أمال فى دعوى الخلع: ”أخد عفشى وراح اتجوز عليا”
"غدًا ستبتسم الحياة".. مقولة لم تعد تراود صاحبة هذه المأساة، ولم تعد تؤمن بها، فقد كانت تحمل من اليأس ما يكفى المئات غيرها هكذا بدا على ملامح وجهها.. فقد تحطمت كل أمالها على غدر زوج، أجبرها على اللجوء إلى المحاكم طالبة النفقة تارة، وأخرى تتهمه بتبديد وسرقة منقولاتها الزوجية، حتى ملابسها.
قالت الزوجة وتدعى "أمال" 35 سنة،: ولدت لأسرة فقيرة، فقد كان والدى مؤذن المسجد المجاور لبيتنا وكانت أمى تقوم ببيع الحلوى للصغار أمام المنزل، وكان لى شقيق أصغر منى فى العمر، لم نكن نعيش حياة مرفهة كبقية الأطفال، بل كبرنا على التحمل والصبر وأننا لا نملك من العيش إلا الفتات.
وتابعت الزوجة باكية، اعتدت على الصبر منذ صغرى، وعلى الفقر، وقلة العيش، ولما كبرت وأصبحت فتاة فى عمر المراهقة كن الفتيات من حولى يفصحن عن مشاعرهن أمامى ولكنى لم أجرؤ لشعورى بأننى لا أضاهيهن، وكنت أمنى نفسى بأن الحياة ستكون أفضل ولكن كان هذا محض ظن لم يرتق للحقيقة، فبعد أن أصبحت فى سن الزواج توفى والدى وتركنى أنا وأمى وأخى الأصغر، حينها زاد سواد الحياة فى عينى، وكان دخلنا هى تلك "اللوحة الصغيرة" "البترينة"، التى تبيع عليها أمى الحلوى للصغار ومعاش والدى.
وأضافت الزوجة بعينين تملؤهما الدموع، كنت أعاون أمى فى أعمال البيت، فيما كانت هى تدخر من راتبنا الضعيف كل ما تستطيع إدخاره بغرض "تجهيزى"، وكانت كل حين تقوم بشراء مستلزمات جهازى، كانت تحرم نفسها من أجلى ومن أجل أن أكون مثل صديقاتى ولكن حينها لم يكن قد آن أوان الزوج المنتظر، وطال الانتظار.
وصمتت للحظات، ثم أكملت، وبعدها بفترة جاء أحد الجيران لوالدتى ليخبرها بأن هناك شابا يريد "زوجة"، وقام الاثنان بالتجهيز للمقابلة الأولى، كنت حينها سأجن من السعادة وبالفعل حضر "العريس"، بصحبة والدته، وجلسنا سويًا نتبادل أطراف الحديث لكى يحدث القبول، وبعده جاءنا اتصال هاتفى من جارنا يخبرنا بأن "عادل"، موافق بعدها بدأت أمى تشترى كل ما تطاله يدها لتجهيزى وقامت من أجل ذلك بتكبيد نفسها مبالغ طائلة والاستدانة من الجميع وشراء مستلزماتى بالقسط من التجار.
وأكملت أمال حديثها،: تمت مراسم الزواج، وما هى إلا أيام حتى ظهر طبع الزوج، فقد كان رجلا فظا سىء الخلق، لا يكف عن الاقتراض من الجيمع رغم أن راتبه لم يكن بسيطًا، ولكنه كان مبذرًا أشد تبذير.
وواصلت وكلماتها تفصح عن حسرتها،: ثم بدأ هو بمعايرتى بفقرى وأننى لست جميلة ولست مثل بقية النسوة، زادت معايرته لى وسوء معاملته ولكنى حينها لم أكن أدرى كيف أتصرف بعد إن شاء الله وأصبحت حاملا منه، فكنت أمنى نفسى بأنه سيتغير وأن الصبر سيأتى بثمار طيبة ولكننى كنت مخدوعة.
واستطردت أمال، ولدت بعد أن مرت الـ 9 أشهر كئيبة وأنجبت ولدا، سماه أبوه "سعيد"، ولكنه لم يكن كذلك، ومع كثرة مشكلات الزوج وكرهه لى؛ قررت أن أعود لبيت والدتى لعله يشعر بأننى بشر ولكى يغير معاملته، ولكننى فوجئت بكارثة أفقدتنى شعورى.
وقالت: أثناء مكوثى ببيت والدى مع والدتى المسنة- والتى بلغ منها المرض مبلغه- جاءنى اتصال هاتفى من أحد الجيران يخبرنى بأن زوجى قد أخرج جميع عفشى من مسكن الزوجية إلى مكان غير معلوم.
وأضافت الزوجة، أخبرت والدتى وأسرعت لشقتى لأتفقد الأمر وللأسف كان الاتصال حقيقيًا، فعندما توجهت للمنزل لم أجد فيه شيئا فقد أخذ كل عفشى وأجهزتى الكهربائية حتى ملابسى لجهة غير معلومة، وحينما سألت الجيران أخبرونى بأنه كان بصحبته سيدة صعدت معه للشقة ثم قاموا بجمع الأجهزة بصحبة مجموعة من الرجال وخرجوا.
وتابعت أمال: صدمت ولم أدر ماذا أفعل؛ فقررت الاتصال به وسؤاله، وكانت الصدمة أنه قد تزوج على وأحضر زوجته الجديدة لتختار من شقتى ما تحتاجه من مستلزمات، فقد جاءت الزوجة لتجهز نفسها من ما أملك وما اشترته لى والدتى من شقائها وحرماننا أنا وأخى.
واستمرت فى حديثها: عدت للبيت باكية، وعندما علمت أمى بالخبر زاد عليها المرض والحزن على حال وما وصلت إليه وما هى إلا أيام حتى صعدت روحها لرب كريم، وتركتنى وحدى دون أن تخبرنى ماذا على أن أفعله حتى وكيف أتصرف.
واشتد بكاء الزوجة،: وحينما قررت إقامة دعوى قضائية اتهمه فيها بتبديد وسرقة منقولاتى الزوجية، ومن ثم أقمت دعوى نفقة لكى يصرف على وعلى نجله الطفل الرضيع، وتوجهت إلى محكمة الأسرة بالزقازيق لإقامة دعوى نفقة، طالبت فيها بنفقة 3 آلاف جنيه.
موضوعات متعلقة..
ربة منزل في دعوى ”خلع”: زوجي مدمن هيروين