حرب ”الكراسي”.. 2018 عام الصراعات في بيت الأمة
قاعة مغلقة أشخاص بدا عليهم الهيبة والوقار، كان الحديث طبيعيّا وفي لحظة بعينها بدأت الأصوات تحتد حتى وصلت إلى الصراخ، ارتفاع أصوات وتراشق اتهامات، الوضع غير مفهوم، لا يعلم أحد ما يدور بالداخل، وجوه ظهر عليها الغضب تهديدات لم يفهم معناها سوى الحضور، فتحت أبواب الغرفة وخرج بعض الجالسين يهرولون وكأنّ هناك من يلحق بهم، بعد رحيلهم عاد الهدوء من جديد ولم يعد بالصورة سوي شخص واحد فقط بداخل الغرفة.
صراعات وانقسامات تبادل وتراشق اتهامات بين القادة، الهدف الأسمى أصبح هنا التنافس على الكرسي،"الوفد" المكان العريق، بيت الأم جامع الشعب على كلمة نضال واحدة، لم يعد مكانّا للنضال بل بات مقرّا للأزمات التي بدأت منذ عدة سنوات ولم تنتهي حتى هذه اللحظة.
بداية الأزمات
فكانت البداية في مطلع عام 2018، وبالرغم من أنه عام جديد على الجميع، لابد أن يكون له خطط ورؤية جديدة تساعد علي نهوضة للأمام إلا أنه حدث عكس ذلك؛ فأشتعلت الأزمات وبدأت حرب تكسير العظام من جديد بين القيادات، وذلك بعدما حسمت الهيئة العليا لحزب الوفد مصير تعديلات لائحة الحزب الداخلية التي طرحها رئيس الحزب الدكتور السيد البدوى من عدة أشهر وتم عرضها على الهيئة العليا للحزب وقررت الهيئة في إحدي الاجتماعات تعديل اللائحة بعد انتخابات رئاسة الحزب.
وسرعان ما تغير الأمر وأصدر "البدوي"، قرارا بدعوة الهيئة الوفدية في دور انعقادها العادي يوم الجمعة الموافق 23 مارس الماضي، وتجري انتخاب رئيس الحزب لولايتة الرئاسية في يونيو 2018، ولكن في يومًا وليلة تغير الوضع تمامًا لينقلب الوضع راسًا علي عقب، ليرفض جموع الوفدين كافة القرارت التي أصدارها البدوي مؤخرًا، لتجري الانتخابات قبل موعدها.
الانتخابات الرئاسية
«يا أبو شقة يا بلاش واحد غيره ما ينفعناش»، «عاش البدوي ضمير الأمة».. هتافات ومشادات كلامية بين مؤيد ومعارض هذا هو حال الساعات الأولي لانتخابات أعرق الأحزاب السياسية والممتدة لقرابة مائة عامًا، والتي وقعت بين المستشار بهاء أبو شقة، والدكتور السيد البدوي، و انتهت بفوز أبو شقة رئيسًا للحزب.
ومع افتعال الصراعات والمشادت بين الأعضاء والتي استمرت لـ«7 ساعات»، حتى فوز «أبو شقة»، ولكن الغريب أن كافة الأعضاء المتواجدين فى الحزب لم يدركون جيدًا أنه سيختلف القيادات من خلال انتخابات شرعية مارسها الوفدين، ولكن سيظل الفكرالواحد هو المسيطر والمتوارث عبر الأجيال، وبالرغم من أن السيد البدوي رحل عن «بيت الأمة» وهو مليء بالأزمات والصراعات، ليحضر«المستشار» ومعه الحلول لتلك المشكلات، فأنجز ملف المستبعدين لينتقل إلى آخر.
عودة الطيور المهاجرة
ولكن بعد «3 شهور» مضت على أزمة الأعضاء المفصولين، داخل الحزب، إلا أن جاء «أبو شقة» بأول قراراته داخل الحزب احتفالًا بمنصبة الجديد، لينتهي من تلك الأزمة تمامًا ويصدر قرار بعودة الطيور المهاجرة إلي أحضان «بيت الأمة» من جديد، وهم فؤاد بدراوي وياسين تاج الدين وعصام شيحه وعبدالعزيز النحاس ومحمد المسيري وشريف طاهر ومصطفى رسلان ورضا فؤاد.
تبرعات مالية وأجتماعات سرية
وبالرغم من الانتهاء من تلك الملف إلذي تسبب في رحيل البدوي من منصبه، إلا أن الآزمات مع الحزب لن تتوقف عند هذا الحد، فحول «أبو شقة» أنتباه على الفور إلي ملف الإفلاس والأزمات المادية التي لم تكن وليدة اللحظة ولكن لم يستطيع أحد أن يضع لها الحلول الجذرية لإقلاعها من جذورها، حتي أن جاء «أبو شقة» بمحاولاته الجديدة، واجتماعات السرية مع الأعضاء ليخرج الدكتور فؤاد بدراوي، والذي كان يتقلد المنصب الثاني فى «بيت الامة»، ليتبرع بمليون جنية للحزب، وذلك فور رجوعه مرة أخري إلي الحزب بعد فصلة لمدة أستمرت «4 سنوات».
ولم يتوقف باب التبرعات عند هذا الحد، لكن هناك بعض من الشخصيات والقيادات الداخلية للحزب فور تقليدهم للمناصب الجديدة للحزب قاموا بالتبرع لحل تلك الأزمة، أبرزهم المستشار بهاء أبو شقة، الذي يتبرع بصفة مستمرة منذ أن تولي منصب سكرتير عام للحزب، وكان يدفع إيجار المقرات والعمال والموظفين، وأيضًا بعد تولية منصب رئيس الحزب أصبحت المسئوليات والالتزامات أكثر حيث أصبح الإنفاق على واجهة الحزب كاملة وتشطيبها وصيانتها كاملة وكل ذلك على نفقته الشخصية.
باب اللجوء للفنانين والرياضيين
وبالرغم من تلك مضي تلك الفترةن إلا أن الصراعات لن تتوقف علي الأطلاق، وبالرغم من ذلك إلا ان الوفدين لن يكفوا عن افتعال الأزمات ، ولكن الغريب تلك المرة وفي وسط قرارات «أبو شقة» الصدمة للجميع بفصل وتجميد العضويات، إلا أن بيت الأمة لن يتوقف من انتعاش الحزب بالدماء جديدة من الفنانين والرياضيين وغيرهم من السياسيين؛ بشأن عزمه زيادة عضويات الحزب إلى مليون عضوية قبل احتفالية مئوية بيت الأمة؛ وليكون قوة سياسية تلعب دور قوى الفترة المقبلة.
صراعات تضرب بيت الأم
نزاع وارتفاع بالأصوات ضجة كبرى انتفض أحدهم من مكانه معترضّا على الحديث، رافضّا استكمال الحوار، على نفس الطاولة لكن في جانب آخر، أزمات وانشقاقات خلافات سياسية الجميع في استياء من مجريات الأحداث، صورتان لا يشبهان بعضهما البعض في الحقيقة بالرغم من أنّ سير الأحداث لا يختلف مطلقًا، الأولى هنا على أرض المحروسة والثانية هناك بالأراضي المحتلة، مكانين لا يتشابهان مطلقّا لذا لا يمكن أن يجتمعا في صورة واحدة.
حزب الوفد والكيان الصهيوني، مكانين لا يمكن أن يجتمعا في صورة واحدة مطلقّا، الأول بيت زعيم الوطنية، والثاني تحت سيطرة عصابات محتلة، إلا أنه ومنذ ساعات قليلة فقط خرج علينا من جمعهم، بعدما تفاجر أبناء الوفد بمراقبة قيادات وسياسيين تابعين لإسرائيل، لهم في مئوية الوفد، اقتداءّا بهم واتخاذهم كنموذج لم يكن أبدّا مجرد خبر نشر على لسان عضو، لكنّه حمل في جعبته الكثير.
تصريح صادم
تصريح خرج على لسان أحد قيادات بيت الامة وهو "سفير نور"، والذي تحدّث بأنّ الكيان المحتل أتى ببعض من العلماء والمؤرخين لدراسة تجربة الحزب وبقائة أكثر من 100 عام على الساحة الحزبية والسياسية في مصر، بالرغم من الأزمات التي مرت به .
ابتزاز ورشوة
"الوفد بقى بيمشي بالرشاوى" جملة لم تعهدها آذاننا من قبل، ولو عهدناها فلم يكن ليصدقها أحد، كيف يمكن لحزب وطني ناضل كثيرا من أجل الحقوق أن يسير أعماله بالرشوة، لكنّ الحقيقة الصادمة أنّ كل الاتهامات التي ضربت الوفد خلال الأيام الماضية بخصوص الرشاوى كانت صحيحة.
البداية كانت مع المهندس ياسر قورة، أحد أعضاء الحزب والذين تمّ فصلهم أمس، بدعوى تهديدهم لمسيرة الحزب ومحاولتهم إيقاف الكيان، على الرغم من أنّ "قورة" كان له رأي آخر، فكشف حقيقة الفصل وعملية الابتزاز التي تعرّض لها من قبل "أبو شقة" لمساعدته في نيل كرسي الهيئة، فذكر قائلّا " أنّه فى إحدي الجلسات السرية والتي لم يحضرها سوى اثنين فقط، طلب "أبو شقة" مني بالتبرع بمليون جنيه مقابل حصولي على مقعد الهيئة العليا للحزب، وشيك آخر بمبلغ 3 ملايين جنية لانضمامي إلي المكتب التنفيذي".
ولم يتوقف الابتزاز عند هذا الحد، بل طلب "أبو شقة" أيضًا من "محمد الحسيني" بحجز إحدى الفنادق الكبرى لانتخابات الهيئة العليا من أموال الوفديين وبدون أن يعلم أحد، حتى لا تثار المشاكل في ظل الأزمة المالية التي يتعرّض لها الحزب.