بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

«السرطان بداية حياة.. معًا أقوى»: حلقة جديدة للمحاربين في مصر تساند على اجتياز المرض

بلدنا اليوم
كتب : سارة أبوشادي

يحتاج مرضى السرطان في كثير من الأحيان إلى الدعم النفسي، العلاج الكيماوي لم يكن وحده يستطيع أن يُساهم في شفاء هؤلاء، لكن العلاج الأقوى والأكثر تأثيرًا هو الدعم النفسي، والمتواجد بضعف في أنحاء المحروسة، فنادرًا ما تجد هناك أشخاص يدعمون مرضى السرطان ويحثونهم على مقاومة المرض ودفع الأمل بهم، لكن الغالب هو سيطرة اليأس على الكثيرين منهم، لذا ظهرت عدة مبادرات في الآونة الآخيرة مهمتها تقديم الدعم النفسي لمحاربي السرطان.

 

 

عبد الرحمن براني مؤسس إحدى تلك المبادرات وتحديدًا مبادرة «السرطان بداية حياة.. معًا أقوى»، جاءت الفكرة للشاب في عام 2017، بعدما وجد حالة من اليأس أصابت الكثير من مرضى السرطان، مما دفعه للبحث عن فكرة يُحاول مساندة تلك الفئة، فعمل على إنشاء مُبادرة تضم التجارب المُصابة بالمرض، يتم من خلال تلك المبادرة التواصل مع بعضهم البعض وعرض كآفة التجارب على أن يستفيد غيرهم.

كيف جاءت فكرة تأسيس المُبادرة؟

وتحدّث عبد الرحمن براني، أنّ البعض من مصابي السرطان يبحثون عن أشخاص مثلهم مروا بنفس التجربة، بعيدًا عن الأطباء، فمريض السرطان يحتاج لسماع تجارب مثيله خاصة وإذا كانت تلك التجربة قد تماثلت للشفاء فمعنويّا هذا الأمر سيكون فارقًا كبيرًا في حياته، كان في حياة عبد الرحمن الكثير من أصحاب تلك التجارب فقررّ البدء بهم، وعمل على تكوين حلقة تضمهم، وبعد فترة قصيرة بدأت الدائرة  تتوسع وينضمّ إليها عدد كبير من أصحاب المرض.

 

وجاءت فكرة إسم المبادرة، «السرطان بداية حياة.. معا أقوى» عن طريق محاولة الشاب أن يبحث عن إسم  به نوع  من الأمل، فكانت بمثابة دعم نفسي خاصة للمرضى «بداية حياة»، معظم مرضى السرطان بعد تماثلهم للشفاء من المرض يعتبرون أنّهم في تلك اللحظة قد بدأت حياتهم من جديد، استطاعوا النجاح في العديد من المجالات واكتشاف مواهب في أنفسهم كانت خفية عنهم أثناء مرضهم،  لذا كان الإسم خير معبر عن هذا الأمر.

هل يضم الجروب أطباء ومتخصصين؟

مع اختلاف قصص أعضاء الجروب، بدأ هناك نوع من التفاعل البعض يقوم بنشر أسئلة يطلب معرفة إجابتها، لذا احتاج الجروب إلى وجود أطباء مختصين خاصة وأنّ تلك الأسئلة كانت تحتاج بشكل كبير إلى أطباء للإجابة عليها، وبالتالي  فكّر عبدالرحمن في أن يُصبح الجروب أكثر تأثيرًا، فتحدّث مع عدد من الأطباء وشرح فكرة المبادرة لهم، ورحّب الكثير منهم بالفكرة، وانضم للمبادرة أطباء مصريين يعملون في الداخل والخارج، من أصحاب الخبرة في علاج أمراض الأورام.

 

بدأ الأطباء يتفاعلون بشكل كبير على الجروب، وقام عدد كبير منهم بنشر معلومات عن المرض أكثر والوقاية منهم وأحدث إمكانيات العلاج التي توصلت لها الصحة، وبدؤوا في عمل تجمعات للحديث حول التجارب ضمّ التجمع أول مرة عدد ليس بالكثير، لكن فيما بعد بدأت التجربة تنتشر في أنحاء المحروسة بالكامل.

 

هل يعرض الجروب كآفة أشكال الحالات حتى الخطيرة منها؟

وبحسب حديث عبد الرحمن، فإنّ القائمين على المبادرة يُحاولن بكآفة الأشكال عدم عرض الحالات أو التجارب التي فقدت الأمل، فمن الممكن حال عرض مثل تلك الحالات أن يصيب البعض باليأس وفقدان الأمل، حتى لو توفّى أحد أعضاء الجروب فيحاولوا بقدر الإمكان عدم الحديث عنه، خاصة وأنّ هناك بعض من المصابين بنفس مرضه يتملّكهم اليأس والإحباط، كان آخر تلك الحالات وفاة الزميلة دعاء أحد مؤسسين المبادرة.

 

«أنا قابلت ناس حاربوا لآخر نفس» عبد الرحمن تحدّث عن أنّه طوال فترة تأسيسه للمبادرة تعرّف على محاربين بالرغم من أنّ المرض هزمهم في النهاية، إلّا أنّهم كانوا صامدين ومحاربون للمرض للنفس الآخير، فتيقنّوا أنّ الموت له موعد ولن يتقدم أو يتأخر على حسب المرض.

 

هل تقبل المبادرة التبرعات؟

المبادرة أيضًا لا تقبل أي تبرعات من أحد، بل يعمل القائمين على الجروب لتوفير العلاج والمساعدة للكثير من المحتاجين من أعضاء المبادرة، يعملوت على توفير الأدوية وكآفة الاحتياجات التي يحتاجها أعضاء الجروب بمساعدة الأطباء المتواجدين، هناك الكثير من المشاكل التي واجهت المبادرة، كالروتين وتأخر الإجراءات، بالإضافة إلى فقدان عدد كبير من المرضى ممن فقدن وظائفهم بسبب المرض، مما كان يدفع القائمين على المبادرة بمحاولة توفير تكاليف العلاج، على حد قول عبد الرحمن برانين مؤسس مبادرة لمحاربين السرطان.

 

قامت المبادرة أيضًا بتوفير ما تسمى بالإسورة والتي يرتديها مريض السرطان، والتي تُسهل وتكون بمثابة آمان لمصابي المرض، جاءت الفكرة عن طريق فتاة تُدعى سمر سيد، مهمة الإسورة حينما يُصاب أحد المحاربين بحالة إغماء أو ماشابه في الطريق، فإنّ تلك الأسورة ستكون دليلًا للغير بأنّه مريض سرطان في ويجب التعامل مع حالته بحذر وعدم إعطائه أية أنواع أدوية، تلك الإسورة يتم تصنيعها في أمريكا، على حساب مؤسسي المبادرة وتمّ توزيعها في مصر بالكامل مجانًا.

 

 

هل نجحت المبادرة بعد حوالي عام من إنشائها؟

 الواقع هو من قام بالرد على هذا السؤال، المبادرة ساهمت في مساعدة الكثير من مرضى السرطان من كل فئات المجتمع، فاشترك بها فنانين وشخصيات عامة وأطباء، فأصبحت المبادرة بمثابة المنزل الذي يضم بين أركانه عائلة واحدة، لذا كان هذا الأمر خير دليل على نجاحها.

 

 12 إعلاميا يدعمون مرضى السرطان بـ'57357'.. (صور)

«أبيلجيل لويس».. طفلة تحدت وباءين «السرطان وكيكي»

تم نسخ الرابط