صورة.. الوجع يحاور «الأيس كريم» على الرصيف

أشياء بسيطة تبهج القلب وتذهب الغم، صنعها أحد المارة على الطريق، ببضع جنيهات وكأنه يفعل شيئًا عاديًا، ولكن لم يعلم أنه رسم الإبتسامة على وجه شاحب افتقد تلك الضحكة من سنوات، بعد أن تشرد في الشوارع والميادين، بحثًا عن مأوى يجد فيه راحة باله ويطمئن قلبه، صورة بألف كلمة إلتقطتها عدسة الكاميرا في لحظات معدودة، من مولد السيدة زينب.غمقاء غلب عليها التراب وممتلئة بالثقوب، ولكنها تستر عورته التي لم يفكر في سترها الأغنياء، هذا هو مظهر جلباب الرجل الستيني، الجالس على جانب الرصيف، مرتديًا عمامته الفاقع لونها المزوده بخيوط ممزقة، وخروم كثيرة، رغم ذلك حاضنه لرأسة طيلة النهار، ويسوقه الفقر شرقًا وغربًا بين العمائر والمساجد، ولكن تنتهي رحلته اليومية بجوار السور الحديدي المرتفع جانب حائط مسجد السيدة زينب.فبعد رحلة طويلة استغرقت عدة ساعات بين المداحين والمبتهلين، ساقه القدر إلى مكانه، حتى تتمكن الفرحة من قلبه طوال اليوم، بسبب قطعة أيس كريم، أعطاها أحد المارة له، فبنظرات غريبة تجمع بين الفرحة وعدم الإقتناع، يمد الرجل يداه ليمسك بأصابعه مصدر سعادته طوال اليوم وكأن قلبه يغرد قائلاً الشوق يزداد إلى لقاء الحبيب.قصص حكايات روايات، يفضفض فيها هذا الرجل الستيني من حبيبت قلبه الأيس كريم، وكأنه ينتظرها منذ سنوات حتى تخرجه من الهم والضيق الذي أقعده لا حول له ولا قوة، بينما الكل يمر بجانبه ولا يبالي، ولم تسيطر نظرات الرحمة على أحدهم حتى ينجيه من رحلة العذاب المصاحبة له لعدة أعوام، بل الشيء الجميل الذي ناله فيها هى قطعة الأيس كريم.