بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

داعش في قلب أوروبا.. وسائل الإعلام تتجاهل العائدون إلى بلادهم

كتب : بلدنا اليوم

بعد الضربات الموجعة التي لحقت بالتنظيم خلال الأشهر القليلة الماضية، وسقوط أجزاء كبيرة من البلدان التي اعتبرها مقرًا لدولته الوهمية، وخسارة عدد كبير من جنوده في العراق والشام، اتبع التنظيم حيلة جديدة للرد على تلك الضربات وهو أسلوب الذئاب المنفردة في قلب أوروبا.

 

فمنذ ما يقرب من عامين صدرت في معظم وسائل الإعلام الأوروبية تحذيرات من خطر تسلل أنصار داعش إلى أوروبا، جراء تصميمهم على تنفيذ هجمات وأعمال عنف هناك، خاصة أنّ داعش لديها مئات من العائدين إلى أوروبا وأنصار ينتظرون أوامر للهجوم على أوروبيين، لكن هؤلاء اختفوا ولم يعد هناك الكثير من الأنباء حولهم في الآونة الأخيرة.

 

وفي موقع "ذا ناشونال إنترست"، ذكر عدد من الخبراء أن الصحافة عموماً لا تهتم بتغطية أشياء لا تحدث، ومنها، على سبيل المثال، لغز مصير أفراد من داعش، تدربوا في الشرق الأوسط، وعادوا إلى أوروبا وكانوا مستعدين لتنفيذ عمليات إرهابية هناك، لكن لا يبدو أن شيئاً من هذا القبيل قد حصل بالفعل.

 

فقد دقت أجراس الإنذار في عدد من الأوساط، ونشرت عدد من التقارير، كان من أشهرها ما كتبته روكميني كالاماشي في صحيفة نيويورك تايمز في 3 أغسطس2016، حول" شبكة عالمية من القتلة" أنشأها داعش وزودها بكل أنواع الأسلحة.

وتصدرت صحف ألمانية صورة مضخمة لمجرم ألماني انضم إلى داعش في سوريا ومن ثم انشق لأنه، كما قال، صدم مما شاهده من عنف وقتل.

 

وجاء في تقرير صحفي صدر في صحيفة ألمانية أنه "لدى داعش مئات من العائدين إلى أوروبا وأنصار ينتظرون أوامر للهجوم على أوروبيين"، وقد تضمن ذلك التقرير معلومات استخباراتية وعسكرية ذكرها مسؤولون شرطوا عدم ذكر أسمائهم.

ويذكر الخبراء أنه لم يقم أي من هؤلاء المئات من "جنود داعش"، بأي عمل، ووقعت هجمات في باريس وبروكسل من قبل أمثال أولئك العائدين قبل عام من نشر التقرير، كما سجلت هجمات ذات صلة بداعش في أوروبا، نفذها أشخاص تبنوا أفكار التنظيم، ولم يكن أي منهم من العائدين، فهل من تفسير لعدم وقوع أي حدث مما حذر منه مسؤولون غربيون؟.

وبعد مرور عامين على نشر التقرير الذي حذر من خطر العائدين من معقل داعش الرئيسي إلى أوروبا، اقترح الكاتب على زميلة له تعمل في صحيفة "نيويورك تايمز" إجراء متابعة مناسبة للموضوع.

وبالفعل، نشرت "نيويورك تايمز" في 12 سبتمبر تقريرًا بقلم روكميني كاليماشي، بعنوان "تراجع دراماتيكي في هجمات داعش في الغرب ليس مـؤشراً مريحاً".

 

ورغم ذلك، يقول الكاتب إن معدة التقرير  تجاهلت تماما قضية العائدين. وعوضاَ عنه نشرت ملفاً من مصادر استخباراتية، عن هجمات نفذها وخطط لها أشخاص لا صلة لهم بداعش، وإنما استلهموا عقيدته.

وحسب الكاتب، لم يرد في التقرير ذكر لتراجع عدد الهجمات الإرهابية في أوروبا، بل أشار لارتفاع عدد المعتقلين الإرهابيين في أوروبا. ويختم التقرير أن ذلك يعني أنه "فيما تراجعت قدرة داعش، فإن تأثيره لم ينقص".

وتخلص كاتبة تقرير "نيويورك تايمز" إلى رأي مفاده "نجحت قوات أمنية في إحباط المزيد من الخطط الإرهابية. فقد تمكنت قوات شرطة واستخبارات من متابعة ومراقبة مواقع مشبوهة يستخدمها داعش وأنصاره للتخطيط لهجماتهم، ولاستقطاب أنصار جدد". 

تم نسخ الرابط