بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

”بين الحقيقة والخيال”.. الأحزاب تبحث عن القائد المنقذ لتحقيق حلم الائتلاف

كتب : سارة محمود

يقف الرئيس عبد الفتاح السيسي على منصته في معظم مؤتمراته للدعوة إلى تشكيل ائتلاف للأحزاب المصرية، لتكون بمثابة إثراء للحياة السياسية في مصر عسى أن تتقدم بتلك الوسيله البسيطة والتي من السهل تنفيذها، وأمام الرئيس ترفع الأحزاب بأكملها شعار التوافق والموافقة على هذا الرأي السديد، لكنّه وبعد انتهاء المؤتمر تعود الأمور كسابق عهدها دون حتى التفكير في تكوين وإنشاء هذا الائتلاف.

 

صراعات واشتباكات بين الكبار، تلك التي تتسبب عادة في إشعال الفتنة بين الأحزاب، لم تكن تلك الأزمات من أجل الظهور بشكل أفضل أو حتى التطوير من أنفسهم، لكنّها كانت دائمّا على من يتقلد منصب الائتلاف، والذي سيكون ضمن مناصب الكبار الهامة في الدولة، فالصراع سيظل قائمّا ولن يتم تحقيق الفكرة على أرض الواقع حتى يتفق الكبار على شخصية واحدة لقيادتهم.

 

في هذا التقرير نستعرض أبرز آراء رجال الأحزاب المصرية، فما بين الاعتراض على الفكرة من الأساس وآخر يرى أنّ المشاكل ستظل قائمة ولن يتواجد ائتلاف على الأرض مطلقّا وآخيرّا فقليل من يفكر في التشكيل .

 

ولكن على الرغم من دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي،  بتبني حملة الدمج بين الأحزاب السياسية، وتوافق هذه الأحزاب في الرأي على فكرة الدمج وكما أنهم مرحبيين بها منذ أن تم الإعلان عنها من قبل رئيس الجمهورية، إلا أن الرد على إعلان بعض الأحزاب عن سلسة اجتماعات بمشاركة بعض من الأحزاب القوية ومنها حزب مستقبل وطن والمصريين الأحرار والتجمع والمؤتمر والإصلاح والتنمية، وكل ذلك حسب ما نُشر على الصفحة الرسمية للأحزاب ومواقع الوسائل الأعلامية، كان قويًا رافضين كل هذه الاجتماعات.

 

فكرة الحزب الواحد لن تعود إلي الحياة مرة آخرى

وفى البداية، قال خالد العوامي، المتحدث الإعلامي لحزب الحركة الوطنية، إن الحزب بالفعل شكل تحالف حزبي يضم أكثر من 50 حزب، وذلك بهدف توحيد الصفوف بين الاحزاب وتكاتفهم يدًا واحده، ولدعم الدولة المصرية، وذلك وفقًا للدستور والقانون المصري.

وأوضح "العوامي"،  أن كافة الآحزاب لديها الحق الكامل فى أن تقبل دعوات الرئيس عبد الفتاح السيسي فى دعوات الدمج أو أن تقوم برفضهم، مشيرًا إلي أن الأتحاد قوي كلما تتوحد الافراد إلي جماعات  كلم كانت أعمالها أكثر تنظيمًا وقوي، وبالتالي تم بالفعل شكيله بداخلة أحزاب صغيره.

وأضاف المتحدث الأعلامي لحزب الحركة الوطنية، أن أي عمل جماعي به رؤي مختلفة يعمل دائمًا فى مصالحة الوطن، فما بلا شك بأنه سيكون العمل ناجح، مؤكدًا أن ائتلاف الحزب هو الوحيد الذي تبلور بالفعل علي أرض الواقع، ولذلك فهدفنا هو خوض الانتخابات المحلية المقبلة.

وأشار إلي أن زمن الحزب الوحد لن يعود مرة آخرى إلي الحياة السياسية، خاصة وأن جميع الأحزاب تقف تحت هدف واحد، وهو دعم الدولة المصرية، متوقعًا حدوث طفره ائتلافات حزبية الفترة المقبلة، لعدم احتكار الحياة لذاته.

 

التعددية الحزبية تؤثر بالسلب على الساحة السياسية

ومن جانبه ، وصف ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل، فكرة تشكيل ائتلافات حزبية بين الأحزاب المتقاربة والتي تحمل نفس النهج والمبادئ، بـ"الجيدة"، مشيرًا إلى أنها تعمل على إنهاء الأزمات المفتعلة الآن على الساحة السياسية؛ بسبب التعددية الحزبية وعدم تلبية دعوات الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي دعا إليها أكثر من مرة من أعلى منصات المؤتمرات الشبابية.

وأضاف "الشهابي"،  أنه رغم التعددية الحزبية التي تتجاوز الـ104 أحزاب على أرض الواقع، إلا أن هنك أحزابًا قانونية بالفعل تمارس نشاطها الحزبي، مشيرًا إلى أن ليس كل الأحزاب القانونية تمارس نشاطها الفعّال على أرض الواقع.

وأكد رئيس حزب الجيل، أن هناك أحزابًا لن تمارس عملها الحزبي داخل أو خارج البرلمان، لافتًا إلى أنها أنشئت لأغراض خاصة ولتمارس مصالحها الشخصية فقط، الدليل على ذلك وجود أحزاب تسيطر على المقاعد البرلمانية وغير موجودة فى الشارع المصري.

وأوضح أن افتقار المقرات الحزبية يؤثر سلبيًا على الحياة الحزبية، كما أن الدستور يمنع غلق الأحزاب، كما أنه لا يجوز حل الأحزاب إلا بالحكم القضائي.

 

الحزب لن يندم مع أحد

وفى نفس السياق، قال اللواء محمد الغباشي، مساعد رئيس حزب حماة الوطن، إن الحزب أحد مكونات ائتلاف "دعم مصر" تحت قبة البرلمان، كما أنه لن يندمج مع أحد، نافيًا وجود أي مفاوضات بين الكيانات.

 وأوضح "الغباشي"، أن اندماج الحزب سيكون وفق معايير يتم الاتفاق عليها مسبقًا، ويتم تطبيقها على الطرفين كي يكونا مكملين لبعض، وليس اعتماد طرف على الآخر حتى يكون هناك تواجد فعلي وحقيقي بين الجماهير والتواصل الشعبي في المدن والقرى والمراكز بالمحافظات.

وأشار مساعد رئيس حزب حماة الوطن، إلى أن الحزب مستمر وله قواعده في الشارع ويعتبر من أنشط الأحزاب الموجودة على الساحة، موضحًا أن عباءة الحزب تتسع لاندماج القوى السياسية، بشرط أن تكون متوافقة في التوجه السياسي المخلص لمصر، وفي الرؤية والأفكار، بما يخدم الدولة.

وأضاف أنه عندما نتحدث عن كيانات سياسية قوية لن ينضم الرئيس عبدالفتاح السيسى، لأى منها، خاصة أن التجارب السابقة قبل 2010 تؤكد أنه عندما ينضم الرئيس لحزب يهرول الجميع لهذا الحزب.

وأشار إلى أن الأكثرية فى البرلمان أتت من عدة أحزاب تم ضمها فى وقت من الأوقات لائتلاف دعم مصر لمساندة الدولة والأكثرية فى الائتلاف من المستقلين وليس من الأحزاب السياسية، ومَن يحاول تطبيقها يقوض الحياة الحزبية فى مصر، ونحن لم نتلق أى دعوة رسمية، لافًتا إلى أن الدمج صعب التطبيق الآن.

 

نُفكر فى تشكيل ائتلاف حزبي

وقال محسن فوزي، نائب رئيس حزب المحافظين، إن قيادات الحزب يناقشون حاليّا عملية تشكيل ائتلاف حزبي لانضمام عدد كبير من الأحزاب وتلبية دعوات الرئيس عبد الفتاح السيسي، فى أكثر من مرة من أعلى المنصات الشبابية، مما ينتج عنه تقنين التعددية الحزبية.

واكد "فوزي" أن أداء الحياة الحزبية ضعيف للغاية وتعتبر إلي حد ما متوقفه تمامًا، مشيرًا إلي أنها لم تمتلك إلى الآن الإمكانيات المادية التي تساعدها لممارسة دورها الفعال الحقيقي.

تم نسخ الرابط