام أردوغان دمرت سوريا
وافق موعد اجتماع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في المدينة الروسية سوتشي، اليوم، مع ذكرى اغتيال رئيس الوزراء التركي، "عدنان مندريسي" الذي عُزل من منصبة إثر انقلاب عسكري حدث ضده في السابع عشر من سبتمبر عام 1961.
السياسي التركي، علي عدنان مندريس، الذي توفي بالبورصة، في 17 سبتمبر عام 1961، كان رئيساً لوزراء تركيا في الفترة ما بين "1950-60"، وهو رجل دولة حقوقي سياسي، من مؤسسي حزب الديمقراطية الذي كان رابع حزب ينشأ بصفة قانونية في الدولة تركيا في عام 1946.
مندريس يعتبر أول زعيم سياسي منتخب ديمقراطياً في تاريخ تركيا، وتم إزاحته من السلطة بانقلاب عسكري عام 1960 نفذه الجيش التركي والقي القبض عليه، وتم إعدمه شنقاً مع اثنين من أعضاء مجلس وزرائه في 17 سبتمبر 1961، وبذلك يعد مندريسي أول رئيس وزراء يُعدم في تركيا، ولكن في النهاية أعاد البرلمان لـ"عدنان" اعتباره مع الذين أعدموا معه بقانون صدر في عام 1990، واقيم له ضريح تكريماً لذكراه.
ومن المعروف في العديد من الدول في ذكرى وفاة شخص من الشخصيات البارزة في أي دولة، يقام له احتفالًا بذكرى وفاته عند ضريحه بحضور العديد من الشخصيات الهامة في المجتمع، مثلًا يفعل الكثير بمصر في ذكرى وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وغيرهم في شتى بقاع العالم مع معظم الشخصيات ذوي الأهمية في مجتمعاهتم، لكن ضريح "مندريسي" لم يشهد هذه اللقطات طوال اليوم في ذكرى وفاته، بالرغم أنه كان أبرز السياسين في الدولة التركية، بل جاءت التوقعات على خلاف العادة، حيث حظى بعدم الاهتمام وتجديد الذكرى في عقول الأتراك.
اليوم توافقًا مع ذكرى اغتيال السياسي التركي، اجتمع الرئيس أردوغان، مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في المدينة الروسية "سوتشي"، لمناقشة الأحوال التي تمر بها منطقة إدلب السورية، في الآونة الأخيرة، وتعزيز العلاقات بين الدوليتن، حيث تجرى هذه المباحثات، بعد مرور عشرة أيام على قمة روسيا وتركيا وإيران في طهران بشأن نفس القضية السورية، وتواصل القادة بأشكال مختلفة بدءاً من اجتماع مع مجموعة مصغرة، ثم واصل القادة المباحثات بمشاركة الوفود في مأدبة غداء عمل، بعد ذلك اجتماع مصغر مرة أخرى.
وفي خلال هذا الاجتماع الذي استمر قرابة 4 ساعات ونصف الساعة، حسبما أفاد مراسل وكالة سبوتنيك، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه اتفق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إقامة منطقة خالية من السلاح في إدلب، شمالي سوريا.
وقال أردوغان في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي في موسكو، اليوم الاثنين "اتفقنا خلال المباحثات مع الرئيس بوتين على إقامة منطقة خالية من السلاح بين الجيش السوري والمعارضة في إدلب".
وأضاف أردوغان:" المعارضون سيواصلون البقاء في إدلب"، متابعا "أكدنا خلال لقائنا مع الرئيس بوتين أن تواجد الإرهابيين في سوريا لا يقتصر فقط على إدلب" مؤكدًا: "نعتقد أن الخطوات التي حققناها اليوم سوف تساهم في حل القضية السورية".
وعلى جانب آخر قال بوتين: "نحن على وجه الخصوص، ركزنا على الأوضاع في محافظة إدلب، مع أخذ تواجد تشكيلات مسلحة كبيرة هناك وبنيتهم التحتية بعين الاعتبار. وخلال محادثات اليوم، مشاورات اليوم، تمكنا من التوصل لقرار جاد، والتقدم في حل مشكلة حادة، والتوصل لقرار متفق عليه".
كما صرح بأن روسيا وتركيا ستستمران في استخدام صيغة أستانا للتسوية في سوريا وتشكيل اللجنة الدستورية، ويجب ضمان عمل هذه اللجنة في أقرب وقت، قائلا: "من المهم أن روسيا وتركيا عازمتان على الاستمرار في استخدام صيغة أستانا، وإمكانية إيجاد حل سياسي دائم في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة. سنواصل العمل على تشكيل لجنة دستورية من بين ممثلي القيادة السورية وقوى المعارضة والمجتمع المدني. مهمتنا ضمان إطلاق عملها في المستقبل القريب جدا".