بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

رحلت الصغيرة.. كيف فضحت طفلة اليمن زيف الإنسانية؟

كتب : سارة أبو شادى

ملامح برئية عمر لم يتجاوز الـ7 أعوام، ابتسامة اختفت عن الحياة، رحلت وهي تتألم لكنّها ستجد هناك حيث المكان البعيد الراحة الأبدية، ستقاضي كل من تسبب في هذا الألم، ذهبت بعيدّا وتركت أم لن تجف دموعها عليها، ستنتظرها هناك على باب الجنة، لم تتحمل الصغيرة المعاناة كثيرّا فكانت دعواتها الرحيل مبكرّا.

 

الطفلة اليمنية أمل حسين، كانت خير دليل على المجازر الإنسانية التي تحدث في اليمن، تصدرّت صورتها أغلفة الصحف والمجلات، لم تنتظر أن يرأف أحد بحالها فقررّت أن تعري الإنسانية بأكملها، من ينادون كل يوم على شاشات وسائل الإعلام بحقوق الإنسان، تلك الشعارات الزائفة التي لم ولن تحقق على أرض الواقع، أمل لم تكن سوى طفلة شاء القدر أن تولد في وسط الرصاص، لكنّها فعلت مالم يفعله الكثيرين غيرها بموتها.

 

توفت أمل حسين ممتأثرة بمضاعفات سوء التغذية والمجاعة، لكن صورتها الصادمة ستبقى أيقونة ترمز إلى ما آلت إليه أوضاع اليمنيين من معاناة جراء سعي الحوثيين للسيطرة على البلاد بالقوة، وإخضاعها لنهج طائفي وسلطة تُدين بالولاء لإيران.

 

وانتشرت على نطاق واسع صورة الطفلة “أمل” وهي في السابعة من عمرها ترقد بصمت على سرير في مستشفى شمال اليمن، فيما تعاني الهزال الشديد بسبب المجاعة والمرض المنتشرين في مناطق واسعة من اليمن.

 

وحاول خصوم السعودية والتحالف العربي استغلال الصورة للإساءة للمملكة والتحالف، إلا أن كثيرًا من اليمنيين يقولون إن الطفلة “أمل حسين” هي ضحية لممارسات الحوثيين وتجاهلهم لمساعي التسوية السياسية، فضلًا عن نهبهم للمساعدات الإنسانية المقدَّمة للمحتاجين، وسيطرتهم على كل مقدرات اليمن الشحيحة وتحويلها إلى ما يسمونه “المجهود الحربي.”

 

وتنحدر الطفلة “أمل حسين” من منطقة صعدة معقل الحوثيين، وتُوفّيت شمال العاصمة صنعاء، ورغم انتشار صورها إلا أنها لم تتلقَ رعاية خاصة من قِبل الحوثيين الذين تتهمهم الحكومة الشرعية بمفاقمة المعاناة الإنسانية لتوظيفها سياسيًا ضد التحالف العربي.

 

ليست أمل الطفلة الوحيدة التي آل إليها حالها هكذا بل هناك مئات بل آلاف الأطفال اليمنيين، الذين يخطفهم الموت يوميّا، بسبب الجوع والمرض، أطفالًا لا ذنب لهم سوى أنّهم كانوا ضحية لحرب لم يعرفوا حتى معنى الكلمة، رحلت أمل فأبكت العالم وكشفت خزيه، ويوميّا سترحل أمل أخرى في ظل الصمت الدولي على جرائم الجماعات الإرهابية في اليمن الحزين.

تم نسخ الرابط