حكاية ”أم الفدائيين”.. حولت منزلها لمقر سري للفدائيين ببور سعيد
يشهد التاريخ بأن المرأة المصرية لها نضال سياسي طويل، سعت إليه بريادتها ضد الاستعمار لتحقيق الاستقلال، وكانت المرأة البورسعيدية في مقدمة الشخصيات التي قدمت قصص كفاح وصمود لمواجهة العدوان على مصر وخط القناة.
أسماء لامعة في تاريخ النضال السياسي، نذكر منها أمينة الغريب الشهيرة بـ "أم الفدائيين"، التي اشتهرت بنضالها السياسي، فهي مناضلة بورسعيدية، كافحت ضد قوات الاحتلال، ووالدة لثلاثة فدائيين أشقاء يحي ومحمد وعبدالمنعم الشاعر، الذين نجحوا في تفجير تمثال ديليسبس من أعلى قاعدته التاريخية.
نجحت "الغريب" في تحويل منزلها إلى مقر سري للعمليات وغرفة اتصال برئاسة الجمهورية، فضلًا عن تمكنها من تخبئة جهاز اللاسلكي الرئيسي للاتصالات مع رئاسة الجمهورية و إدارة المخابرات العامة المصرية في منزلها.
واستضافت أمينة الغريب، الضابط محمد فرج، بشكل مستديم ضابط اللاسلكي فرج محمد فرج عثمان و الصاغ أركان حرب سعد عبدالله عفرة طوال مدة الاحتلال على بورسعيد وبورفؤاد، علاوة على تخبئة عدد من ضباط المخابرات العامة المصرية بعد تسللهم ودخول المدينة.
استخدمت حيلة الإغماء عليها، والإدعاء لإبعاد نظر وانتباه قوات الاحتلال عن تفتيش حجرتها بعد أن تظاهرت بالإغماء عليها، حتى تبعد انتباه جنود الداورية وقائدها عن دولاب ملابسها، حيث كان يخبأ الجهاز ونجحت مما أدى لمغادرة الدورية للمسكن.
كما تم تخبئة عدد من الأسلحة والذخائر في منزلها وجرى وضع الخطة النهائية المشتركة بين الصاعقة و المقاومة السرية المسلحة، لمهاجمة معسكر الدبابات البريطاني والتي اشترك في وضعها كل من اليوزباشي جلال الهريدي و اليوزباشي سمير غانم ويحي الشاعر ووافق عليها الصاغ أركان حرب سعد عبدالله عفرة، مندوب الرئيس جمال عبدالناصر.
وعقب انتصار بورسعيد وشعبها علي قوى العدوان الثلاثي منحت رئاسة الجمهورية أمينة الغريب نيشان تقديرًا لها.