بعد مقتله.. ”أبو أسامة الغريب” مصري اضطهد في النمسا فدخل ”داعش” للثأر
كان في مكانة يحلم بها معظم شباب وطنه، مصريّا الأصل لكنّه نشأ وتربى بالنمسا، كغيره من الشباب الذي انساق وراء وهم الخلافة والدفاع عن الإسلام، بدأ السير في هذا الطريق مبكرًا، عوامل كثيرة دفعته لهذا الأمر، كانت صورته تتداول عبر وسائل الإعلام العالمية فهو الآن أصبح أخطر إرهابيّا في قلب أوروبا ومطلوب لدى الجميع.
قبل أيام خرجت أنباء تفيد بمقتل الداعشي أبو أسامه الغريب، على يد قوات التحالف الدولي بسوريا، الإسم الذي يعرفه الكثيرون، فهو أحد قادة التنظيم الإرهابي وكان دائمّا يخرج في أغلب إصداراتهم يهدد بعمليات تفجير وقتل وحرق في قلب القارة العجوز، بل كان دائمَا يوعد بإنشاء عاصمة للخلافة الإسلامة في قلب أوروبا وتحديدًا ستكون برلين.
مصري الأصل
لم يعلم الكثيرون عن هذا الشخص إلا بعدما ترددّ اسمه كثيرًا خلال الأيام الماضية بعد الإعلان عن مقتل أخطر قيادي التنظيم الإرهابي، فبد أ الجميع يتسارع للبحث عن هذا الشخص، ليتم اكتشاف أصوله المصري، فإسمه الحقيقي محمد محمود مصري مولود في عام 1986، نشأ وعاش في النمسا، وفي عام 2007 تمّ اعتقاله وعلى حد قوله في إحدى الجوابات التي سربت من سجنه أثناء وجوده بالنمسا، أنّه عانى من اضطهاد شديد هو وزوجته.
الاضطهاد الذي تحدّث عنه "الغريب" كان فقط لأنه شاب مسلم يعيش بدولة أجنبيه، لكن الحقيقة كان لكونه أنّه أحد المتشددين الذي اتخذ من الإسلام ستارًا لأفكاره المتطرفة هو وزوجته وعانت زوجته كثيرا من الاضطهاد والتعذيب، وحسبته هو السلطات النمساوية أحد أعضاء تنظيم القاعدة، وظل الغريب معتقلّا هو وزوجته حتى تمّ خروجه بعفو بعد عدة أعوام وتحدديدّا عام 2011، وقررّ بعدها مباشرة السفر إلى ألمانيا، لكنّه هددّ بحرق النمسا والثأر لزوجته بعد ما فعلوه معهم .
أولى محطاته
بعد قضاء «الغريب» أربع سنوات في السجن تنفيذًا لحكم قضائي ليخرج في سبتمبر2011، متوجهًا إلى ألمانيا، وهناك انخرط في الوسط السلفي بمدينة سولنجين، غرب العاصمة الألمانية التي تعرّف وفقًا لتقارير أمنية ألمانية أحد معاقل التيار السلفي، وبدأ في نشر السلفية الجهادية، أثناء عمله إمامًا لمسجد يعرف بـ«ملّة إبراهيم» بألمانيا، وعلى خلفية هذه المعلومات مارست السلطات الألمانية ضده سلسلة ملاحقات، انتهت إلى استبعاده من البلاد في أبريل 2013.
بعد خروجه من ألمانيا انتشرت معلومات أفادت بتوجهه إلى مصر، وبعدها انتقل إلى سوريا بجواز سفر ليبي، ليبدأ رحلة انضمامه إلى التنظيم الإرهابي، لكن ووفقا لما أفادت به بعض التقارير، فإنّه أثناء محاولته التسلل إلى سوريا عن طريق تركيا ألقت السلطات التركية القبض عليه.
وصوله التنظيم
بعد عدة أشهر قضاها "الغريب" بداخل السجون التركية، دخلت تركيا في مساومات مع «داعش» ترتب عليها الإفراج عن المقبوض عليهم بمعرفة تركيا، ومن بينهم "الغريب"، مقابل الإفراج عن جنود أتراك كانت بحوزة «داعش» كرهائن.
وبعد خروجه مباشرة واحتفاء التنظيم به انتشرت أخبار عن عقد قرانه على من تسمى بـ«شاعرة داعش»، وتعرف بـ«أحلام النصر»، وهي سيدة من أصول سوريا تربت في السعودية ونشرت أكثر من قصيدة تغزلت بها في التنظيم.
عاصمة داعش
وأثناء إنشاء زعامة الخلافة الوهمية بسوريا والعراق، كان اسم «الغريب» ضمن القيادات المشهورة، فاعتاد التردد على إصدارات التنظيم، وكان أبرزها هذا الذي خرج في سبتمبر 2013، وكان أول إصدارات التنظيم باللغة الألمانية، وفيه هدد «داعش» بإقامة خلافة في أوروبا عاصمتها برلين، متوعدًا على لسان عناصر ألمانية ونمساوية فيه بتنفيذ عمليات في الدولتين .
مقتله
قبل ما يقرب من 4 أيام انتشرت معلومات تفيد بمقتل الداعشي المصري أبو أسامة الغريب، أثناء قصف طائرات التحالف لأحد المواقع بسوريا، لكنّ الأنباء لم تكن مؤكدة حتى خرجت أمس بعض وسائل الإعلام العالمية لتؤكد صحتها.