”أنا المسؤول”| طارق شوقي يتحدى التسريبات.. وخبراء: ”لن تفلح”
«لا للغش ولا للدروس الخصوصية ونعم للفهم والإبداع والتعلم الحقيقي»، كلمات جاء بها الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، ليبدأ بها فترة توليه منصبة الجديد، على أمل إزالة كافة العواقب المتمركزة في النظام التعليم بأكمله، ليخرج من نظام ويعلن الآخر، وتظل الأزمة كما هي وكأنه لم يدرك جيدًا أنه لا يمكن إصلاحه بدون اقتلاع النظام القديم من جذوره.
بداية الأزمة
«تسريب الامتحانات والدروس الخصوصية ».. كلمات اعتاد الجميع على سماعها يوميًا لتصبح الشغل الشاغل والحمل الثقيل في كل بيت مصري، وبالرغم من التصريحات الكثيرة من المسئولين لتفعيل آليات وبرامج جديدة للقضاء عليها، إلا أنها تفشل دائمًا، حتي أطلق «شوقي»، مؤخرًا منظومة التعليم الجديدة، في خطوة حاول من خلالها تحسين مستوى التعليم ومحاربة الدروس الخصوصية وتسريب الامتحانات في آن واحد، إلا أنها مازالت تمارس على أرض الواقع.
إعلان الفشل
«امتحانات أوبن بوك».. أسلوب جديد حاول أن ينفذه وزير التعليم على أرض الواقع لمواجهة تسريب الامتحانات، ولكن في اليوم الثالث لامتحانات الثانوية التراكمية للصف الأول الثانوي، طل علينا وزير التعليم ليعلن فشله فى إدارة الأمور والتحدي للقضاء على الظاهرة.
وبالرغم من تصريحاته الصادمة للجميع، إلا أنه برر ذلك قائلًا "نقدر نوقف تسريب الامتحانات ووقفناه خلال العامين الماضيين ولكن هذا حدث بطريقة أقرب للطرق العسكرية من خلال تدخل القوات المسلحة والداخلية وشركات التأمين، بتكلفة تصل لمليار ونصف المليار جنيه، اليوم أتأكدنا من المرض الذى أصاب مجتمعنا، من أول الإصابة بالامتحان الغير محسوب المجموع بغرض نشر البلبلة واكتساب بنط لدى الطلاب".
وتابع: "الطلاب الذين شيروا الامتحان رافضون لفرصة التعليم رغم أن الامتحان تدريبي وبلا درجات، ولو الطالب غش وبحث عن التسريبات فهذا قراره، ولكنه خسارة ولم يعد نفسه للقادم ولا يلوم إلا نفسه"، مؤكدًا أن امتحان نهاية العام سيكون على التابلت لمعالجة الأمراض القائمة، والأسئلة بلا تدخلات للعناصر البشرية.
رئيس لجنة الامتحانات
وبالرغم من تصريحات الصادمة للجميع، التي كانت من المفترض أن تقيله من منصبه على الفور، إلا أنه تولي منصب رئيسًا للجنة امتحانات الثانوية العامة، ملعنًا أنه كفيل بإدارة المنصب ومنع تسريب امتحانات الثانوية العامة المقبلة.
ومع تداول الخبر على مواقع التواصل الأجتماعي، أثيرت عدة تساؤلات هل الدكتور طارق شوقي بالفعل جدير بالمنصب؟، ومن المسؤل عن فشل الإدارة ومن الذي سرب الامتحانات الثانوية التراكمية، وما مصير منظومة التعليم.
تسريب الامتحانات من الداخل
قال النائب سمير غطاس، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، إن تولى الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، رئاسة امتحانات الثانوية العامة، لم يمنع تسريب امتحانات الثانوية العامة المقبلة، خاصة وأنه تم بالفعل تسريبها في الصف الأول الثانوي.
وأشار عضو لجنة التعليم والبحث العملي بمجلس النواب، إلي أن امتحانات الثانوية التراكمية كانت تتبع منظومة التعليم الجديدة ونظام الأوبن بوك، كما أن درجاتها غير محتسبة، وبالرغم من ذلك تم تسريبها بالفعل.
وأضاف البرلماني، أن الوزير نجح في منع تسريب امتحانات العام الماضي؛ لاتباعه نظام البوكليت وطباعته بداخل المطابع السيادية، ولذلك فالتسريب هذا العام سيكون من داخل الوزارة وليس من خارجها.
وطلب "غطاس" من الدكتور طارق شوقي ترتيب أورقة الوزارة الداخلية من جديد، قبل إجراء الامتحانات تحسبًا لتسريب الامتحانات.
الوزير لن يفلح
ومن جانبه، قال الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي، إنه لا يمكن محاسبة الدكتور رضا حجازي، على تسريب امتحانات الثانوي العامة في السنوات الماضية، خاصة وأن التسريب يحدث من عدة أسباب موضوعية ولمصالح شخصية لأطراف بعينها.
واستنكر "مغيث"، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، تولي الدكتور طارق شوقي، وزير التعليم والتعليم الفني، منصب رئيس لجنة امتحانات الثانوية العامة، مشيرًا إلي أن تلك المناصب لابد أن يتوالها شخصيات محايدة لم تتولي منصب آخر.
وأضاف الخبير التربوي، أنه من المقرر أن امتحانات الثانوية العامة المقبلة ستهشد حالة من تسريب الامتحانات ولم يتغير أي شئ؛ متابعًا "لو الوزير كان عاوز يعالج كان عالج من زمان مش دلوقتي".