«تلقيحات الخليفة المزعوم».. هجوم أردوغان على «بن سلمان» يفضح أنقرة

صفعة قوية تلقاها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أثناء زيارة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان لمصر، بعدما تحدث الأخير خلال مؤتمر صحفي، عن ثلاثي الشر في إشارة إلى تركيا وإيران والتنظيمات الإرهابية، ودورهم الهدام في المنطقة والوطن العربي.تقمص الرئيس التركي دور «سيدة شعبية» في محاولة للرد على تصريحات ولي العهد السعودي، بعدما قال خلال مشاركته في برنامج يوم المرأة العالمي، إن من لا يحرك ساكنًا حيال مقتل مليون شخص في سوريا، لا معنى لحديثه عن حقوق المرأة.واستمر أردوغان في هجومه قائلًا: «هل سمعتم كلمة واحدة ممن يتشدقون بحقوق المرأة في العالم، حول مقتل آلاف النساء في الغوطة الشرقية خلال الأشهر الأخيرة».وزعم أن «الذين لم يحركوا ساكنا إزاء مقتل مليون إنسان في سوريا معظمهم نساء وأطفال، هل يمكن أن تحمل كلماتهم حول حقوق المرأة أي قيمة؟».خبيرة علاقات دولية: أحاديث شعبية لا جدوى منهاردًا على تصريحات الرئيس التركي الأخيرة، قالت د.نهى بكر أستاذ علوم سياسية بالجامعة الأمريكية، وخبيرة علاقات خارجية، إن ما يتفوه به أردوغان ليس بالحديث الدبلوماسي أو السياسي الذي يشكل سياسة خارجية لها قوامها وتماسكها، مؤكدة: «فنحن أمام خطاب شعبوي، مشابهة لأحاديث العامة الذين لم يحصلوا على قسط من التعليم، فلا يعترف بها، ويجب أن ينقي من نفسه».وتابعت في تصريحات خاصة لـ«بلدنا اليوم»: «ماذا فعلت تركيا بشأن مقتل الملايين من النساء والأكراد؟»، مشيرة إلى أنه كان من الأسباب الرئيسية لعدم انضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي هو انتهاكة لحقوق الإنسان في بلاده، حتى يثير في الاعلام الكثير من التساؤلات حول منطلق تصريحاته الأخيرة، فيترك الباب مفتوحًا.40% من التركيات تعرضن للعنفخرج أردوغان في المؤتمر ليؤكد، أن من يذرف «دموع التماسيح» من أجل العشرات من النساء والأطفال «الذين فقدوا في ظلمات البحر لا حاجة لنا».وأضاف: «كيف لنا أن نصدق من لم يذرف دموعا صادقة أنهم يدافعون عن حقوق المرأة فعلا؟».من يتحدث عن حقوق المرأة، فضحته احصائيات مرعبة عن حوادث العنف ضد النساء هناك، فتشير التقديرات إلى أنّ 40 في المائة من التركيات تعرضن للعنف على الأقل لمرة واحدة في حياتهن. ومع أنّ السلطات لم تصدر أي إحصاء دقيق منذ أكثر من 4 أعوام حول أعداد القتلى من النساء، إلا أنّ الإحصاءات غير الرسمية تؤكد أنّ عام 2016 شهد مقتل أكثر من 296 امرأة في تركيا، بزيادة أكثر من 30 في المائة عن 2015. وأكد الكاتب الصحفي المعروف باسل دباغ أن المنظمات المعارضة تتبنى نظرية تسبب السياسات الاجتماعية المحافظة منذ عام 2002 بأرتفاع حاد في جرائم العنف ضد المرأة. واتهم هذه المنظمات الحكومة بأنّها تتبنى موقفا معادياً للقيم الغربية حول المساواة الجنسية، وذلك بتبني استراتيجية، تهدف إلى تحويل المرأة إلى وسيلة ولادة أطفال من دون العمل على تمكينها.كما صرحت نهى بكر، أن العنف ضد المرأة في كل العالم عادة يجب تغييرها والقضاء عليها، مشيرة إلى أن كل دولة تبذل جهدها لإحداث ذلك التغيير الملوب، مؤكدة أن قياس حقوق المرأة يتم عبر ما يمنح لها من حقوق سياسية واقتصادية واجتماعية، منوهة في الوقت ذاته أن خطاب أردوغان الشعبوي وتبادل الاتهامات لن يحقق للمرأة في تركيا أي منفعة.