«الفرح ينقلب إلى ميتم».. قصة فتاة قُتلت على يد شقيقها وعمها ليلة عُرسها
باقي من الزمن 24 ساعة على أجمل لحظات انتظرتها الفتاة طوال عمرهما، أخيرًا سيجمعها القدر في عش الزوجية مع حبيب القلب فارس أحلامها التي حاربت العالم من أجله، علقت الزينة وأضاءة الأنوار المبهجة، وبدأت الفرحة ترتسم على ملامح وجهها، وظهرت تمامًا في وضع الاستعداد لتلك اللحظة التاريخية التي سيتم توثيقها من خلال الكاميرات واللقطات المصورة، هذا ما دار في ذهن الفتاة العشرينية عن ليلة العمر التي يشهد عليها الأقارب والأصدقاء، ولكن القدر كان له رأيًا أخرًا في تحديد مصيرها.
لم توجهه الفتاة أصابع الشكوك لأحد من أهل بيتها، ولم تفكر في أن أحدًا سينتقم منها في هذه اللحظات السعيدة، ولكن قبل 24 ساعة من زفافها، كُتبت السطور الأخيرة في حياتها على يد أقرب إنسان لها، حيث ذكرت تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية أن شقيق الفتاة وعمها استدرجها بمكان سكنهما بمنطقة الوراق، إلى أحد الشقق السكنية في إمبابة، وعذبها الاثنان صعقا بالكهرباء وبالعصا حتى لفظت أنفاسها الأخيرة بعد قرابة 3 ساعات من التعذيب لشكهما في سلوكها.
التحريات التي أجراها رجال المباحث، ذكرت أن الفتاة تغيبت 3 أيام عن المنزل قبل زفافها بـ24 ساعة، ما دفع شقيقها وعمها للشك في سلوكها وقتلوها، أما تقرير الطب الشرعي فأثبت أن الضحية "عذراء".
مسرح الجريمة كان في أحد الشقق السكنية بمنطقة إمبابة، وكان العرض مستمرًا طوال 3 ساعات، حيث كشفت تحريات المباحث التي جرت تحت إشراف اللواء دكتور مصطفى شحاتة مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، واللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث، وجاءت أن بداية الواقعة، ورود بلاغ من مستشفى إمبابة، إلى قسم الشرطة بوصول فتاة في العقد الثاني من عمرها جثة هامدة إلى المستشفى.
وذكرت التحريات والتحقيقات أنه عقب تلقي البلاغ، انتقلت قوة من المباحث، تحت إشراف اللواء محمد عبدالتواب نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، والعميد عمرو طلعت رئيس المباحث الجنائية لقطاع شمال الجيزة، إلى مكان الواقعة، وتبين أن الفتاة مصابة بكدمات وسحجات وآثار تعذيب "صعق بالكهرباء"، وأنها لفظت أنفاسها الأخيرة قبل وصولها المستشفى.
وجاء في تحريات وتحقيقات المباحث، أنه عقب معاينة الجثة، انتقلت النيابة العامة وناظرت الجثة، وقررت تشريحها لبيان أسباب الوفاة، وأجرى المقدم محمد ربيع رئيس مباحث قسم شرطة إمبابة تحريات حول الواقعة، وتبين أن الفتاة مقيمة في منطقة الوراق، وأن من أحضر جثتها إلى المستشفى هو شقيقها وعمها، وأخبرا إدارة المستشفى أنها لفظت أنفاسها الأخيرة، بعد تعرضها للصعق الكهربائي من الغسالة.
وبمناقشة عدد من أفراد الأسرة، قالوا إن الفتاة "عروس"، وأنه يوم وفاتها أمس الأربعاء كان موعد زفافها على نجل عمها، وتغيبت عن المنزل لمدة 3 أيام.
جرى استئذان النيابة العامة لمناقشة شقيق الضحية وعمه المشتبه فيهما بارتكاب الواقعة، بعدما أشار التقرير المبدئي لتعرض الفتاة للتعذيب، ووجود كدمات وسحجات في مختلف أنحاء جسدها، وجرى ضبطهما ومناقشتهما، قال عمها: "أيوه إحنا كنا بنشك فيها، غابت عن البيت 3 أيام، أخدناها في شقة فاضية في إمبابة عشان نأدبها.. فماتت في إيدينا.. كنت شاكك أن مشيها بطال كانت هتجوز ابني.. وطلعت في الأخر عذراء.
ما جاء على لسان عم الضحية، أقر به شقيقها، والذي اعترف بقتلها بالصعق الكهربائي والعصا شكا في سلوكها لغيابها عن المنزل.
جرى التحفظ على المتهمين، وأمر اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث، بتحرير محضر بالواقعة، وأخطر المستشار المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة، بتفاصيل الواقعة، وانتقلت النيابة لمناظرة الجثة وطلبت تحريات المباحث، وقررت حبس المتهمين لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات.