”بطريقة حذرة”.. هل تنازل ترامب عن الانسحاب من سوريا؟
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن سحب قوات بلاده من سوريا سيتم "بطريقة حذرة"، مشيرًا إلى استمرار قتال بلاده ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، فهل تعتبر تلك التصريحات انسحابًا أمريكيًا جديدًا من الانسحاب الأمريكي في سوريا، وما الدوافع التي جعلت الإدارة الأمريكية تغير من موقفها، وتأثير هذا الموقف على الحملة التركية المزعومة؟.
وكتب ترامب عبر حسابه الرسمي على "تويتر": "سنغادر سوريا بوتيرة ملائمة، على أن نواصل في الوقت نفسه قتال تنظيم داعش، والتصرّف بحذر والقيام بما هو ضروري بالنسبة للأمور الأخرى".
وفي هذا الإطار، قال إبراهيم كابان، الباحث الكردي ورئيس موقع الجيوإستراتيجي، أنه عندما يتحدث بولتون من العاصمة الإسرائيلية تل أبيب، عن عدم تخليهم مطلقاً عن حلفائهم الكرد في سوريا، وإنهم لن يسمحوا للأتراك في قتل الكورد، وأن الأمريكيين سيدافعون عن الكرد بالقوة، كل ذلك أثناء اللقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو.
وأكد كابان في تصريحات خاصة لـ "بلدنا اليوم"، إن هذا يعني أن القضية الكردية بفضل الإدارة الذاتية الديمقراطية ووحدات حماية الشعب أصبحت على طاولة الدول الكبرى، ويمكن أن نقول إن الجزء الأكبر من القضية الكردية في سوريا أصبح على طريق الحل لطالما هي الآن في نقاشات الدول الكبرى.
وأضاف الباحث الكردي ورئيس موقع الجيوإستراتيجي، أنه على أجزاء كردستان الثلاثة الأخرى التعلم من تجربة وخبرة وحدات حماية الشعب والإدارة الذاتية في روجآفاي كردستان
خيارات محدودة
وبين كابان، أنه ليست هناك خيارات أمام الإدارة الأمريكية في ترك كل شيء بسوريا لصالح أية قوة دولية أو إقليمية، لهذا سوف تعيد استراتيجيتها في العام الجديد ويبدأ المسؤولون الأمريكيين بترميم سلبيات الرئيس ترامب، بإعادة تكوين الثقة مع الحلفاء المحليين (الكرد) في سوريا والإقليميين، وخاصة إسرائيل والخليج العربي
روسيا والضغط الداخلي
قال هوزان زبير، الإعلامي الكردي السوري بوكالة "روج نيوز"، إن الضغط الداخلي في واشنطن على الأصعدة السياسية والعسكرية، وإذا واجه ترامب انتقادات واسعة وخاصة في قضيتي التخلي الكرد وإخلاء المنطقة للروس وإيران، هذان الأمران دفعا إدارة ترامب إلى التفكير ملياً في قرارها واتخاذ خطواتها بشكل أكثر دقة.
وأضاف زبير في تصريحات خاصة لشبكة "بلدنا اليوم"، إن الخيارات الأخرى التي وضعت إدارة شمال سوريا أمامها وهو إمكانية فتح باب التفاوض مع دمشق، هذه الخيارات ربما وضعت واشنطن في موقف أضعف، لذا سعت دون إضاعة الحليف (قوات سوريا الديمقراطية) في سوريا.
وبين الإعلامي الكردي السوري، أن حكومة أردوغان تواجه انهياراً في الداخل ولايستطيع شن أي حملة على شمال سوريا إلا إذا اختار المجتمع الدولي صمتأً على غرار حملته على عفرين.
وأردف زبير، أن هذا الوضع المتأزم لأردوغان يعني أن المواقف التي تظهر من الجانب الأوروبي والأمريكي قد يقوض، أي حراك أاردوغان على منطقة شرق الفرات.