”دعم مصر” يقود دفة البرلمان فى دور الانعقاد الرابع
لم يكن إعلان فوز شيخ مشايخ الطرق الصوفية، الدكتورعبد الهادى القصبى، رئيس لجنة التضامن الاجتماعي بمجلس النواب، لرئاسة دعم مصر، مفاجأة لبعض من السياسين، خاصة وأن الائتلاف شهد مؤخرًا العديد من الصراعات الداخلية على منصب الرئيس، وذلك بعد الصراعات التي استمرت فى الدورات البرلمانية الماضية، لتشكيل الائتلاف وتوسيع رقعة أعضائه.
حيث أنه ومنذ اللحظة الأولى توقع الجميع بأن «دعم مصر» سيلقي حضورًا لامعًا لأقوى ائتلاف برلماني على مر العصور، ليستطيع وضع أجندة تشريعية قوية، ويشكل الحكومة جديدة ومناقشة برنامجها قبل منح الثقة البرلمانية عليها، ولكن تغيب المهندس محمد السويدي، رئيس ائتلاف دعم مصر، عن البرلمان فى جلسات منح الثقة للحكومة الدكتور مصطفي مدبولي، نظرًا لسفره إلي خارج البلاد، وتفويض النائب طاهر أبو زيد، نائبه، لقيادة الائتلاف خلال الفترة المقبلة، أثار جدال كبيرًا على الساحة، مما جعله لم يستمر طويلا مع خروج السويدى عن صمته، موضحا أن سفره للولايات المتحدة الأمريكية، السبب وراء الرسالة.
وبعد انسحاب النائب طاهر ابو زيد، من الانتخابات لأسباب غامضة وغير معلنة حتى الآن، تم اختيار الدكتور عبد الهادي القصبي، كرئيس لائتلاف الأغلبية «دعم مصر»، خلفًا للمهندس محمد السويدي، وشهد الائتلاف العديد من التغيرات الجذرية، حيث ظهرت المرأة بشكل أكبر داخل المكتب مما يعنون عن تغير الأوضاع على الساحة السياسية، خاصة وأن التشكيلة القديمة كانت تضم 29 نائبة فقط، ممثلة من رؤساء الأحزاب الموجودة داخل الدعم والتي لها مقاعد قيادية بطبيعة الحالة فى الائتلاف، لكن التشكيلة الجديدة كانت مفاجأة حيث ضمت 60 عضوًا، ودخول الجنس الناعم ليكون جنبًا إلى جنب بجوار الرجل لإصلاح المجتمع وتحقيق آمال المواطنين من التصديق على التشريعات التي تخدم صالحهم.
ولكن ظل السؤال المسيطر على عقول السياسين والمفكرين منذ الـ4 سنوات الماضية، هو المتداول حتى الآن، وهو هل سيلقي ائتلاف دعم مصر الجديد، حضورًا لامعًا لأقوى ائتلاف برلماني على مر العصور، ليستطيع وضع أجندة تشريعية قوية، أمأنه لم يضيف بجديد، وهل مستقبل وطن أصبح المسيطر الوحيد على كافة الأحزاب ليندمج مع ائتلاف دعم مصر.
لم أترشح سوى مرة واحدة
وفى البداية، قال الدكتور عبد الهادي القصبي، رئيس لجنة التضامن الاجتماعي، ورئيس ائتلاف دعم مصر بمجلس النواب، إن ما أثير في وسائل الاعلام مؤخرًا بشأن ترشحي، ثم العودة في قراري ومن ثم الترشح مرة أخرى غير صحيح، مؤكدًا أنه لم يترشح سوى مرة واحدة فقط، وهي التي فاز فيها بالمنصب.
وأشار«القصبي»، إلى أن البعض يأخذ الامور في سياق غير صحيح ظنًا منه أنه على الطريق الصواب، إلا أنه يعمل بذلك على بث الأكاذيب لا غير.
التشريعات البرلمانية
وأكد رئيس لجنة التضامن الاجتماعي بمجلس النواب، على أن ما يشغل الائتلاف في الفترة المقبلة هو التشريعات البرلمانية الجديدة التي سيتم طرحها ومناقشتها على طاولة المجلس في دور الانعقاد الرابع، مشيرًا إلى أن الأمر برُمته سوف يتضح مع بدء عقد اجتماعات الائتلاف، وبحضور الأعضاء للمشاركة في إبداء الآراء وطرح الأفكار، حيث إن الائتلاف يعمل خلال هذه الايام على حصر الأعمال التي سيقوم بها في المرحلة القادمة.
وعن ماهية تلك التشريعات التي سيولي لها الائتلاف أهمية كبرى، كشف «القصبي» أن الائتلاف لم يحدد بعد تلك الماهية، حيث يتم الآن عمل جرد للقوانين والتشريعات المزمع صدورها في دور الانعقاد الجديد، والوقوف عليها لمعرفة رأي التكتلات الحزبية فيها، لافتًا إلى أن الفترة القادمة هي من ستكشف آلية عمل الائتلاف والتشريعات التي ستناقش لتخدم العامة من المواطنين.
وأعلن رئيس ائتلاف دعم مصر، أن المرحلة المقبلة ستشهد كشف الائتلاف لما سيتمكن من القيام به داخل أروقة البرلمان من سن تشريعات أو مراجعة قوانين أو تعديلات، إلى جانب إيضاح الصعوبات التي ستواجه الائتلاف في باقي القوانين، مشيرًا إلى أن الائتلاف يعمل بمصداقية وبواقعية في كافة القضايا ومع الجميع.
جمع الأحزاب المتقاربة فى الفكر
وعلى صعيد متصل، أكد شيخ مشايخ الطرق الصوفية، أن الائتلاف لديه خطة واضحة واستراتيجية قائمة منذ تولي المهندس محمد السويدي، رئيس الائتلاف السابق، للمنصب، وهي جمع الأحزاب السياسية ذات الأفكار المتقاربة وجعلها في كيان واحد يكون له غلبة التصويت في البرلمان، مضيفًا أن ذلك يهدف لسن التشريعات التي ترعى مصالح المواطن البسيط.
تغيرات كثيرة الفترة المقبلة
قال النائب علاء والي، عضو المكتب السياسي لائتلاف دعم مصر، وعضو لجنة الاسكان والمرافق العامة والتعمير بمجلس النواب، إنه تم مناقشة الأجندة التشريعية للبرلمان، والتي من المزمع مناقشتها في دور الانعقاد الرابع، في شهر أكتوبر القادم، خلال الاجتماع الأول لائتلاف دعم مصر.
وكشف عضو المكتب السياسي لائتلاف دعم مصر، عن وجود تغيرات كبيرة في العمل داخل الائتلاف عما كان موجود في السابق، مؤكدًا أنه سيتم عرض الملف التشريعي الكامل للحالة الاقتصادية الموجودة، متابعًا:"الشغل الأيام الجاية مختلف تمامًا عما سبق".
الاستراتيجية القادمة للائتلاف
وأشار "والى" إلي أن ائتلاف دعم مصر، يعمل على استمراره كأغلبية قائمة بأحزابها السياسية المتعددة لتكون لها كلمة عليا بداخل البرلمان، وعلى توحيد الرؤى في اختيار القرار المناسب وتقريب وجهات النظر بين الجميع.
وبشأن توقع حدوث فوارق بين قيادة عبد الهادي القصبي ومحمد السويدي، أوضح البرلماني أن السياسة في قيادة الائتلاف لن تتغير بقدوم رئيس جديد، مؤكدًا أن السياسة واحدة داخل الائتلاف مهما اختلف القادة أو تغيروا.
لم يتم عقد إي إجتماعات بسبب الرئيس
وفي ذات السياق، قالت النائبة شادية الجمل، عضو المكتب السياسي لائتلاف دعم مصر، إن الرئيس الجديد للائتلاف لم يمض على انتخابه سوى عدة أيام، مما كان سببًا في عدم عقد أية اجتماعات حتى وقتنا هذا، موضحةً أن هناك إجتماع في القريب العاجل للوقوف على كافة المتغيرات التي من المقرر مناقشتها.
وأضافت «الجمل» أن الائتلاف يعمل على مشروعات القوانين المقدمة لمجلس النواب، إلى جانب التعديلات في بعض القوانين الأخرى، مؤكدةً أن دور الائتلاف تشريعي خاص بالتكتل الحزبي وتجميع الاصوات داخل البرلمان.
«القصبي» سيسير وفقًا لخطة الائتلاف لا لخطته الشخصية
وأشارت إلي أن السياسة العامة للائتلاف لا يمكن أن يغيرها رئيس، لانها تجمع كافة الأحزاب تحت لواء واحد وفى تعاون مشترك بينهما، ولذلك «القصبي» لن يسير وفقًا لخططه أو موضوعاته بل وفقًا للخطط المتواجدة في الائتلاف، ولكنه يعمل وفقًا لسياسة واحدة تخدم الجميع وتصب في الصالح العام.
توحيد مسار الأعضاء
ومن جانبها، قالت النائبة سولاف درويش، عضو المكتب السياسي بائتلاف دعم مصر، والبرلمانبة عن حزب حماة وطن، إن لكل فترة خطتها التي يضعها الائتلاف للسير عليها، موضحةً أن الخطة في الايام الماضية كانت اختيار رئيس الائتلاف الجديد، متابعةً: "حتى الآن لم نجلس مع رئيس الائتلاف".
وأضافت «درويش» أن الخطة في الايام المقبلة هي عقد اجتماع حُدد له الأسبوع القادم كموعد ﻻنعقاده دون تحديد اليوم حتى الآن، مؤكدة أن خطط الائتلاف تهدف لتحديد الاستراتيجيات وبحث التغيرات التي تطرأ ومعرفة كافة التشريعات الدستورية التي من شأنها أن تُناقش من قبل المجلس.
ولفتت عضو مجلس النواب عن حزب حماة وطن، أن دور الائتلاف قائم على مناقشة التشريعات البرلمانية والقوانين التي تقدم للجان المجلس أو التي تناقش في الجلسات العامة، حيث إن الائتلاف يعمل على تكوين كتلة للتصويت يستطيع من خلاله الأعضاء على إبداء آرائهم وتوحيد المسار وليكون للائتلاف بذلك كلمة مسموعة وسيطرة وتواجد برلماني قوي وملموس.
«التعددية الفكرية هي ما تميز الائتلاف»
وأكدت عضو المكتب السياسي لائتلاف الاغلبية، على أن تنوع الأحزاب السياسية القابعة تحت ائتلاف دعم مصر، وصل إلى المكتب السياسي وغيره من المناصب بالائتلاف، وهو ما يوضح القوة التي يمتلكها، مشيرة إلى أن تلك التعددية والتنوع تطرقت أيضًا لتهتم بدور المرأة في الحياة السياسية، لما لها من دور كبير في ذلك.
وأردفت أن ذلك ظهر جليًا في وجود أكثر من سيدة داخل المكتب السياسي، مثل النائبة عبلة الهواري، وألفت كامل، ومايسة عطوة وغيرهن، إلى جانب التوسع في نشر المناصب على الأحزاب دون احتكارها في أحزاب معينة، فهناك مستقبل وطن، وحماة وطن، والتجمع، إلى آخر الأحزاب المتواجدة بالائتلاف.
الائتلاف متاح لجميع الأحزاب
واختتمت البرلمانية حديثها، قائلة إن اللائحة الداخلية لـ«دعم مصر» لن تمنع من إنضمام أي حزب إليه، خاصة وأنه كان متوافقًا مع باقي الأحزاب في الرؤى والافكار والتوجهات.
لا لاحتكار الحياة السياسية
ومن نفس السياق، قالت النائبة ألفت كامل، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، إن الحديث عن أن ائتلاف دعم مصر يسعي إلى احتكار الحياة السياسية فى مصر، عار تمامًا من الصحة، لأن مهمة دعم مصر الوحيدة ما هو إلا العمل تحت قبة مجلس النواب، وذلك من خلال الحياة التشريعية والنيابية التي تساعد على تخفيف العبء عن المواطن البسيط.
وأعلنت «كامل»، عن خطة «دعم مصر»، خلال الفترة المقبلة، وذلك من خلال العمل على 3 محاور فقط، والتي تتمثل فى ملف الاستثمار، والتعليم، والصحة، مشيرًا إلي أن تلك الملفات هى من دعا غليه الرئيس عبد الفتاح السيسي من أعلى منصات منؤتمرات الشباب للإهتمام بها خلال الفترة المقبلة.
وأكدت عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، أنه حتى الآن لم يعلن رئيس الائتلاف عن اختياره 8 نواب له فى رئاسة الائتلاف لاكتمال هيئة مكتب الائتلاف، ولكن من المتوقع أن يكون ذلك قبل بداية دور الانعقاد الرابع للبرلمان.
تخفيف العبء عن المواطن البسيط
وقال النائب عماد حمودة، عضو مجلس النواب، إنه حتى الآن لم يتم الإعلان عن اجتماع لاختيار نواب رئيس الائتلاف، وذلك لاكتمال هيئة المكتب، مؤكدًا أنه سيتم عقد اجتماعًا قبل مطلع دور الانعقاد الرابع.
وأوضح «حمودة»، أن الائتلاف يعمل على إحداث طفرة لسن عدد من التشريعات المامة والانتهاء من المشروعات التي تساعد على تخفيف العبء عن المواطن البسيط، ومن أبرزها قوانين الإدارة المحلية، والأحوال الشخصية، والإجراءات الجنائية، والإيجار القديم، والعنف ضد المرأة.
التعليم والمرأة أبرز الملفات
وقالت النائب مايسة عطوة، عضو لجنة القوى العامله بمجلس النواب، وعضو المكتب السياسي لائتلاف دعم مصر)ائتلاف الأغلبية)، إنه حتى الآن لم يتم تحديد الموعد النهائي الخاص بالاجتماع المقبل، ولكن سيتم عمل ثورة تشريعية بكافة المجالات، خاصة وأن الشارع المصري فى حاجه إلي التشريعات التي تساعد على تخفيف العبء عنه ومساعدته.
وأوضحت «عطوة»، أن من المقرر ان يتم إصدار قوانين العنف ضد المراة والأحوال الشخصية، والقوانين الاقتصادية على سبيل المثال الإيجار القديم والتصالح فى بناء المخالفات، بالإضافة إلي قانون الإدارة المحلية، كما سيتم تنظيم عدد من الجولات الميدانية للمدارس للاهتمام بالملف وذلك بناءً على توجهيات الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك بالتزامن مع بدء الفصل الدراسي الجديد.
الأحزاب تندمج تحت عباءه مستقبل وطن
وأشارت عضو لجنة القوي العاملة بمجلس النواب، إلى أن التعاون الذي بين حزب مستقبل وطن وبين الأئتلاف، ليس جديد كما أنه واضح منذ فترة طويلة، وذلك من أن أعلن الحزب عن الاندماج مع حملة كلنا معاك من اجل مصر، ولذلك فليس هناك أي نوع من سيطرة الحزب على الائتلاف.
وأكدت عضو المكتب السياسي لحزب مستقبل وطن، أنه اذا حدثت سيطرة من قبل الحزب الشبابي فبالتأكيد سيكون فى صالح الدولة المصري والمواطن وليس فئة معينة، لافتة إلى أنه من الممكن أن تتجدد الدعوات السابقة بشأن تحول الائتلاف إلى حزب سياسي الفترة المقبلة.
واختتمت البرلمانية، حديثها قائلًة إن الاجتماع المقبل هو من يحدد المصير النهائي للائتلاف وتوجهاته السياسية، ليندمج كافة الائتلاف تحت عباءة حزب مستقبل وطن، أم سينشأ أحزاب قوية بمفردهم لمنافسة كل منهم الآخر.