لعبة ”كلوب”.. هل يرفض رجل ”المصاصة” الصلح بين صلاح وماني

«دوام الحال من المحال»،عباراة قاسية تمثل التغير السريع للأشخاص والأشياء من حولنا وصعوبه دوامها على ماكانت عليه من قبل، ولكن في روايتنا تمثل حال انقلاب وتواطئ الأب على أبنه، فهنا في عاصمة الضباب "لندن"، في ملعب كبير تملئه الهتافات والصراخات، كرة هنا وأخرى هناك، صدمة قوية تظهر على الوجوه، هدفًا قد يعطل المسيرة، مدربا مُحنكًا واقفًا على الخطوط يصرخ ويعنف لاعبا بمثابة أحد أبناءه بسبب ضياعة لهدف مؤكد، ثم يزيد التعنيف أكثر فأكثر بعد ارتباك اللاعب، من ثم يتم خروجه من البساط الأخضر، نعم نحن نتحدث من داخل مباراة ليفربول وباريس سان جيرمان التي أقيمت في دوري الأبطال الأوروبي، التي خطفها الريدز لصالحه بثلاث أهداف مقابل أثنين، ونتذكر جميعنا جيدا ما حدث في ذلك اللقاء العصيب، بعدما أنفعل الأب "يورجن كلوب" على الأبن "محمد صلاح" وتعنيفه والاصرار على خروجه من الملعب.
وكانت تلك المباراة حديث الساعة بعدما ظهر فيها كلوب بوجه آخر مع اللاعب غير الذي أعتدنا عليه، فانقلب وجه الأب والصاحب إلى مجرد مدير فني مع لاعب لا أكثر، وكان الأكثر دهشة هذا اليوم هو ظهور سيديو ماني مهاجم الفريق بالمستوى نفسه الذي ظهر بيه الفرعون المصري، لكن طريقة تعامل كلوب مع السنغالي أختلف تماما عن ذي قبل، فأصر الخواجة على إبقاء ماني في الملعب رغم المستوى المتدني الذي لعب به المباراة، فاتجهت جميع الأنظار نحو تلك الواقعة الغريبة.
فالجدير بالذكر أن "صلاح" ليست هي المرة الأولى التي يضيع فيها أهدافًا ويخطئ في أخرى، فنتذكر جيدًا أن ذلك حدث مرارًا وتكرارًا مع اللاعب لسوء توفيق له خلال الموسم الماضي، ولكن كان تعامل كلوب مختلف تمامًا، كان بمثابة تعامل الأب مع أبنه، الذي يتميز بالدعم والحب، ولكن ماذا حدث هل تغيرت طريقه لعب كلوب هذا الموسم وبات الاعتماد الأكبر على المهاجم السنغالي أم يحاول كلوب التوفيق بين الثنائي لما يتناسب مع خطته هذا الموسم نظرًا لحفاظه على الدفاع، بجانب اللأداء الهجومي؟.
ولكن الرواية الأغرب التي شاهدها الجميع خلال لقاءات الريدز الأخيرة، هي تواطئ ماني على الفرعون المصري، فكان الجميع يتسأل لماذا لا يشارك صلاح في اللعب بالكرة؟، لماذا يحاول دائما إقصاءه من كل الكرات وابعاده عن التسجيل؟، ولماذا لم يعاقب كلوب ماني على أفعاله تجاه صلاح؟، فهل يتواطئ كلوب مع ماني ضد صلاح؟، ولكن لصالح من؟، مجموعة علامات الاستفهام تدور حول ما يدور داخل أروقة الريدز.
وبرغم كل التصريحات الإعلامية التي يخرج بها النادي دفاعا عن علاقة الثنائي الجيدة إلا أن الجماهير لم تصدق كل هذا ووصفوه بالهراء، فالعلاقة واضحة وضوح الشمس وهي وصول السنغالي لحالة من الغيرة والحقد لما حققه صلاح خلال الموسم الماضي، والوصول للقمة الأوروبية والإفريقية والعالمية، في محاولة منه لإيقافه عن سلسلة الانجازات والارقام التي يحطمها. ولما أنقلب الأب على أبنه وتخلى عنه في أصعب الفترات التي يمر بها من تذبذب المستوى الواضح عليه منذ بداية الموسم فلم يسجل صلاح سوى هدف وحيد خلال المباريات الخمس الأولى في البريمرليج، ومع تعنت ماني الواضح ضده والمشاكل التي يعاني منها مع الجبلاية، لم يقف كلوب بجانبه في كل تلك الظروف بل بالعكس تحالف مع ماني ضده، فهل يخشى كلوب أنقلاب ماني عليه؟، أم أخطاء صلاح في حق مدربه الكبير، أم تهاون في حق نفسه، هو ما سنعرفه خلال مباريات الريدز المقبلة سواء في البريمرليج أو دوري الأبطال الأوروبي.