عبدالله رشدي يكتب: اتقوا الله في أُسَرِكُم
كلُّ رجلٍ يُهمِلُ زوجتَه، فلا يعطيها حقها من الملاطفة والاحتواء، ويهجرُها وكأنها أختُه أو أمُّه، ويتباخلُ بالإنفاق على أسرتِه فهو آثمٌ يُضيِّعُ من أمرَه الله برعايَتِهم، ويتسبَّبُ في تقويض بَيْتِه، ويتناسى الآثار السلبيةَ لأفعالِه على مشاعرِ زوجتِه وأولادِه.
اتقوا الله في زوجاتكم وأولادكم، ولا تُهمِلوهم، فالإهمالُ سببُ كلِّ شقاقٍ ينتُجُ بعدَ ذلك. وأخصُّ برسالتي هذه من يُعَدِّدُ ويظلِمُ، اتقِ اللهَ واعدلْ، أو كُنْ صريحاً وخَبِّرْها قبلَ زواجكِ بها بكلِّ ظروفِك بصراحةٍ، وإلا فأنت غاشٌّ ولن يباركَ لك اللهُ في سَعيِك.
والزوجةُ التي تُفَضِّلُ عملَها على زوجِها وأولادِها، ولا تهتم بمظرها بين يدي زوجِها، ولا تُطيعُه، وتقضي ليلَها مع الشيشةِ ونهارها في النوم أو العملِ، اتقي الله فإنك بين يديه مَسْؤولةٌ، فكوني أمَّاً صالحة.
وللزوجين أقول: لِيُحسنْ كلٌّ منكما معاشرةَ أهلِ الآخر فأمُّ زوجِكِ ما هي إلا أمُّكِ، وأمُّ زوجتِك ما هي إلا أمُّكَ، وكما تَدِينُ تُدان. رَبُّوا أولادَكم على الأخلاقِ، والصلاةِ، وحفظِ القرآن، ومعرفةِ عقائد الإسلام، وربوا بناتكم على الفضيلةِ والحجابِ، لا تتركوا أولادكم فريسةً لأنياب الانترنت الذي صار فسادُه أكبرَ من صلاحِه، فلو لم تتعاهدوا أولادكم سيفسدون، وسيضيعون، وبين يدي الله ستُحاسَبون.
مُرْ ولدك وابنتك بالصلاةِ وتعاهَدْهم وحَبِّبْ الحجاب لابنتِك حتى تنشأ على طاعة ربها وهدي نبيِّها. فنحن مقبلون على أيامٍ يرتفعُ فيها دُخانُ الباطلِ ولا عصمةَ ولا منجاةَ إلا باتباعِ الهدي المُحَمَّديِّ "ومن يعتصم بالله فقد هُدِيَ إلى صراطٍ مستقيم".