”القارة الذهبية” تعود لمصر وتعتبرها بوابة الاستثمار
"الاستثمار" بوابة الاقتصاد في الدول، الجميع يسعى لتحسين وجلب الاستثمار من خلال التحركات والاتفاقات وفتح أسواق جديدة وتوفير مناخ جيد لذلك، ولكن مع تقلص الفروق بين الدول يصبح النجاح في هذا الشأن أمر ليس سهل، ويحتاج الكثير من الحكمة والجهود، وهو ما تحاول أن تقوم به الدولة المصرية متمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، والوزرات المعنية بالاستثمار في مصر، وعلى ما يبدو لنا من تحركات في عجلة الاستثمار، تأتي ثمار النجاح من خلال عوامل واضحة وملموسة على عدة أصعدة.
وفي هذا السياق، استضافت مدينة شرم الشيخ، فعاليات الدورة الثالثة لمنتدى أفريقيا 2018 والذى تنظمه الوكالة الإقليمية للاستثمار بمنظمة الكوميسا بالتعاون مع وزارة الاستثمار، والذيعُقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى ، بمشاركة أكثر من 1000 شخصية قيادية فى القارة الأفريقية والعالم، من بينهم رؤساء وزعماء دول، ورؤساء وزارات، وقيادات أفريقية، بالإضافة إلى مسئولين من منظمات دولية كبرى.
تنفيذ الرؤى المصرية بالقارة الأفريقية.
قال ماجد أبو الخير، وكيل لجنة الشئون الإفريقية بالبرلمان، إن الدورة الثالثة لمنتدى افريقيا، والتي تختص باتفاقية " الكوميسا" الاقتصادية، سوف تجمع عدد من دول بقارة الذهب، وتخاطب فكرة الاستثمار بها وهي أحد التجمعات الاقتصادية.
وأضاف وكيل لجنة الشؤون الإفريقية في تصريحات خاصة، أن مصر تتبنى هذه الإتفاقية، وتحاول أن تدعمها بشكل جيد، وذلك ينبع من دور مصر الريادي في القارة الافريقية، والمحاولات الدائمة في إيجاد حالات تنموية حقيقية على أرض الواقع، واستعدادات مصر لرئاسة الاتحاد الافريقي العام القادم.
وأوضح أن هذا المؤتمر يضم العديد من رجال الأعمال والصناعة والقوى الاقتصادية من الدول التي تنتمي إلى الاتفاقية، مشيرًا أن مصر تسعى من خلال رعايتها لتحقيق نتيجة أفضل عن طريق الحوار والنقاش وحل أزمات المنطقة بشكل فعال.
وتابع، أن هذا المؤتمر يعد "مؤتمر استثماري" في المقام الأول، ويختص بكل الأجواء الاستثمارية الموجودة بالقارة، ويبحث كيفية التعاون المشترك بين منطقة الكوميسا والقوى الاقتصادية المتواجدة في القارة، كما سيحظى أيضًا بوجود عدد من الجهات المانحة والفاعلة في القارة مثل " الاتحاد الافريقي- البنك الدولي- الاتحاد الاوروبي.. وغيرها"، وسيكون هناك تمثيل لجميع المشروعات التنموية المتواجدة، ونسعى من خلال كل هذا لتنفيذ الرؤى المصرية بالقارة الأفريقية.
من يريد التعامل مع افريقيا يتعامل من خلال البوابة "مصر"
أكد حاتم باشات، عضو لجنة الشؤون الإفريقية بالبرلمان، أن انعقاد مؤتمر "الكوميسا" في مصر يعد انجاز كبير، حيث أن مصر حريصة على التواجد الإفريقي منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الرئاسة المصرية، مشيرًا أن رعاية مصر لهذا المؤتمر بمثابة تتويج للجهود السابقة من خلال الدبلوماسية الرئاسية، ويثبت ويكمل الإرادة المصرية تجاه افريقيا، خاصة وأن الرئيس كان يتحدث بلسان افريقيا في عدة محافل سابقة، ويحاول من خلال هذا المؤتمر أن يثبت عودة مصر لريادة القارة من جديد أمام العالم، موجهًا رسالة إلى الجميع أن من يريد التعامل مع افريقيا يتعامل من خلال هذه البوابة.
وأضاف باشات في تصريحات خاصة، أن مصر ابتعدت عن القارة الإفريقية لوقت طويل، مما كان يخفي جهود مصر تجاه افريقيا وذلك على عكس ما نجده حاليًا ، فجهود مصر تجاه افريقيا أصبحت واضحة أمام العالم، ونعلن من خلالها عودتنا بقوة، ونثبت أننا قوة اقليمية لا يستهان بها، ونعرف ما نفعله، ولدينا دواعي الانتماء والقبول لدى القارة، من خلال التاريخ والتجارة والثقافة والدين أيضًا.
ولفت إلى أن هذا المؤتمر سيكون له تأثير قوي على الاقتصاد المصري، خاصة عندما يعلن أن مصر هي التي تدير هذه الدفة، مشيرًا إلى أن القارة الإفريقية هي "القارة الذهبية"، لما بها من ثروات وفرص ذهبية أيضًا، ولذلك علينا استثمارها والتعاون من أجلها بدلًا من استغلال دول الخارج لها تستفاد بها افريقيا نفسها.
وتابع أنه متفائل، منذ اشارة بدء الخطة الاستراتيجية للتقارب مع افريقيا، مؤكدًا أن مصر لديها فرصة "ذهبية" في أن تعتمد على افريقيا، وأن تعتمد افريقيا على مصر في تعاون مشترك بين الطرفين، مشيرًا إلى أن الاستفادة مشتركة إن تخلت مصر عن افادة افريقيا، لن تقم افريقيا بافادة مصر، ونتمنى أن تعزز الخطوات القادمة تدريب الشباب خاصة بعد تدريب مصر لعدد من الشباب.
لغة هذا المؤتمر هي الأرقام
قال محمد حسين، أستاذ العلاقات العامة الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن مؤتمر"الكوميسا" مؤتمر استثماري من الدرجة الأولى، حيث أن أغلب الحضور لديهم لغة واحدة وهي لغة " الأرقام والحسابات والاستثمارات".
وأضاف أستاذ العلاقات العامة الدولية، أن هذا المؤتمر سيعود على مصر بعدد من الاستثمارات، مشيرًا إلى أنه لن يتطرق إلى أي قضايا سياسية جوهرية، ولكن من الممكن حدوث حوارات جانبية على هامش اللقاء، فيصبح الأمر بمثابة علاقات عامة واستثمار.
رعاية مصر للمؤتمر يجعلها مركز اقليمي للاستثمار والتجارة
قال أحمد حسني، رئيس اتحاد شباب مصر، إن مؤتمر "الكوميسا" المقام في شرم الشيخ، يعد استكمالًا لنجاح النسخة الماضية لعام 2017 ، خاصة وأن استضافة مصر لذلك المؤتمرلها أهمية كبيرة قبل تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الاتحاد الافريقي،ويعد المنتدى منصة لوضع أسس الرؤية المشتركة لمستقبل القارة الإفريقية وعرض المشاريع الكبرى وبحث إنشاء منظومة اقتصادية إفريقية متطورة.
واضاف حسني في تصريحات خاصة، أن رعاية مصر للمؤتمر يجعلها مركز اقليمي للاستثمار والتجارة داخل القارة الافريقية، و يعكس دور الدولة المصرية الحيوي كبوابة استراتيجية لإفريقيا ويؤكد على مدى التزامها تجاه القارة فى هذا الوقت الهام، فى تنميتها وتبنيها قضاياها.
وتابع أن هذا يعكس حرص القيادة السياسية المصرية على الإلتزام بتنمية البنية الاستثمارية داخل القارة، والاستفادة من كافة الفرص الاستثمارية الواعدة فى القارة الإفريقية فى مختلف القطاعات والصناعات الرئيسية والإجراءات الضرورية اللازمة لتطوير الاستثمار وتحقيق التقدم الاقتصادى عبر التكامل بين القطاعين العام والخاص.
موضوعات متعلقة..
-وكيل «إفريقية البرلمان»: نُوجه كل أدوات الدولة لدعم اتجاه مصر لأفريقيا
-عضو ”شباب الأعمال”: المنتدى الأفريقى فرصة لإبراز دور ”رواد الأعمال” في القارة السمراء