الشعب يُطالب بالتنازل.. هل تستسلم طهران لأمريكا بعد انهيار الاقتصاد؟

مع دخول العقوبات التي فرضت على الحكومة الإيرانية حيز التنفيذ صباح اليوم، تزداد مخاوف الإيرانيين من مستقبل غامض، خاصة وأنّ التصريحات المتبادلة بين الجانب الإيراني والأمريكي لا تُبشر بانطلاق مفاوضات ثنائية، المرحلة الأولى من العقوبات تشمل قطاع الطيران والسيارات وتجارة المعادن والسجاد الإيراني، وتبادل العملة الأمريكية «الدولار» مع طهران، إضافة إلى العقوبات التي طالت الريال الإيراني والذي بالكاد يلتقط أنفاسه منذ خروج أمريكا من الاتفاق النووي.
الاقتصاد الإيراني في نفق مظلم
قبل أن تطال العقوبات الأمريكية قطاع الطيران، ذهبت طهران منذ يومين بخمس طائرات لتجديد أسطولها، خاصة وأنّ قطاع الطيران يعد أكبر القطاعات التي ستتأثر بالعقوبات الأمريكية على إيران والتي يدخل ضمنها أيضًا قطاع العملات والنفط والتصدير والسجاد، بالإضافة إلى أنّه منذ هذه اللحظة لن يكون بإمكان حكومة إيران شراء الأوراق النقدية الأمريكية، كما أن عقوبات واسعة ستفرض على الصناعات الإيرانية، بما في ذلك صادراتها من السجاد، الأمر الذي سيؤثر على مئات الآلاف من الإيرانيين العاملين في تلك القطاعات، والتي تُعد المرحلة الأولى من العقوبات.
بينما تشهد المرحلة الثانية والتي ستكون بمثابة ضربة قاضية للإيرانيين، حظر مبيعات الخام الإيرانية ، بالرغم من أنّ هناك عدة دول بينها الصين والهند وتركيا أشارت إلى أنها غير مستعدة للتوقف بشكل كامل عن شراء النفط الإيرانيين، كما أنّ هناك عدة شركات أوروبية أيضًأ أعلنت أنّها لن تتوقف عن العمل بطهران، بخلاف غيرها من الشركات المتعددة الجنسيات والتي بدأت من سحب استثماراتها صباح اليوم.
غلام فرجادي المحلل السياسي الإيراني، أثناء حديثه مع قناة فرانس 24، ذكر أنّ إيران لديها فرصة قبل تطبيق العقوبات الأمريكية بشكل كامل، فاعتقد أنّ الحكومة الإيرانية ستعيد دراسة الأوضاع بشكل أفضل وربما سيكتشفون أنّ المفاوضات أفضل وأكثر نجاحًا.
الشعب الإيراني يثور على الحكومة
الشعب الإيراني هو الآخر يرى أنّه يعيش في أيام هي الأسوأ من نوعها على الإطلاق، فالأسعار مرتفعة بشكل جنوني، العمال والموظفين هناك يعيشان كل يوم كأنّه الآخير في عملهم وأنّ غدّا سيطردان منه، فالبعض يرى أنّ على الحكومة الإيرانية تقديم تنازلات لأمريكا لرفع العقوبات التي من الممكن أن تؤدي بهم إلى نفق مظلم لا يعرفون نهايته، وآخرين يجدوا أنّ الحل داخليّا وما دامت الحكومة وضعت نفسها في فخ العقوبات عليها أن تُحاول إيجاد حلول حتى لا يتأثر الشعب.
عدة مدن إيرانية شهدت خلال الأيام الآخيرة احتجاجات شعبية على خلفية تدني الأوضاع الاقتصادية ، احتجاجات قد تشتد وتيرتها مع بدء تطبيق العقوبات الأمريكية، لتتجه أنظار الحكومة الإيرانية أكثر من ذي قبل نحو حزمة الحلول الأوروبية علّها تجد فيها طوق النجاة.