الرئيس أعاد مصر لإفريقيا.. وحوّلنا من دولة مستبعدة إلى رئيسة لاتحادها
الإمكانات المادية العائق أمام دعمنا الزائد للقارة.. وأغلب الأزمات أوشكت على الانتهاء
«التعليم العالى» استجابت لتوصياتنا بزيادة المحتوى الإفريقى فى المناهج.. و«التعليم» تجاهلت
شهدت العلاقات المصرية الإفريقية فى الآونة الأخيرة، حالة من عدم الاستقرار يرجع هذا إلى غياب مصر عن الساحة الإفريقية لسنوات طويلة، وإهمال للملف بشكل كامل، ولكن خلال هذه الأيام استطاع الرئيس عبد الفتاح السيسى بمجهودات عظيمة، أن يعود بمصر إلى القارة مرة أخرى، وينهى أغلب الأزمات، وينتج عن هذا ترأس مصر للقارة الإفريقية من خلال الاتحاد الإفريقي فى عام 2019.
قال الدكتور محمود يحيى وكيل الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن وأمين سر لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب، إن الجلسات الأولى فى البرلمان، تحظى بحرص عدد كبير من النواب لحضورها، ويكون لديهم حماس وشغف كبير للعمل، وأن هذا الدور سيشهد الكثير من المجهودات بشكل عام وعلى المستوى الإفريقى بشكل خاص.
وإلى نص الحوار..
ماهى المحاور التى أعدها نواب اللجنة للعمل عليها فى دور الانعقاد الحالى؟
أهم الأهداف الرئيسية لدينا داخل لجنة الشئون الإفريقية والتى تحظى باهتمام كبير، هو تقريب وتوطيد العلاقات بين مصر والقارة السمراء بشكل عام، وتفعيل الأفكار التى ستحقق هذه الأهداف أهم كثيرًا من خلق أفكار جديدة، حيث أن تفعيل الأفكار هو الذى سيأخذنا خطوة تلو الأخرى إلى الأمام فى توطيد العلاقات.
ما هى الملفات التى تعدها اللجنة على المدى القريب؟
تُعد اللجنة عدة ملفات مع عدد من الوزارات، بعضها سيتم تنفيذه على المدى القريب، والبعض الآخر سيحتاج مزيد من الوقت لإتمامه، وأولها هو التواصل القوى والمستمر مع جميع سفارات الدول الإفريقية فى مصر، وخلق جسور تواصل دائمة بيننا وبينهم، ونسعى أيضًا إلى عقد لقاءات مع عدد من رجال الأعمال المصريين لفتح آفاق جديدة فى أبواب التجارة بين مصر والقارة، خاصة وأن الأخيرة تضم من المواد الخام المؤهلة للصناعات الكثيرة، والتى لا تتمتع بيها الكثير من القارات الأخرى.
ماذا عن التواصل الثقافى والعلمى على المستوى الإفريقى؟
بعد دراسة اللجنة للمناهج التعليمية فى مصر؛ لاحظنا أنها تتناول الشأن الإفريقى بشكل سطحى، وتغفل عن الدور العميق الذى بدوره يقوم بالربط بين الأجيال والقارة السمراء، ووجدناها تذكرها على استحياء حتى فى المواد المتعلقة بهذا الشأن مثل "الدراسات الاجتماعية، والجغرافيا" وغيرها، ولذلك قمنا بكتابة بعض التوصيات وتواصلنا مع وزارة التعليم لتدارك هذا الأمر، وإعادة صياغة المناهج بشكل تناغمى يعمق العلاقة بالتناسب مع أعمار الطلاب، ليكون الطالب الجامعى مدركًا لانتماء مصر للقارة الإفريقية بحانب انتماءه العربى والإسلامى.
ما الخطط التى تريد أن تنفذها بعد فوزك بمنصب أمين سر اللجنة؟
لن يتحقق أى إنجاز بجهد فردى ولكن سيأتى بمجهود مشترك من جميع أعضاء اللجنة، حيث أنهم أصحاب خبرات كبيرة فى هذا المجال، ونحن نعمل جاهدين من أجل الإضافة للملف وكأننا نبدأ من أول السطر، خاصة وأن اللجنة مستحدثة ولم تكن موجودة من قبل ولهذا فبإمكاننا أن نقول إننا فى مرحلة التأسيس، ولذلك نقوم بالتواصل مع الجهات المعنية المختصة بالأمر متمثلة فى وزير الخارجية ونواب وزارته، ووزير التعليم العالى وغيرهم، وتم الاستجابة لتوصيات اللجنة فيما يخص مناهج التعليم بالجامعات على عكس وزارة التربية والتعليم كانت استجابتها أقل من التعليم العالى.
هل نسبة التفاعل بين اللجنة والجهات المعنية جيدة؟
الأمر ليس سهلاً ويحتاج المزيد من الانسجام بين اللجنة والجهات والوزارات المختصة، ولكنى أرى التناغم يزيد مع الوقت، وكل يوم يمر نخطو خطوة إلى الأمام، حتى ولو كان الأمر بطىء ولكنه إيجابى.
هل ما زالت أزمة سد النهضة تؤثر على العلاقات المصرية الإفريقية؟
توجد نجاحات كثيرة للقيادة السياسية فى الملف الإفريقى من خلال الجهود العظيمة التى يقومون بها، وهذا الشىء ملموس وواضح وضوح الشمس، خاصة بعد تحولنا من عضو مستبعد من الاتحاد الإفريقى إلى رئيس له بداية 2019، وهذا دليل على رجوع مصر بقوة إلى القارة، وهذا كله يعكس مدى وعى الرئيس عبد الفتاح السيسى، وسعيه الدؤوب لعودة مكانة مصر الإفريقية وزيارة عدد من الدول فى القارة.
-ما العائق أمامكم فى الملف الإفريقى؟
العائق الكبير هو الإمكانات المادية، خاصة وأن إفريقيا قارة أغلب دولها فقيرة رغم أنها مليئة بالموارد الطبيعية، ولكن إنتاجها ضعيف، والأمر يحتاج بعض المساعدات المادية إلى بعض الدول، وهذا الأمر غير متاح فى الوقت الحالى لما تمر به مصر من ظروف اقتصادية، ولكننا نسعى ونحاول بقدر الإمكان لدعم هذه الدول فى حدود الإمكانات المتاحة، وسنظل دائما نحاول دعم الدول الإفريقية فى التقدم والنهوض كما كانت مصر تفعل مسبقًا.
هل غياب مصر عن القارة السمراء لفترات معينة أثر على العلاقة مع دولها بالسلب؟
قطعًا، فانقطاع مصر عن القارة لسنوات؛ جعلها تفقد ريادتها عليها، وجعل بعض الدول الأخرى تحل محلها، ومن بينها دول لا تحب مصر وتعمل على هدم مصالحها، ولذلك فإن عودتنا إلى القارة لم تكن سهلة، وتطلبت منا الكثير من الجهود والعمل للرجوع إلى مكانتنا وإبعاد من حاول السيطرة على مكاننا خلال فترة غيابنا لسنوات عن المشهد الإفريقى، وكل هذا كان يؤثر على ملف سد النهضة، والأزمة المثارة حوله.
هل تؤثر الرياضة على العلاقات المصرية الإفريقية؟
بالتأكيد.. الرياضة لها دور كبير فى توطيد العلاقات بين الدول وتوفر الكثير من الخطوات بين الشعوب، وتصدير صورة عنها من خلال الشخص الرياضى وسلوكه وأخلاقه مثل "محمد صلاح", وأتمنى من الجهات المعنية استثمار مثل هذه الأمور, خاصة وأن الظروف فى الوقت الحالى تساعد على هذا فمصر والرياضة فى مصر تخطو خطوات للأمام.
ما هو تقييمك للإعلام فى مصر؟
الإعلام هو أخطر الأدوات، وإن لم يستثمر بشكل إيجابى سيدمر كل شىء، ولا أحد يستطيع أن ينكر أن بعض وسائل الإعلام صاحبة أغراض وهدفها الوحيد هو جذب المشاهد دون الاهتمام بالمصلحة العليا، ولكن هناك على الصعيد الآخر نسبة تهتم بمصلحة البلد وتدعمها وتقف بجانبها خاصة وأن هذا سيؤثر على السياحة والاستثمار وصورة مصر بالخارج.
-هل الجانب التشريعى أثر على الأداء الخدمى للنائب فى دائرته؟
هذا هو المفهوم الخاطئ الذى يفهمه الناس عن النائب يجب أن يتغير، حيث أن النائب عمله يكون فى المقام الأول تشريعى وليس خدميا، ولكن المواطن من حقه أن يطلب خدمات، ولكن المرحلة الحالية مختلفة تمامًا، وتطلب الكثير من الجهد التشريعى ووضع عدد من القوانين وهذا بالطبع أثر على الجانب الخدمى، وكان النصيب الأكبر للجانب التشريعى خاصة أنه من الممكن أن يقوم تشريع واحد فقط بخدمة ملايين من المواطنين.
متى سنرى الاستعداد للانتخابات المحلية؟
قامت اللجنة التشريعية بمجهودات كبيرة لإعداد قانون الانتخابات المحلية، وأصبح جاهزا للعمل به، ولكن انتخابات المحليات لا تتوقف فقط عند قانون المحليات، ولكن هناك جزءا كبيرا بقانون المحليات الجديد يستلزم بالضرورة تغييرات قوية جدًا وجوهرية فى طريقة تعامل مؤسسات الدولة مع بعضها وتغيير فى الإدارة المحلية بشكل عام، وأظن أن هذا هو السبب الرئيسى فى التأخير وليس القانون، حيث أن القانون الجديد يدعم اللامركزية المالية والإدارية، وبالتالى هذا يستلزم جاهزية كاملة لبعض الوزارات مثل وزارة المالية، والتنمية المحلية، حتى تنجح التجربة، خاصة وأن اللامركزية فى القانون تنص على أن كل محافظة قائمة بذاتها وتقوم بالتنسيق مع وزارات الدولة، وهذا نظام يتبع للمرة الأولى ولذلك الاستعجال فى الأمر قد يضر أكثر مما ينفع، ولكن هناك عملا على هذا الأمر فى أقرب وقت.
ما هى الأجندة الحزبية التى يطمح حزب مستقبل وطن فى تحقيقها بالبرلمان؟
بعد التغييرات الأخيرة التى طرأت على الحزب وتوسيع قاعدته، أصبحنا نملك طموحات كبيرة عن ما سبق، ونأمل فى تحقيق الكثير ولكننا كنا نصب تركيزنا فى المرحلة السابقة حول انتخابات اللجان النوعية، وحصدنا عددا كبيرا وسيكون هذا بداية لدور قوى وواسع فى القادم.