بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

خالد الجارحي.. قارئ في حضرة الرئيس: أحلم بإمامة الحرم

بلدنا اليوم
كتب : محمود صلاح

يجلس أعلى منصته يرتدي جلبابه داكن اللون، وعمامته البيضاء الحاضنة لرأسه طيلة النهار، ووجهه رائق القسمات من غير سوء، وممتلئ من غير سمنة، ينسدل من على كتفيه عباءته الصفراء المطرزة بالألون الذهبية التي يفوح منها رائحة العطر الخافت، ممسكًا بيده التي يضيئها الخاتم الفضي اللامع مسبحة ذات التسعين خرزة، وعيناه ناظرتان صوب الميكرفون الذي يتلو فيها آيات الله، أمام مجموعة يصطفون واحدًا تلو الأخر، مابين رئيس ووزير.

 

" قارئ المشروعات القومية ".. لقبٌ أُطلق مؤخرًا على الشيخ خالد الجارحي، تلك الصوت العزب والوجه البشوش الذي يطرب مسامعنا بآيات من الذكر الحكيم، مع كل افتتاح للمشروعات القومية، التي يأمر بتنفيذها الرئيس عبد الفتاح السيسي،  في شتى أنحاء المحروسة، ليصبح هذا الشيخ بمثابة النجم المضئ في سماء كل حفل يحضره كبار وقادة المجتمع، فقد تعودا على أنغام صوته الرقيق في احتفالاتهم.

من بني سويف للعاصمة الإدارية

"إن هذا القرآن يرفع الله به أقوامًا ويضع به آخرين"..  بهذه الكلمات بدأ الشيخ خالد الجارحي قارئ المشروعات القومية حديثه مع محرر "بلدنا اليوم" مؤكدًا أن سبب وصوله إلى هذه المكانة هو كتاب الله عزوجل، بداية من قراءته في المشروعات العملاقة، التي كان آولها ببني سوف في افتتاح مصنع سامسونج، ثم بعدها في مدينة العلمين الجديدة، وشرق بورسعيد، وأماكن كثيرة أخرى والتي كان آخرهم في افتتاح محطة الكهرباء بالعاصمة الإدارية الجديدة، وتتولى المرات في العديد من الاحتفالات بصحبة هذا الرئيس الطموح.

 

أما عن الألقاب التي أطلقت عليه مؤخرًا، قال الجارحي: "أنا لا أنظر إلى أي لقب، ولكن آسعى جاهدًا في كل الأوقات أن أكون قدوة في عملي وسلوكي الذي لابد أن يكون محلى بأخلاق القرآن، واحترام الأخرين، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم " من أعطي القرآن وظنَّ أن أحدا أُعطي أكثر منه فقد استصغر ما عظمه الله وعظم ما صغره الله"، ولذلك فهو له منزلة وقدر عظيم، ويكفي أن الرسول وصفهم بأنهم صفوت الخلق، ولكن لابد من أن تتوفر في قارئ القرآن الشروط الحقيقية التي يرضا عنها الله عزوجل.

واستكمل، قائلاً: سبب وصولي إلى القراءة في هذه المؤتمرات، قُدر لي في يوم أن يتم اختياري للقراءة أمام رئيس الجمهورية ومن وقتها بدأ القراءة في معظم الاحتفالات التي يحضرها، الرئيس السيسي.

"عشت في المسجد عشر سنوات لكي احفظ القرآن"

لم تكون حياته كعادة الأطفال أو الشباب في شتى بقاع المحروسة، بل كان مختلفًا عنهم ومميزًا في نشأته، فقد تربى بين حوائط المسجد لمدة 10 سنوات، استطاع خلالهما أن ينظف قلبه من أشغال الدنيا وأن ينشغل بالله وحده، في حفظ القرآن وترتيله، وظل في معهد القراءات وتجويد القرآن لمدة 8 سنوات، ولكن هذه الحياة المقتصرة على المسجد والمعهد، كان لها سببًا إيجابيًا في حياة القارئ  فأوضح قائلًا: " هذه المدة التي قضيتها داخل المسجد، كان لها فضل كبير في حياتي، تعلمت خلالها كيفية التعامل مع الناس بشتى طبقاتهم، وأيضًا الصبر على أذاء الغير، وبعد الانتهاء من الدراسة في المعهد،  حصلت على شهادة التخصص من الأزهر الشريف، وعلى الفور تم ترشيحي للعمل في الجامعة بالمملكة العربية السعودية، كأستاذ للقراءات والتجويد، لأني كنت من الأوائل في مرحلة التخصص،  وهناك أصبحت إمامًا بجانب العمل لأكبر المساجد في المملكة، ومشرفًا على حلقات التحفيظ للقرآن الكريم".

 

كل هذه الحياة المشرقة المضيئة بنور القرآن، كان سببها بعد الله أحد أفراد العائلة، فقال  الشيخ خالد: " إن أكثر الأشخاص الذين كانوا يدعموني في حفظ القرآن هو والدي، فله فضل كبير عليَ في حياتي، وأيضًا والدتي، وكان ثالثهم جدي الذي كان رئيسًا لمراجعة المصحف، فهذا كان المثل الأعلى الذي اقتديت به في حياتي، وأحد وسائل الدعم التي كانت تدعمني في مسيرتي، وكل هذه الأعمال التي قاموا بها من أجلي تجني بثمارها في هذه الأيام، فبالتأكيد عندما أجلس لكي أقراء القران في مؤتمر لرئيس الجمهورية، سوف يكون أبي وعائلتي في قمة الفخر والسعادة بما وصلت إليه، لأنني أقراء في احتفالات عمالقة يتحدث عنها الجميع".

امنيتي أن أكون إمامًا للحرم الشريف

رغم كل هذه الأشياء التي تميز بها الشيخ الجارحي، إلا أنه لم يصل إلى ما تمناه قلبه حتى هذه اللحظات، فقال بلسان التمني وبالقلب المشتاق: " اتمنى من الله عزوجل أن ينعم عليَ بإمامة بيت الله الحرام، فهذا كل ما يتمناه قلبي وادعوا في كل صلواتي أن يحققها الله ليً، وأن أنال الشهادة في بلد الحبيب محمد، فلا أريد من الدنيا غير هذه الأمنية التي يتحقق بها مرادي وطموحي طوال هذه الحياة".

 

وأكد الشيخ "أن هناك رسالة للشباب خاصة، وللمجتمع عامة، وبالتحديد من يهجرون القرآن الكريم، أن يرجعوا إلى كتاب الله ويقبلوا عليه، فوالله ثم والله بقدر ما يخلص العبد ويجتهد في كتاب الله، بقدر ما تنال من خير وبركات تعم حياته وتجعلها مثل الجنة، وعلينا أن نقبل على القرآن ونبذل كل غالي ونفيس في قراءته، ولكن لابد أن لا يقبلوا الشباب عليه إلا على يد شيخ متقن لكي يصحح له الألفاظ والمخارج الهامة التي يجهلها الكثير".

 

 

فرغم ظهور قارئ المشروعات القومية، ضيفًا في عدة قنوات على معظم البرامج، إلا أنه يتمنى الحصول على  فرصة يقدم من خلالها برنامجًا يخدم القرآن الكريم، والتجويد والقراءات قائلًا: " هذا تخصصي الذي يمكن أن اتحدث فيه، ولو تحقق ذلك سوف يكون من أفضل الأعمال التي اقدمها في حياتي، وأن استطيع توصيل رسالتي بشكل متقن في خدمة الله وخدمة كتابه".

تم نسخ الرابط