هالة بدعوى خلع: جوزى غاوى أتوبيسات

حكايتها لم تختلف كثيرًا، فهى زوجة أجبرت أن تعيش فى كنف رجل لم يمتلك من الرجولة سوى الاسم، كما وصفته، لا يريد أن يتحرك ويجرى على لقمة عيشه؛ لحفظ منزله، ويكفل لأسرته حياة كريمة.
قالت "هالة": "تزوجت من رجل مختل"، هكذا وصفته فى دعواها، قائلة: "غاوى أتوبيسات للهروب من مسئوليته كزوج".
وأضافت الزوجة الأربعينية، التى تعمل موظفة بإحدى المدارس الحكومية: "تزوجته بعدما تبين لى أنه موظف حكومى وكانت ظروفنا متشابهة، وقد ساعدتنى أمى فى امتلاك شقتنا بإحدى المدن الجديدة التابعة لوزارة الإسكان الاجتماعى، كانت حياتنا رتيبة، زوج وزوجة يعملان كموظفين، وكنت بصفتى مدرسة أقوم بإعطاء دروس خصوصية لمساعدته على تكاليف الحياة ولكنى اكتشفت أنه غير سوى "نطع"- على حد وصفها-.
وتابعت: "كرهنى فى عيشتى" فقد كان يحب المكوث فى البيت تاركًا وظيفته وعمله، فأصبحت ألح عليه فى الالتزام بعمله والحفاظ على راتبه من أجل أبناءنا، فكان لكى يخلص من إلحاحى عليه؛ يقوم صباحًا والخروج من البيت واستقلال أتوبيس هيئة النقل العام والمكوث فيه لنهاية الخط ثم يعود للبيت من جديد بعدما يتأكد أننى توجهت لعملى لكى "يواصل نومه".
واستطردت الزوجة: يأست منه، ولم أعد أعرف حلا للمشكلة، فتوجهت إلى أهلى كى يتدخلوا، وقدم أبى ومعه أمى لكى يناقشانه فى الأمر، وعندما عاتبه أبى المسن الذى بلغ من العمر 75 عامًا؛ اعتدى عليه ضربا، وكذلك والدتى، حتى لم يتمكنا من الحركة، ثم توجه إلى وقام بخنقى محاولًا قتلى، وأثناء مقاومتى له، قامت إحدى الجيران بالطرق على باب شقتنا، ففتح الصغار الباب، وحينما حاولت إنقاذى؛ دفعها، فقامت هى بالصراخ والاستغاثة بالجيران الذين حضروا إلى الشقة أنقذونى منه قبل أن ينهى حياتى ويقتلنى أمام أبنائى.
وقالت: "ترك الشقة وغادر ولم أعد أعرف أين ذهب لعدة أشهر، وبعد فترة هاتف أطفاله؛ ليحدثهم ويطمئن عليهم، ثم عاود الاختفاء".
وأكملت: حاولت محاولة بائسة الحديث إليه مرة أخرى لكى يعود لعمله من أجل أبنائه لضمان حياة كريمة لأطفاله، ولكن دون جدوى، لم يستجب أو يسمعنى، فأصبحت أخبره بأنه سيتعرض للفصل من عمله بسبب كثرة غيابه وأن النوم والخمول لن ينفعاه ولكن "كنت بنفخ فى إربة مخرومة"، كما يقال فى الأمثال الشعبية.
وواصلت الزوجة حديثها: "طالبته بالطلاق، فرفض بالطبع، وللأسف لم يعد معى أحد يستطيع الحديث إليه أو معه من سوء أخلاقه، حتى والدى تجنبه فهو لم يقو عليه".
وأشارت إلى أنها اضطرت للانتظار كى يعود للبيت أو يتواصل معهم لكى ينهيا تلك المأساة التى تعيش فيها معه، متابعة: انتظرت حتى تواصل مع ابنى الصغير لأعاود طلبى فى الطلاق فكان جوابه: "مش مطلق، ولو عايزة تتطلقى اخلعينى، أنا عايز اتخلع".
واختتمت الزوجة: "هدفه من إجبارى على إقامة دعوى خلع؛ هو ضمان ألا يتكبد مصاريف طلاق أو نفقة أو مؤخر صداق، بل يريد أن يحرمنى حقوقى التى كفلها لى الشرع"، قائلًا: "كفاية عليكى الشقة اللى خدتيها"؛ رغم أننى دفعت ثمنها كاملا من راتبى الشخصى، ومملوكة لى، وسيعش فيها أبناؤنا الثلاثة؛ لذلك تقدمت إلى محكمة الأسرة بمنطقة أكتوبر لإقامة دعوى خلع ضد زوجى "م.م" 45 عامًا ويعمل موظفًا بأحد القطاعات الحكومية، كى أتخلص من ذلك الكابوس الذى كاد أن يفقدنى حياتى وحياة والدى ووالدتى لولا عناية الله، وجيرانى.