رونالدو يغير العالم.. كرة القدم أصبحت شطرنج في إسبانيا
رغم بلوغه الـ33 عامًا، واقترابه من إنهاء مشواره، إلا أنه يستطيع تغيير ما حوله بسرعة البرق، فتتوقف الساعات مع رحيله، وتزدهر الزهور بقدومه، هو قاهر الإنجليز، وممزق شباك الإسبان، ومحطم آمال الطليان، هو السير والدون «كريستيانو رونالدو».
"دوام الحال من المحال".. بهذه الكلمات نبدأ رواية تبدو حزينة في نسختها الحالية، فالعالم يتغير بسرعة مذهلة، كل ما حولنا يبدو مختلفًا عن العام الماضي، كل يومٍ لا يشبه ما سبقه، حتى في عالم الساحرة المستديرة، الأمر تغيّر كثيرًا، فمَن منا لا يعشق مباراة الكلاسيكو بين كتالونيا ومدريد، ولكن حتى هذه المرة اللقاء بارد وجاف يشبه فصل الخريف، فكل هذا تغير بسبب رحيل الأسطورة الحية كريستيانو رونالدو.
مباراة ساكنة بدون رونالدو
فنحن الآن بداخل ملعب الكامب نو، معقل برشلونة، نقف بعيدًا لنشاهد الكلاسيكو داخل المستطيل الكبير، نرى كرة هنا وأخرى هناك، وجماهير صامدة، لكن الأمر غريب هذه المرة أين هو الغريم التقليدي؟ أين ذهب السير؟، هل ترك منافسه وحيدًا؟، وغادر فريقه لينهار؟، الجماهير تهتف وبقوة يا رونالدو.
ميسي في حال يرثى له بعد رحيل السير
في المشهد التالي ميسي يجري بالكرة، ولكن ينظر بجانبه لم يجد الدون الذي ارتبط اسمهما في سنوات عدة كأكبر منافسين في العالم، فيتذكر كم مرة وقفا سويًّا على منصّات التتويج، وكم مرة تسابقا على الأهداف، حتى تضيع الكرة تحت قدمه، ولا تفيقه سوى صافرة الحكم، وهو ساقط على الأرض، ليتذكر رحيل منافسه الأوحد إلى أرض الطليان، ليقول في نفسه يا لها من قاسية هي كرة القدم.
رحيل الدون يوحّد جماهير القطبين
ولكن هنا في هذا المشهد نشاهد ولأول مرة جماهير الملكي والكتالوني يدًا واحدة، تتفق وتثور على أمرٍ واحدٍ، يا لها من دهشة كبيرة، فمنذ نشأة الفريقين ولم نجد تحالفًا كهذا من قبل، ولكنه يبدو اتفاقًا غريبًا من نوعه؛ فقد تحالفت الجماهير على مدربيها وانقلبت الطاولة، فاعتبروا هذه المباراة مصيرية؛ مَن يفوز بها هو مَن يستحق الاستمرار؛ فاللقاء يعد المباراة الفاصلة لكل مدرب داخل قلعته، نظرًا للنتائج السلبية التي يحققها الفريقان منذ بداية الموسم؛ حيث يحتل ريال مدريد المركز الرابع في ظل تقديمه مستوايات سيئة منذ انتقال رونالدو ليوفينتوس الإيطالي، وانخفضت أسهم المارينجي في السوق الإسبانية، وعلى الرغم من الصفقات التي جلبتها الإدارة لتعويض غيابه، إلا أن رحيله ترك أثرًا كبيرًا في نفوس الجماهير وفي الملعب نفسه. أما في برشلونة الذي يحتل المركز الثاني رغم هبوط مستوى غريمه التقليدي، فكانت للجماهير الكتالونية آمال كبيرة على الفريق، خاصة عقب رحيل رونالدو وحالة الانهيار التي يمر بها ريال مدريد، إلا أن حالة الانهيار والتوهان أصابت نعش فريقهم، وبات يقدم نتائج ومستويات سيئة في المسابقة؛ ما جعل الجماهير تعلن حالة العصيان على مدربهم.
مباراة الشطرنج بين لوبيتيغي وفالفيردي
وخلال هذا المشهد نجد مباراة خاصة بين جوليان لوبيتيغي، مدرب الفريق الملكي الحالي، ونظيره في برشلونة، إرنستو فالفيردي، ولكن هذه المرة المباراة ليست كمباريات كرة القدم ولكنها تبدو كأنها مبارزة في الشطرنج؛ كل منهما يسعى لإطاحة الآخر، ليستكمل مشواره مع فريقه لكي ترضى عنه الجماهير الغاضبة.
كلاسيكو بلا أضواء
ولأول مرة في تاريخ الكلاسيكو تنخفض الأضواء، وتتلاشى الأنوار ويبتعد الإعلام؛ فمنذ رحيل رونالدو عن الفريق الملكي، وبات الديربي باهتًا، لا تخلله المتعة والشراسة والمنافسة المعتادة، ما جعل القنوات الناقلة للقاء تبتعد شيئًا فشيئًا عن تغطية المباراة، حتى انسحبت 23 قناة من سباق بث المواجهة، وكان السبب الأبرز هو رحيل الأسطورة.
مباراة مثيرة والفائز مجهول
يا لها من مباراة غريبة أحداثها غير واضحة؛ فالجماهير لا يرضيها سوى الفوز، فتعتبرها لقاء في أحد النهائيات الذي لا يقبل القسمة على اثنين، كما هي مبارزة حرّة بين كل مدرب يسعى لاستكمال ما بدأه مع فريقه، أما بالنسبة للاعبين تملأهم الذكريات التي تخص مثل هذه اللقاءات، فأين ذهب هتاف الجمهور لرونالدو وميسي، وأين هي منافسة الجماهير على الصياح بنجمهم الأبرز، كل هذا تغير بسرعة مذهلة، ولكن مَن سيفوز ويعزز بقاءه في منصبه هو ما سنراه خلال المباراة المقرر انطلاقها في السادس والعشرين من أكتوبر الجاري، في كلاسيكو الأرض، في الساعة الخامسة والربع، على ملعب الكامب نو، ضمن مواجهات الدوري الإسباني.
موضوعات متعلقة..
رئيس رابطة الدوري الأسباني عن رحيل ”رونالدو “: لم يؤثر علي « الليجا »
أفضل لاعب كرة قدم في العالم يتحدث عن علاقته برونالدو وميسي