«بالكاميرا والقلم».. حكايات صحفيين فلسطينيين فى مواجهة الاحتلال

أُمرر بها وأقرأ شواهدَها بكلِّ لغاتِ أهلِ الأرضِ.. فيها الزنجُ والإفرنجُ والقِفْجَاقُ والصِّقْلابُ والبُشْنَاقُ.. والتاتارُ والأتراكُ، أهلُ الله والهلاك، والفقراءُ والملاك، والفجارُ والنساكُ.. فيها كلُّ من وطئَ الثَّرى.. كانوا الهوامشَ فى الكتابِ فأصبحوا نَصَّ المدينةِ قبلنا.. أتراها ضاقت علينا وحدنا.. يا كاتب التاريخِ ماذا جَدَّ فاستثنيتنا.. يا شيخُ فلتُعِدِ الكتابةَ والقراءةَ مرةً أخرى، أراك لَحَنْتْ"، كلماتٌ للشاعر الفلسطينى تميم البرغوثى، نقشت فى الكتب وعلقت فى الأذهان توضح مدى الصمود والقوة التى اتسم بها الفلسطينيون فى الدفاع عن حقوقهم، حينما حاولت إسرائيل بغاراتها المستمرة أن تطمس الهوية العربية، وتسيطر على الأراضى الفلسطينية، ليؤكدوا للجميع على علم أن القدس فلسطينية عربية حتى النهاية.
عاشوا على صوت الرصاص، واتخذوه صديقًا لهم، يرافقهم فى معظم الأوقات، لم يحرك بداخلهم ساكنًا، بل كان مثل الألعاب التى يمتلكها الأطفال فى صغرهم، واتخذوا من الحجارة سلاحًا يتصدون به للقناصات والدبابات، ولم يكل أحدهم، ولا يمل من المظاهرات الحاشدة التى يشهدها العالم، منذ اغتصاب الاحتلال أرضهم وحتى تلك الآونة التى تشهد مسيرات العودة التى ينظمها الفلسطينيون كل جمعة.
وفى الأيام الأخيرة بدأ جيش الكيان الصهيونى، يستهدف السلاح الفعال للفلسطينيين، من الصحفيين والمسعفيين الذين يتابعون مسيرات العودة، وينقلون للعالم الحقائق الغاضمة والجرائم التى يرتكبها هذا الكيان المحتل، وكان الاستهداف عبارة عن إصابات خلال التغطية الإعلامية للمسيرات، أو اعتقالات بمداهمة منازلهم فى الساعات المتأخرة من الليل، لكن كما حاول هؤلاء الصحفيون نقل أوجاع المتظاهريين فى فلسطين، حاولت "بلدنا اليوم" أن تنقل أوجاعهم ومعاناتهم فى العمل للعالم، عن طريق إجراء حوارات متعددة مع عدد من المصابين منهم، وأهالى المعتقلين.
سامر الزعانين: سنبقى ندافع عن القضية بكل ما نملك
سامر الزعانين، شاب فى العشرين من عمره، ملامحه دقيقة رقيقة، وعيناه واسعتان يتساقط عليهما شعره الأسود فاقع اللون، وجسده ما بين الطول والقصر، وبشرته بين البياض والسمرة، أحد سكان بيت حانوت شمال غزة، وأحد الصحفيين التابعين لصحيفة "فرى لانس" من حسن حظه كما ذكر أنه أحد الموكلين بالتغطية الإعلامية لمسيرات العودة الفلسطينية، يتدلى من عنقه الحبل الأسود الفاقع المعلق بآخره كاميرا "نيكون"، ويلتقط العديد من الصور المثيرة، التى تفضح قوات الاحتلال، ويرسلها إلى صحيفته، لكنه يعلم جيدًا أنه من الممكن أن يتحول جسده إلى أشلاء فى لحظات قليلة، إثر رصاصة غادرة من قوات الاحتلال، وهذا ما حدث بالفعل.
يقول المراسل الصحفى لمحرر "بلدنا اليوم": تمت إصابتى فى يوم الجمعة الموافق 27/7/2018، أثناء عملى بالتغطية لأحداث مسيرة العودة السلمية شرق منطقة أبو صفية شمال قطاع غزة، حيث أصبت بشظايا طلق نارى متفجر فى الفخذ اليمنى، بعد أن أطلق جنود الاحتلال الرصاص الحى المتفجر ناحيتى واستهدافى بشكل مباشر، لكن قدر الله أن تنفجر الرصاصة قبل أن تدخل جسدى وأصبت بشظايا بسيطة فى ساقى، لكن مهما حدث ليا من إصابات، لن تكون سببًا فى التراجع عن أداء عملى أولًا، وعن تحرير بلادى ثانيًا.
وأضاف، "ولكنى الآن فى أشد حزنى بالفعل، لأنى لا أخرج من البيت، وألتزم السرير من أجل الشفاء من تلك الجروح الكثيرة فى بدنى، ولن أشارك فى المسيرة القادمة يوم الجمعة، لكن بالتأكيد سأعود ثانية للعمل بعد أيام قليلة".
وأضاف الشاب الفلسطسينى، أن هذا الصمود والتحدى الذى يقوم به الفلسطينيون الآن، هو مصدر القوة الأول والعزيمة التى تعطينى أنا وزملائى الطاقة فى استكمال العمل كصحفيين عامة، وكفسلطينيين خاصة، رغم أن قوات الكيان الإسرائيلى تستهدف الصحفيين منذ سنوات وليس هذه الأيام فقط، سواء بالاعتقال بالنسبة للضفة، أو الإصابات هنا فى غزة، لأنهم يعلمون جيدًا مدى تأثير الصحافة الفلسطينية، فى مواجهة دعايته الخادعة التى تغير الحقيقة وتحجبها.
وأشار إلى أن الهدف الأكبر الذى سمح للاحتلال باستهداف الصحفيين الفلسطنيين، هو صمت المنظمات الدولية الحقوقية والقانونية، التى من أعمالها الاعتناء بحماية الصحفيين من هذه الجرائم التى يرتكبها الاحتلال.
أما عن الرسالة التى يريد أن تصل إلى العالم، قال مراسل صحيفة "فرى لانس" سامر الزعانين: "رسالتى أننا نتعرض يوميًا إلى انتهاكات كبيرة من قوات الاحتلال، وهذه بسبب الصمت الذى يلتزمه الجميع فى أنحاء العالم، وغض النظر عن القضية الفلسطينية، ولكن فلسطين قضية عادلة، وسنبقى ندافع عن هذه القضية بشتى ما نملك، وما نستطيع، لأننا نتعرض للعديد من المخاطر رغم ارتدائنا الملابس الصحفية المتعارف عليها دوليًا، واستهدف المكاتب الصحفية بالاعتقالات فى الضفة المحتلة والقدس".
وهناك العديد من المواقف الغريبة التى حدثت معى، ولكن مواقف لم يمر بها أحد فى أنحاء العالم غير هنا فى فلسطين، لأنها هى النجاة من الموت المحقق أكثر من مرة حينما استهدفتنى قوات الاحتلال فى مسيرات العودة، فى هذه اللحظات فقدت العديد من أصدقائى، من ضمنهم صديقى الذى يمثل نصفى الآخر "الصحفى أحمد أبو حسين"، الذى تم استهدافه بالقرب منى، واستشهد بين ذراعى، وأيضًا صديقى الآخر "ياسر مرتجى" فلم أعد أمتلك من يرسم الابتسامة على وجهى، لأنهما هما من كانا يستطيعان ذلك".
معتصم سقف الحيط: من يمتلك كاميرا أصبح فى قائمة الاستهداف لقوات الاحتلال
وعلى غرار هذه الإصابات المستمرة فى صفوف الصحفيين، كان لـ"بلدنا اليوم" لقاء آخر مع الصحفى "معتصم سقف الحيط"، الذى يعمل فى شبكة "القدس" الإخبارية، ويقطن بالضفة الغربية، لم يختلف كثيرًا عن صديقه السابق، فى الملامح الجميلة، وحمرة الصحراء الظاهرة أعلى بشرته الرائقة، وعمامته الفلسطينية الحاضنه لرأسه طيلة النهار، أثناء تغطيته المظاهرات التابعة لمسيرات العودة.
لم يشغل باله الرصاص الغادر الذى يأتى من جميع الجهات، ولا شقيقه الذى أعتقل فى سجون الاحتلال منذ أيام، ورغم ذلك ذهب لممارسة عمله الصحفى فى قطاع غزة، وبعد ساعات من التقاط الصور التى يرسلها إلى صحيفته، جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن، محملة برصاصة الغدر التى أصابت قدمه اليسرى.
"طالبنا كثيرًا بحماية الصحفيين، لكن لا حياة لمن تنادى".. بهذه العبارات بدأ معتصم حديثه، وتسيطر عليه علامات الحزن والألم بسبب ما لحق بهم، من متاعب طوال هذه السنوات، بسبب بطش جرائم العدوان، مضيفًا: "للأسف أصبح اليوم من يمتلك كاميرا وقلما، فى قائمة الاستهداف الإسرائيلية، إما باستشهاد أو إصابات تجعلك عاجزًا طوال الحياة، وقد طالبنا من الحكومة الفلسطينية التعاون مع الصحفيين، وهى بالفعل تتعاون لأن الهدف واحد وهو محاربة الاحتلال، ولكن ماذا عن الحكومات العربية والعالم بأسره، لم يتحرك لهم ساكن حتى الآن فى وقف الدمار الذى تشهده فلسطين".
عبد الله القططى.. خرج ليسعف المرضى تم إسعافه
لم يكن استهداف جيش الاحتلال خلال مسيرات العودة، للصحفيين فقط، لكن كان فى تخطيطهم جميع من يساعد المظاهرات، حيث وقع فى شباك غدرهم، المسعف المتطوع، عبد الله القططى، الساكن فى قطاع غزة، وكان دائمًا من ضمن المسعفين الحاضرين خلال المظاهرات، وأكثرهم شهرة بسبب الأعمال التى يقوم بها، والأرواح التى أنقذها من الموت.
فى مظاهرات العودة الأخيرة، التى كانت تحت عنوان "الحرية والحياة" كان القططى أول المشاركين فى هذه الحشد الأكبر، الذى يفضح قوات الاحتلال، حيث أثار غضبهم وهاجموه، ما تسبب فى إصابة ما يقرب من 307 فلسطينيين خلال ساعات.
لم يشغل بال المسعف المتطوع هذه الرصاصات، وظل يمارس عمله التطوعى فى تحرير بلاده، وفجأة تحولت الأمور تمامًا حينما كان يُسعف المرضى، فأصيب برصاص فى الصدر، فوقع على الأرض شهيدًا، ولكن هذا هو الحال بالنسبة لهؤلاء الأحرار فى الآخرة، الأسرى فى الدنيا.
فضل أحمد مغازى:«ما راح نوقف طول ما إلنا حق.. ومستمرون بفضح جرائمهم أمام العالم»
"يحاربون القلم والكاميرا بأسلحة القناصة".. هكذا بدأ حديث المصاب الآخر، المصور الصحفى التابع لـ"وكالة شمس نيوز الإخبارية" بمدينة غزة، "فاضل أحمد مغازى" الساكن بالمحافظة الوسطى بمخيم البريج، الذى أصيب بطلق نارى فى القدم اليمنى، من قوات الاحتلال خلال المظاهرات فى الحدود الشرقية للمحافظة الوسطى.
وأضاف مغازى، أن قيادات جيش الاحتلال يعتقدون أنهم سيحصلون على ما يريدون من التدمير والسيطرة على الأراضى الفلسطينية بهذه الطريقة، لكن لن يستطيعوا فعل ذلك مهما طال اللقاء بيننا، واشتدت الموجهات، فسلاحهم القناصة والدبابة، وأسلحتنا القلم والكاميرا، وهذه الضربات الموجعة الغادرة التى يقومون بها، تعطينا القدر الكبير من القوة للصمود، فى وجه عدو منتهك لا يعرف معنى الحقوق والوطنية.
وأضاف الشاب الفلسطينى، عشرينى العمر ثلاثينى الهيئة، بسبب الهموم التى لحقت به: "نحن كل يوم نفتقد أشخاصًا، إما أقارب أو أصدقاء فى العمل الصحفى، وهم استشهدوا من أجل وطن، ونحن من حمل الرسالة خلفهم، ولن يهدأ لنا بال إلا بطرد تلك القوات المحتلة من الأراضى الطاهرة، أو نلحق بهؤلاء الشهداء المنعمين فى جنات الفردوس".
وأكد عبر حديثه لـ"بلدنا اليوم" أن الإصابة لم تمنعه من ممارسة عمله كمصور صحفى، بل جاءت على عكس ما يريدون وزادته إصرارًا على فضح جرائم هذا الجيش الإجرامى، متابعا: "ونزلت الميدان بعد أسبوع من الإصابة، وكان الجرح مفتوحًا، ومع ذلك شاركت فى المسيرات، لكن تحديت نفسى ونزلت زى ما يكون لم يكن فى جسدى شىء، بل هذه الإصابة أعطتنى أملا أستمد منه قوتى وعزيمتى، ما دام فينا قطرة دم بتحيا، نحن بنقوى وبنصمد أكتر وأكتر".
وأخيرًا وجه فاضل رسالة، ولكن لم يقصد بها العالم قائلًا: "رسالتى أنا وكل فلسطينى هى مش للعالم البشرى، بل لله لأن العالم لم يقدم لنا غير الخذلان والصمت على جرائم الاحتلال، ونحن باقون ورسالتنا باقية مهما كلف الثمن، ما رح نوقف طول ما لنا حق راح ندعمه وراح نستمر بتغطية وفضح جرائمهم لكل العالم حتى لو كان ثمن الحقيقة دماءنا مثل العديد من الأصدقاء الشهداء، فأنا لم أفقد أحدًا من أسرتى، ولكن فقدت من يمثل حياتى بأكملها، وهم أصدقاء العمل، وقد طالبنا بالحماية الدولية مرارًا وتكرارًا، من المؤسسات والنقابات، ولكن لا حياة لمن تنادى، حتى بعد اعتصامنا سلميًا على الحدود، تم استهدافنا من قوات الاحتلال بالرصاص الحى".
مهند ناصر: الجنود الجبناء يتحصنون بقمم الجبال لقنصنا
وقال مهند ناصر، الشاب الفلسطينى، الساكن فى مدينة رفح جنوب قطاع غزة، والصحفى بـ"صحيفة الحدث" إنه تعرض للاختناق من قنابل الدخان السامة، التى تطلقها قوات الاحتلال، عبر الطائرات المسيرة حول المظاهرات الفلسطينية، وعبر المدافع التى توضع على قمم الجبال فى الجمعة الأولى لمسيرات العودة.
وأوضح، أنه أصيب كثيرًا فى مرات متفاوتة خلال المظاهرات الفلسطينية، لكن العديد من زملائه أصيبوا بالرصاص الحى المباشر عبر قناصة الاحتلال، الذين يعتلون الجبال الرملية والتلال على طول الطريق الفاصل من رفح وحتى شمال غزة، يحتصنون وراءها التلال، ولكن هذه الإصابة لن تكون فى يوم من الأيام سببًا فى ترك عملى.
وأضاف الشاب الفلسطينى، أن هؤلاء الصحفيين لهم احترامهم فى القانون الدولى، الذى يكفل لهم الحماية من الاحتلال الإسرائيلى، ولكن هذا لم يحدث فى أى وقت من الأوقات، فالكثير من الزملاء يتعرضون للاعتقال فى غزة وفى الضفة الشرقية، والاحتلال يتعامل معهم بالعنف والجبروت، والدليل "السحل" الذى قامت به قوات الاحتلال فى ثورة القدس الأخيرة للصحفيين، والهجمات التى شنها العديد من الجنود، ثم قاموا بتعصيب أعينهم لم يروا شيئا، وأخذوهم إلى المعتقلات لم يظهر الكثير منهم حتى الآن، ولكن من الممكن أن يعتزل بعض الصحفيين العمل عندما تشتد عليهم الأزمات، ولكن هنا فى فلسطين لم يحدث ذلك، بل كل ضربة تزيدهم قوة وصمودًا.
وأشار إلى أن المظاهرات التى تخرج كل جمعة، من أجل توصيل رسائلهم إلى العالم، لم تمر بسلام كما يحدث، بل تتعرض لضربات من قوات جيش الاحتلال عن طريق الدبابات والقنابل المسيلة للدموع، والدخان السام، واستشهد إلى الآن أكثر من 150 شابًا فى هذه المسيرات، ومن الصحفيين نحو 4 شهداء.
سامى الساعى يكشف طريقة المداهمات والاعتقال والقمع
لم تكن استهدافات الكيان الصهيونى، للصحفيين عبر المظاهرات فقط، لكن كانت لهم طرق كثيرة فى محاربة الوسيلة الوحيدة التى تعبر عن معاناتهم، وهى الاعتقالات، التى كان أغلبها فى الضفة الغربية، وجيش الاحتلال ينتشر هناك بالفعل فى جميع المناطق بشكل مكثف للغاية، ويتم الاعتقال -وفقًا لكلام الصحفى سامى الساعى- عن طريق مداهمة المنازل فى الساعات المتأخرة من الليل، والقبض على من بداخلها أو المطلوبين من قبل القيادات، وفى أغلب الأوقات يطلقون قنابل الغاز والأخرى المسيلة للدموع على المنازل، حتى لا يفر الشخص المطلوب منهم، وهم يؤمنون مداهماتهم عن طريق القناصة، الذين يعتلون المنازل والطرق من بعيد.
وأضاف الساعى أن من يُعتقلون لا توجد اتهامات موجهة لهم، غير أنهم يعملون فى قنوات ووسائل إعلام يراها الاحتلال من وجهة نظره أنها محظورة، وفى بعض الأحيان يتم اعتقالهم بسبب انتمائهم السياسى لحركات سياسية تتصدى لهجمات الاحتلال المتتالية، ومن هؤلاء الصحفيين من تم اعتقالهم سابقا، ومنهم من يعتقل لأول مرة، حيث إن قوات الاحتلال تعاملهم مثل أى معتقل آخر عن طريق حبسهم فى الزنازين، والتحقيق معهم، فضلًا عن المعاملة غير الإنسانية والمحاكمات العسكرية منهم، لافتا إلى أن هذه الاعتقالات تسببت فى اعتزال البعض منهم العمل الصحفى، ومن تبقى استمر فى أداء رسالته بحذر.
وأوضح الساعى، أن الحكومة الفلسطينية غير قادرة على إطلاق سراح هؤلاء الصحفيين المعتقلين، لكنها تدعمهم وتساندهم من خلال وزارة الإعلام ونقابة الصحفيين، عبر مراسلات دولية واعتصامات محلية، لكن هذه الاعتقالات قد تؤثر عليهم سلبًا، من خلال جعلهم يمارسون الرقابة الذاتية فى عملهم الإعلامى خوفًا من تكرار الاعتقال، خاصة أن الاحتلال يفرض عليهم غرامات مالية مع وقف للتنفيذ إلا إذا عاودوا العمل كالسابق مرة أخرى، حيث يتم اعتقالهم من جديد.
وأشار إلى أن الصحفيين، الذين اعتقلوا في الآونة الأخيرة، من ضمنهم إبراهيم الرنتيسى مراسل قناة "trt" التركية، الذى تم الإفراج عنه من السجون الإسرائيلية بعد 3 أيام من اعتقاله وتعذيبه من قبل الجنود، وأيضًا محكمة الاحتلال العسكرية قررت الإفراج عن الصحفيين "محمد علوان وحسنى أنجاص وقتيبة حمدان" بشرط دفع كفالة بقيمة آلاف شيكل، وتقرر تمديد اعتقال "علاء الريماوى".