”غدر الحليف“.. تميم يحاول الإطاحة بالخليفة أردوغان
«قطر تتخلى عن تركيا».. بتلك العبارة القصيرة، تزين موقع التدوينات الصغيرة "تويتر" خلال الساعات القليلة الماضية، إذ هاجمَ عدد من النشطاء، الأمير القطري، تميم بن حمد، بسبب التجاهل التام الذي يمارسه اتجاه الحليف الأول لبلاده رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، ومخالفته للعهود التي قطعها على نفسه خلال اجتماعه مع الرئيس التركي، والذي صرح فيه بمد العون والتمويل بمبالغ مالية خلال الأزمة الاقتصادية التي تعيشها أنقرة.
تمويل الإرهاب
وليس جديدًا على الدولة القطرية أن تتخذ هذا الأسلوب من التعامل مع أقرب الدول لها، ففي السنوات الماضية وُصفت قطر بالتآمر ودعم الجماعات الإرهابية في المنطقة العربية، وذلك يأتي من خلال السعي وراء تحقيق مصالحها ومطامعها وزعزعة أمن واستقرار الدول التي بجوارها في المنطقة.
و كالعادة أظهرت الدوحة علامات التخلي عن أى حليف لها لكي تحقق مرادها، وهذا يظهر من خلال التعامل التي ظهرت به مع تركيا في الأيام الماضية، ففي البداية أعلن القطري تميم مساعدة أردوغان في الظروف الاقتصادية التي تمر بها، ورغم الوعود التى قطعتها الدوحة لدعم تركيا التى أنهكتها الأزمة الإقتصادية الأخيرة ، الا أنها لم تقدم للحليفة أكثر من الوعود، وهو ما دفع العديد من المغردين لإطلاق هشتاج " قطر تتخلى عن تركيا " الذى تصدرموقع توتير.
نكران الجميل
لم يحتفظ الرئيس القطري، تميم بن حمد، بالجميل الذي قدمته تركيا من مساندات للدوحة، خلال الفترة التي تأثرت بها الاقتصاد القطري من المقاطعة التي شنتها الدول الأربعة ضد بن حمد، بسبب التمويلات التي تقدمها للجماعات الإرهابية، والطرق المخالفة التي تسير فيها من أجل تحقيق الأهداف على حساب الدول العربية.
وفي هذا الصدد علقت صحيفة "تقويم" التركية، أن أنقر قدمت العديد من الدعم للدوحة، على مختلف الأصعدة، وبالتحديد على خلفية مقاطعة دول الخليج لقطر، بسبب "دعمها الإرهاب وتدخلها في شؤون الدول الأخرى وعلاقاتها مع إيران".
وقالت الصحيفة، إن تركيا سيّرت عشرات رحلات الشحن الجوية إلى قطر ووقفت معها جنبا إلى جنب خلال المقاطعة، إلا أنه يجب الاعتراف بأن حكومة قطر تتجاهل الآن الوضع في تركيا ولا تقدم الدعم السياسي والإنساني اللازم، متسائلة: «أهكذا تكون الصداقة؟».
مواجهة القوى العظمى
الجميع لا ينسى العقوبات الاقتصادية التي فرضها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على أنقرة، وذلك على خليفة احتجاز القس " أندرو برونسون" في تركيا، وبالفعل عاشت أنقرة في تلك الفترة حالة متدهور من الاقتصاد، وانخفاض كبير لليرة التركية مقابل الدولار والعمالات المختلفة في السوق العالمية، حتى كاد أن يستسلم الرئيس التركي لعقوبات الأمريكي ترامب، ويتوجه لحل الأمور، ولكن الأمور تغيرت تمامًا بدخول القطري "بن تميم".
عقب التضيق الكبير الذي مارسه الرئيس الأمريكي، على تركيا، ظهر الأمير القطري تميم، متمثلًا في دور الحليف الأول لتركيا، ودفع أردغان على مواجهة أمريكا من خلال الوعود الذي قطعها على نفسه من تقديم اموال قطرية لدعم الاقتصاد التركي، والصعود بالليرة التي تدهوت، حيث وعد خلال هذا اللقاء المنعقد في أنقرة، بتقديم الدعم إلى تركيا بمبلغ يصل إلى 15 مليار دولار، وأهدى بن حمد، طائرة هدية للرئيس التركى رجب طيب أردوغان، ولكن بمرور الوقت لم تقدم قطر لتركيا أكثرمن الطائرة.
جنة اسطنبول يسكنها أثرياء الدوحة
الهشتاج الذي تصدر موقع التواصل الاجتماعي اليوم، لم يعبر به النشطاء من فراغ، بل هناك العديد من الأسباب التي دفعتهم للجوء إلى ذلك، ولعل أبرزها هو استغلال الأمير القطر وأثريا الدوحة، الأزمة الاقتصادية التي تعيش في أعماقها تركيا، في شراء القطور التي القصور التي تطل على نهر البوسفور في اسطنبول، -والتي يرجع أصل العديد منها إلى الدولة العثمانية- بأسعار رخيصة جدًا، الأمر الذي يبن مدى تفكير القطريون في السيطرة على تركيا، من خلال الاستثمار دون الدفع بالمبالغ الباهظة التي تؤثر على الاستثمار القطري.
وعدم ضخ الأموال فى السوق التركية كما وعدت قطر، تسبب في إصابتها بارتباك حاد، حسبما ذكر الغردين، مؤكدين: أن أحد أسباب هذا التراجع هو فرض أمريكا عقوبات ضد أنقرة، من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الأمر الذى مثل صدمة للرأى العام والإعلام التركى.
موضوعات متعلقة:
أردوغان على حافة الهوية.. وقطر تستغل السقوط
خطاب أردوغان.. وقت المصالح الكل يتصالح