بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

«الهدنة».. خدعة جديدة من الحوثيين للخروج من مأزق الهزيمة

كتب : عبد الرحيم بيرم

هدوء يعتري أرجاء المدينة، صمتا لم يأنس عليه سكان الحديدة المحاصرين بين نيران الحرب، هي هدنة أعلنها أطراف النزاع الدائر باليمن بمدينة الحديدة الساحلية بعد وصول المعارك بأحيائها إلي ذروتها باقتراب القوات الحكومية اليمنية المدعومة من التحالف العربي لدعم الشرعية من ميناء الحديدة الاستراتيجي علي ساحل البحر الأحمر والمنفذ الرئيسي لدخول المساعدات والمواد الغذائية لـ14 مليون الذي تسيطر عليه جماعة الحوثي لقيمته الاستراتيجية لدي الجماعة.

 

 ولمصيرية المعركة عليه يأتي هذا بالتوازي مع الهزائم المتواصلة للحوثيين بأحياء الحديدة وتراجعهم لوسط المدينة بعد قصف التحالف للطريق الرئيسي، الذي يربط المدينة بالعاصمة صنعاء وقطع الإمدادت عن الطرفيين، واشتداد الوضع الإنساني بها بعد حصار استمر 3 سنوات منذ بدء سيطرة الحوثيين علي المحافظة.

 

تزايد الضغوط

هدنة أتت بعد وسط تزايد الضغوط الدولية خاصة من الولايات المتحدة وفرنسا وإجراء محادثات للسلام في نوفمبر الحالي أو قبل نهاية العام، برعاية الأمم المتحدة وعرض بريطانيا مشروع قانون علي مجلس الأمن لوقف القتال بالحديدة، وإمهال الأطراف المتحاربة مهلة محددة لفتح الطريق أمام المساعدات الإنسانية واقتراب زيارة مبعوث الأمم المتحدة للسلام باليمن (مارتن جريفيث) لإقناع الأطراف المتنازعة باليمن للعودة لطاولة الحوار بعد فشل إجراء جولة محادثات للسلام في سبتمبر اثر عدم حضور الحوثيين.

 

 ويأمل (جريفيث) في عقد جولة أخري في السويد قبل نهاية العام للوصول لوقف دائم لاطلاق النار بين الطرفيين، يعقبه لاتفاق للسلام لإنهاء الحرب الدائرة التي أودت بحياة الاف اليمنين، هدنة مهدت لها خطوة التحالف العربي بقيادة السعودية بإيقاف الغارات علي الحديدة، خطوة اعقبها الحوثيين بإيقاف لاطلاق الصاوريخ والطائرات بدون طيار علي السعودية والامارات قادة التحالف العربي وأبرز المشاركين بالعمليات باليمن.

 

شكوك واتهامات متبادلة

خطوة أفردها محمد علي الحوثي قائد الحوثيين ورئيس ما يعرف باللجنة الثورية العليا، على حسابه في "تويتر"، علي إنها مبادرة تأتي امتثالاً لطلب المبعوث الأممي بايقاف هجمات الصواريخ وطائرات الدرون إثباتاً لحسن نوايا الحوثيين وتعزيزاً لجهود احلال السلام باليمن كما دعي قيادات التحالف إلي اعلانها استعدادهم لوقف وتجميد العمليات العسكرية علي جميع الجبهات، وصولا إلى اتفاق عادل ومشرف للسلام, كما صرح محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لحركة الحوثيين في اليمن إن "مبادرتهم بوقف القصف علي الأراضي السعودية والإماراتية تأتي في إطار إقامة الحجة على دول التحالف".

 

هدنة أم مناورة

 أرجع البعض التصريحات الأخيرة بضعف موقف الحوثيين خاصة بعد انشغال الحليف الإيراني بالعقوبات المفروضة عليه من الولايات المتحدة وانخفاض انتاجه من النفط , فيما يري البعض ان فرصة قد واتت للحوثيين لتعزيز صفوفهم وإعادة حشد قواتهم لإعادة الموازين بمعركة الحديدة بعد اشتداد الخناق علي قواتهم.

 

مزاعم بالخرق

 فيما زعم المتحدث باسم القوات الحكومية اليمنية المدعومة من التحالف العربي، العميد عبدو مجلي  اثناء حديثه للشرق الأوسط ، إن الحوثيين قد اخترقوا الهدنة بالحديدة واستهدفوا بشكل عشوائي لعدة مناطق بالمدينة منها شارع جمال ومنطقة 7يوليو وغليل ومصانع ألبان تابعة لمجموعة «إخوان ثابت» وعدد من مخازن المواد الإغاثية والغذائية، وأضاف مجلي: “انهم رغم إلتزامهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي جراء الإنتهاكات الحوثية وأن التحالف سيدافع عن المواطنين في الحديدة والميناء، لحرصهم على سلامة المواطنين والمنشآت الوطنية والاقتصادية والمقدَّرات الحيوية في اليمن

 

وفي النهاية يبقي السؤال هل ستصمد الهدنة رغم الانتهاكات المزعمة ام ستنهار امام توتر طرفي النزاع وتلحق بسابقتها هذا ماستكشفه الأيام المقبلة وستكشف معها إذا ما كان اليمن سينعم بالسلام والاستقرار ام سيظل يعاني ويلات الحرب في بلد يبدو ان شهرته با (اليمن السعيد) لم تقعد تنطبق علي واقعه.

تم نسخ الرابط